وانكسر حاجز الخوف…

تبدّد الخوف وساد الأمل بين الناس حيث باتت قضايانا مطروحة يوميّا على الطرقات، وبين الناس بعد أن كنا نتداولها سرا ووشوشة. كان الخوف على لقمة العيش هو السبب. لكن بلغ السّيل الزُبى لجهة الفساد، والتي فجر الثورة مسألة النفايات. يا لسخرية الأقدار.. النفايات ستُطيح بالنفايات يوما..

للحراك الشعبي فضيلة كبيرة تتمثّل في كسر حاجز الخوف لدى اللبنانيين ليس من السلطة – وقد كان يظن البعض أنها متساهلة حتى اتّضح انها شريرة وقاسية – والدليل ما حصل ليل الخميس- الجمعة الفائت من عنف تجاه المعتصمين.
إنكسر حاجز الخوف من الإعتراض والرفض. أهالي العسكريين المختطفين..أهالي الناعمة.. أهالي عكار…أهالي النبطية..أهالي عبيه..أهالي صور.. أهالي صيدا..جماعة 13تشرين.. جماعة طلعت ريحتكم..جماعة بدنا نحاسب.. جماعة يلا عالشارع.. جماعة حرش بيروت.. جماعة موظفي الضمان..جماعة أساتذة الثانوي…
طلعت ريحتكمجماعات وجماعات خرجت من القمقم ومن حالة التخدير الطائفي التي سيطر عليها الزعيم، اللبناني تأخر كثيرا ليستيقظ، ولكنه إستيقظ أخيرا رغم محاولات السلطة وإعلامها الباليّ توجيه من بقي في المنازل من الخائفين والمترددين والمستفيدين من يد السلطان الجائر.
كل البلد صار جماعات معترضة على نظام متهالك فاسد “متختخ” لا حول له إلا إختراع الطاولات مقابل الجماعات، فكم من طاولة سيرسم النجّارون بعد؟

المارد حطّم الفانوس، وبات في موقع يمكنّه من تحسين واقعه، اللبناني الفقير الذي لم يرض له زعيمه أن يكون واعيّا، ولولا النظام الطائفي الذي نحن مُجبرون عليه، والذي تدعمه كل الأمم في العالم، لكان الهيكل قد سقط منذ اليوم الأول لأن “من تخلّف عن الفتح” لعنه رسول الله محمد منذ زمن بعيد، منذ 1400 سنة.

طلعت ريحتكم
فالمسلم السياسي يفكر بمنصبه، والمسيحي السياسي يفكر بمنصبه، وهكذا دواليك.. وهؤلاء يبثّون سمومهم تجاه الناس الخاضعين لهم شاءوا أم أبوا.
فميشال عون يرى أن 13 تشرين أهمّ من الحراك، ويرى أن منصب قائد الجيش أهم من البلد، وجنبلاط يرى أن المطامر والنفايات أهم من البشر في لبنان، وحزب الله يرى أن الغياب عن الساحة الداخلية والقتال خارج الحدود شرف، وحركة أمل ترى أنها أم الصبيّ في الدولة لأن الجميع يناشد السلطة التشريعية في لبنان، والمستقبل لا تعنيه الحراكات لأنه منغمس بالفساد، فكيف يتحرك ضدّ نفسه؟
كلهم يدّعون الديموقراطية، وكلّهم في عقولهم عسكر لأنهم جميعهم خاضوا حروبهم الصغيرة داخل طائفتهم- ولا داعي لتعداد هذه الحروب فهي باتت معروفة للجميع- وكلهم خاضوا معاركهم ضد الآخرين من أبناء الطائفة المقابلة. كلهم جاءوا من توارث سياسي وكلهم آتون من خلفيات سياسيّة وحزبية مقفلة على الطائفة والمذهب والدين والمنطقة، وكلهم ورثوا ويورثون أبناءهم الجاه والسلطة..

الحراك المدني
كلهم عصبويون، وكلهم متآمرون على لبنان من خلال تعاونهم مع الإسرائيلي والسوري والفرنسي والبريطاني والإيراني والسعودي والقطري والتركي.
والعجيب ان حزب الله هو حزب المستضعفين، وحركة أمل حركة المحرومين، والإشتراكي حزب العمال، والتيار العوني حزب الأقليات، والقوات حزب الفقراء…طبعا فقط حزب المستقبل هو حزب الأغنياء، لكن لحقه بعض اليساريين الفقراء فأنجبوا اليسار الديموقراطي ..

إقرأ أيضاً: هكذا نسي «المقاومون» فلسطين: أسعد ذبيان أهمّ من الانتفاضة الجديدة
والغريب في إعلام المحرومين أنه كلما فتحنا قناة (أن.بي.أن) نجدهم يهاجمون الحراك الشعبي، رغم أن أهل البقاع وأهل الجنوب هم من يستحق أكبر حراك في المنطقة، لأن المحدلة هرستهم هرسا، وطحنتهم طحنا، وسرقتهم سرقة، وقتلت أولادهم في جميع أصقاع الأرض، وحولتهم الى “مستزلمين” بعد أن واجهوا أعتى جيش في المنطقة.. كل ذلك باسم الطائفة التي الى الآن لم تنهض لتُخرج أوساخها وتجرف الفاسدين فيها..

السابق
صور لم تكشف من قبل بعد الكارثة النووية في فوكوشيما
التالي
حاولو سرقتها فإذا بها لاعبة كاراتيه