وزراء في وزارات خاطئة (2): أرتور وباسيل: الولاء لم يعوّض نقص الكفاءة

ارتور نظريان
إستكمالاً لملف أداء وزراء حكومة تمام سلام، في الجزء الثاني نبذة عن حياة الوزيرين جبران باسيل وأرتور نظريان اللذين تعاقبا على كرسي وزارة الطاقة وأثبتا فشلهما في معالجة أزمة الكهرباء، إضافة إلى أداء وزير الخارجية جبران باسيل في حكومته، خصوصًا كيفية تعاطيه مع ملف اللاجئين السوريين في لبنان.

كلما انتقلنا من وزارة إلى وزارة أخرى يتبين لنا أكثر وأكثر حجم الفشل والفساد المستشري في الوزارات. كوزارة الطاقة التي لم تنتج إلاّ العتمة مع الحكومات المتعاقبة منذ التسعينات والتي وصل أوجّ حدتها مع كل من الوزيرين آرتور نظاريان حاليًا وجبران باسيل سابقًا والذي يشغل منصب وزير الخارجية والمغتربين حاليًا.

وهذه نبذة عن حياة كل من باسيل ونظريان الأكاديمية والمهنية ليتضح كيف أنّ كلاهما ليس لهما علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالوزارة التي استلماها:

فوزير الخارجية جبران باسيل 45 عامًا والمتأهل من شانتال ميشال عون حائز على اجازة في الهندسة المدنية وماجستير في المواصلات من الجامعة الأميركية في بيروت. ومن حيث حياته المهنية فهو يعمل في مجال البناء والاستثمار العقاري منذ سنة 1994.

كما أنه ناشط في التيار الوطني الحرّ منذ قيامه وترشح عن البترون في الانتخابات النيابية للعام 2005 وعام 2009.

كذلك تولّى مهام وزير اتصالات في الحكومة اللبنانية عام 2008 ، ومهام وزارة الطاقة والمياه عام 2009.

جبران باسيل

أما وزير الطاقة الحالي ارتور نظريان 64 عامًا تخرج مهندسا للنسيج، ويعمل في التجارة والصناعة ويملك مؤسسات وشركات عدة في الخليج.

– عين وزيرا للسياحة والبيئة في حكومة الرئيس سليم الحص التي شكلها عام 1998 . وانتخب نائبا عام 2009.

وإذا تعمقنا أكثر بأداء كلا الوزيرين في الطاقة والخارجية، يتضح لنا أنّ مداورة هذه الحقائب الوزارية على أساس الخلفية السياسية من حكومة إلى أخرى، لا ينتج إلاّ مزيدا من التعقيد وكلّه يصب بخانة افتقار حكوماتنا إلى وزراء الإختصاص.

فيتَّفق المعنيون على أنّ أزمة الكهرباء في لبنان تتفاقم، مع القناعة بعدم وجود عصا سحرية لحلّ قريب، لا بل تميل المؤشرات المستقبلية إلى التشاؤم في ضوء ازدياد الحاجات والطلب على الطاقة، في ظلّ عدم التطوُّر لزيادة الإنتاج، وذلك بسبب أداء الوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة الذين لم ينتجوا إلّا العتمة.

وبدلاً من أن تحلّ أزمة الكهرباء أوعلى الأقل أن تبقى بنفس المستوى، إتسعت دائرة العتمة إلى أن غطت الـ 24 ساعة بعكس ما وعد بها وزير الطاقة آنذاك عام 2010 جبران باسيل، أي أن تصل تغذية التيار الكهربائي إلى الـ 20 ساعة عام 2014 وإلى الـ 24 عام 2015.

مشكلة الكهرباء ليست وليدة اليوم بل وليدة فشل حكومات متعاقبة على حلّ وتأمين أبسط حقوق المواطنين

باسيل أصبح وزيراً للخارجية في حكومة سلام، وبدأت ولاية الوزير أرتور نظريان الأرمني حليف التيار العوني أيضا في وزارة الطاقة، الذي خرج بالأمس القريب مصارحًا اللبنانيين بتعذر إيجاد حل لأزمة الكهرباء في المدى القريب نظراً لتراجع معدلات التغذية السابقة، تحت وطأة الأعطال المتلاحقة. قائلاً: «زمن المعجزات والأعاجيب ولّى، وأنا واقعي جدًا، ولا أريد أن أطلق وعودا لا أستطيع تحقيقها، خصوصا أنّه لا يوجد بحوزتي الأدوات الضرورية» متسائلاً: «هل آتي بالكهرباء من بيت بيّي؟».

