لم يمرّر النائب ميشال عون إحالة صهره العميد شامل روكز إلى التقاعد مرور الكرام، فبعد فشل التسوية المرحلية التي كان من الممكن أن تحفظ وصول صهره إلى قيادة الجيش، قرّر عون فتح النار على الحكومة و«إدخالها بموت سريري»، بعدما أعلن أن وزراء “تكتل التغيير والاصلاح” لن يعودوا الى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش “ولي الارجحية المسيحية في تعيينه”، وتالياً فان التوقعات أن يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة الجمعة أو الاسبوع المقبل لحل مشكلة النفايات دخلت في علم الغيب.
اقرأ أيضاً: الفوهرر ميشال عون يريد أن يكرّر انقلاب 1988
مواقف عون التصعيدية رآها عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت في حديث لـ «جنوبية» أنها تنفيذ لقرارات حزب الله المطلوبة من عون، لأنّه «أداة تنفيذية وليست تقريرية لذلك طالما أنّ من مصلحة حزب الله استمرار الحكومة فتهديداته لن تؤثر على استمراريتها».
فتفت: مواقف عون التصعيدية تنفيذ لقرارات حزب الله المطلوبة منه
وعن تهديد عون بالشارع قال فتفت: «كيف يريد القتال؟ كما قاتل في 13 تشرين وهرب إلى السفارة الفرنسية؟!» وتابع: «نحن في تيار المستقبل هدفنا بناء الوطن ولن ننجر إلى ابتزاز عون أو غيره ليحققوا مكاسبهم على حساب لبنان، قبِلنا أن نكون أم الصبي كي نحمي لبنان من الحريق المشتعل في المنطقة».
وعن استمرار عمل الحكومة رأى فتفت أنه «إذا كانت الحكومة ستتحول إلى أداة استفزاز فالأفضل أن تستقيل، لأن العماد عون في كلّ مرّة يحاول تعطيل عمل الحكومة من أجل تحقيق مطالبه، وإذا نفذنا له أي مطلب سيطلب آخر وذلك بحسب ما تقتضي مصلحة حزب الله».
وعن حق عون في تسمية قائد للجيش على اعتبار أنّه ممثل المسيحيين في لبنان كما قال ردّ فتفت: «الدستور لا يعطي عون ولا غيره حق فيتو، ولو كان عون يحترم الدستور والقانون لكان احترم آلية عمل الحكومة». وعن مصير الحكومة قال فتفت: «إذا قرر حزب الله أن يعتكف عن حضور جلسات الحكومة، فهنا تتعطل الحكومة أما إذا كانت مصلحة حزب الله أن تجتمع الحكومة فقرار عون لن يؤثر في سير عمل الحكومة».
ضو: دائمًا يصل عون إلى حائط مسدود، والمشكلة أنّه يخسر ويخسّر البلد معه
كذلك ردّ عضو الأمانة العامة في 14 آذار نوفل ضو على مواقف عون التصعيدية في حديث لـ«جنوبية» فقال: «كل من يواكب مسيرة عون منذ عام 1988 حتى اليوم يرى أنّ مواقفه تصعيدية، ودائمًا يصل إلى حائط مسدود والمشكلة أنّه يخسر ويخسّر البلد معه، لأنّه لا يعيد قراءة مواقفه فدائمًا يلجأ للهروب إلى الأمام. وفي كل مرّة يُدخل نفسه في مأزق، يحاول قلب الطاولة على لبنان».
وتابع ضو؛ «رجل السياسة يجهد الى تحقيق المصلحة الوطنية العليا ولو على حساب مصالحه الشخصية أمّا العماد عون فهو عكس ذلك، و هذا ما حاول فعله عندما حاول الضغط للتمديد للعميد شامل روكز، ولو تمّ التمديد لروكز الفترة ستكون سنة واحدة فقط إلاّ إذا عين بعد هذه السنة قائدا للجيش فسيبقى سنة إضافية في السلك العسكري، فهل يستحق إبقاء روكز سنة أو سنتين في الجيش تدمير البلاد؟ أم لأنّه صهر عون يعطّل من أجله البلد كما فعل عون عندما عطّل تشكيل حكومة لأشهر من أجل صهره جبران باسيل».
وعن لجوء عون للشارع قال ضو: «ميشال عون لم يقاتل إلاّ من خلال الجيش اللبناني، وكل قرارته تسببت بذبح وتوريط الجيش. أمّا عن تهديده بتعطيل الحكومة فهذا القرار لحزب الله وليس لعون، فإذا اقتضت مصلحة حزب الله أن تنعقد الحكومة فقرار عون لن يقدّم ولن يؤخر».