عون يكيل الشتائم ويلوّح بـ«التصادم»..

عون
لم يعد واضحاً ما اذا كان اشتداد الأزمة الداخلية يقود الى انفراج وفق المقولة المعروفة، أو إنه سيؤدي الى "انفلاج" مع استمرار التعقيدات واستفحال المعوقات. فـ"الحكومة في موت سريري" ولا جلسة لمجلس الوزراء بعدما أعلن العماد ميشال عون ان وزراء "تكتل التغيير والاصلاح" لن يعودوا الى الحكومة قبل تعيين قائد جديد للجيش "ولي الارجحية المسيحية في تعيينه"، وتالياً فان التوقعات ان يدعو الرئيس تمام سلام الى جلسة الجمعة أو الاسبوع المقبل لحل مشكلة النفايات دخلت في علم الغيب.

ما كان متوقّعاً في تظاهرة 11 تشرين أعلنه عون أمس، نام اللبنانيون على حفلة مواقف تصعيدية. إذ أكّد أن “لا عودة إلى الحكومة قبل تعيين قائد جيش ومجلس عسكري جديد”، وبالتالي أبدى تمسّكه بهذا المطلب، ما يؤشّر بوضوح إلى تحويلها معركةً شخصية مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، في محاولة متكرّرة لإزاحته من حلبة المنافسة الرئاسية. فقد وجد عون أنّه لا يستطيع تمرير سقوط التسوية من دون تسجيل أيّ موقف سياسي، وهذا الموقف هو الحدّ الأدنى الذي باستطاعته اتّخاذه في ظلّ قواعد اللعبة التي يتمسّك بها حليفه “حزب الله” والمرتكزة على ترسيخ الاستقرار واستمرار الحكومة والحوار بغية التفرّغ لقتاله السوري، فقرّر تعليق مشاركته من دون أن يكون هذا التعليق عائقاً أمام التوافق السياسي في ملفات محدّدة على غرار النفايات، ما يعني مجرّد خطوة شكلية.

مظاهرة عون

وأكد الوزير السابق سليم جريصاتي بعد اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” أن عون في “منحى تصاعدي مع شعب لبنان العظيم طالما لم يصر إلى تصحيح المسار ميثاقياً ودستورياً لإرساء الشراكة الوطنية المصادرة”.

سطّر عون جملة مواقف تصعيدية في مواجهة خصومه المفترضين:

– قال: “خلص ما بقى في حكومة” قبل إنجاز سلة تعيينات جديدة تشمل قائد الجيش والمجلس العسكري والمديرية العامة لقوى الأمن.

– أردف مستطرداً: “أنا القوة الشعبية أنا الشرعية أنا الأقوى مسيحياً ومن حقي تعيين واقتراح اسم القائد الجديد للجيش”.

– لوّح بأنّ “الخلاف هذه المرة كبير وسيصل حكماً إلى التصادم”.

– اتهم في سياق تصنيف علاقته مع مختلف الأفرقاء تيار “المستقبل” بالكذب والاحتيال متعرّضاً بألفاظ نابية للرئيس فؤاد السنيورة.

– شنّ هجوماً تهكّمياً لاذعاً على حزب “الكتائب اللبنانية” ورئيسه النائب سامي الجميل باعتبار أنه “ما بتعرف شو بيطلع براسو”.

“السفير”: الحكومة منتهية الصلاحية

شامل روكز

من جهتها، قالت “السفير” أنه مع إحالة قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني العميد شامل روكز منتصف هذه الليلة إلى التقاعد، تصبح حكومة الرئيس تمام سلام بحكم المستقيلة، ولو أنها لن تجد من تقدم له استقالتها ولا من يقبلها. الاستقالة ستصبح واقعا عمليا وليس دستوريا، ذلك أن احتمال عقد جلسات حكومية استثنائية أو أكثر، موضوع في الحسبان، خصوصا للبت بملفات عاجلة كملف النفايات أو الرواتب أو غيرهما، لكن الحكومة بمعناها السياسي، أصبحت “منتهية الصلاحية” أو أنها “كان يجب أن ترحل من زمن طويل”.

العودة عن هذا المسار “ستكون مكلفة لمن منعوا ترقية شامل روكز“، ذلك أن عون قرر الذهاب الى ما يسميه “بيت القصيد”، بأنه لن يعود الى الحكومة الا بتعيين قائد جديد للجيش ومجلس عسكري جديد ومدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي. واللافت أن عون ذهب في السياسة أبعد من ذلك عندما حذر من أن تجاهل مطالبه من قبل الآخرين سيؤدي الى تصادم، وقال “نحنا مقاتلين مش قلال”.

ولفتت “السفير” إلى أن مواقف عون لم تأت من الفراغ. بدا أنه يتكئ على “فائض قوة” مستمد الى حد كبير من عناصر عدة، أبرزها خارجيا المشهد الروسي المستجد في سوريا، “لأن ما بعد التدخل الروسي غير ما قبله”، وتوقع أن تتغير خريطة المنطقة والعالم. أما داخليا، فان “الجنرال” قد تحرر من قضية شامل روكز بتقاعده، وقبلها نجح في تأمين وراثة سلسة في قيادة “التيار” لمصلحة جبران باسيل، وأعاد تأكيد حضوره في الشارع، ناهيك عن وجود رافعة سياسية كبيرة اسمها “حزب الله” الذي تبنت قيادته ترشيح عون رئاسيا وباقي خياراته السياسية في الحكومة والمجلس النيابي كما في قانون الانتخاب والترقيات العسكرية.

إقرأ أيضاً: إيران وروسيا يتقاتلان سرًّا في سوريا!

السابق
اسرار الصحف المحلية الصادرة في بيروت يوم الاربعاء في 14/10/2015
التالي
«شكراً سوريا»