وهكذا مع توالي الحكومات يبقى المواطن رهينة تزايد العتمة نتيجة عدم تنفيذ خطة باسيل التي أقرّها مجلس الوزراء في 21 حزيران عام 2011، وترمي إلى تأمين طاقة إضافية في حلول عام 2015 كافية لتأمين تغذية بالتيار الكهربائي 24/24 ساعة والتي وضعها بكلفة مقدرة ببليون و200 مليون دولار لإنتاج 700 ميغاواط إضافية عبر إنشاء معمل جديد للطاقة في دير عمار وتحسين شبكات النقل لصيانة معمل الزوق وتركيب مولدات جديدة في معملي الزوق والجية. ولكن، حتى اليوم في عهد نظريان لم ينفذ شيء من الخطة لعدم تأمين التمويل للشركة المتعهدة.

لكن هذا التبرير لا يقنع منتقدي وزارة الطاقة بوزرائها المتعاقبين، خصوصاً لجهة «وجود عراقيل» وإن “هناك معامل تنتج ولكنها غير كافية” و”إننا مع القطاع الخاص للإنتاج، ونشجعه لكن ضمن الشروط.”

فمشكلة الكهرباء ليست وليدة اليوم بل وليدة فشل حكومات متعاقبة على حلّ وتأمين أبسط حقوق المواطنين.

وفي هذا السياق، يؤكّد الناشط السياسي والاجتماعي رياض عيسى لـ”موقع جنوبية” على أهمية حكومة التكنوقراط في ظلّ تراكم الأزمات في كل الملفات خصوصًا في موضوع الكهرباء قائلاً: “نرى دائمًا تنصل الوزراء الجدّد من المسؤولية وإلقاء اللّوم على الحكومات والوزراء السابقين فقط دون القيام بأي خطوة مجدية”. وتابع: “لذا هم شركاء ومعنيّون بهذا الخراب. وعلى الوزير الجديد أن ينجز ملفًا كاملاً يصارح به المواطنين منذ البداية بالمشكلات”.

ارتور نزريان

وفي ظلّ الفساد ومحاصصة الوزارات الحكومات التي تتوزع حقائبها على من يمثل القوى السياسية الحاكمة في لبنان، من دون الأخذ بعين الإعتبار قدرة هذا أو ذاك الوزير على خدمة المصلحة العامة. .، يقول عيسى “في لبنان يمارس المسؤولون الفساد ولكن لا أحد يحاسبهم، ويفشلون في أداء مهامهم على الرغم من ايحاطتهم بلجنة من الخبراء”. وكرأي شخصي لفت إلى أنّ” باسيل فشل بكل الحقائب التي تسلمها، ففشل بوزارة الإتصالات، وفشل بالطاقة وأخيراً بالخارجية”.

واذا كان اداء باسيل في وزارة الكهرباء اتسم بالتقصير، فان اداءه لاحقا في وزارة الخارجية كان فضائحيا بكل معنى الكلمة.

اذ بعد أسابيع من تسلم جبران باسيل هذا المنصب ارتكب فضيحة اخلاقية غير لائقة أظهرت خفّة بالدبلوماسية اللبنانية، وهي انتشرت في الاعلام ومواقع التواصل. هذه الفضيحة تمثلت بفيديو يظهرإيحاءات جنسية قام بها باسيل حين قدّم القائمة بأعمال بعثة بلاده في الأمم المتحدة، كارولين زيادة، لنظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، أشّر بيديه وهو يتكلم عن زيادة اشارة تظهر تفاصيل جسد المرأة، مما أساء بالدرجة الأولى ليس فقط لباسيل كشخص، بل أساء للوطن الّذي كلّفه كوزير للخارجية وأن يمثله أمام دول العالم.

هذا عدا عن طريقة تعاطي باسيل في ملف اللاجئين السوريين من خلفية سياسية، وبعنصرية فجّة إذ طالب تارةً باقفال الحدود بوجه اللاجئين، وتارة أخرى حين اعتبر تسجيل حديثي الولادة من السوريين بداية التوطين.

وطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السوريين بإحترام السيادة الوطنية اللبنانية، والتوقّف عن تسجيل المزيد من النازحين السوريين لديها.

السابق
لماذا اعتقلت شرطة ميتشيغن الفنانة رويدا عطية..
التالي
بالفيديو.. حريق في المعهد الجامعي للتكنولوجيا في صيدا