عون يهدد.. سلام على شفير الاستقالة.. والمستقبل ضد النسبية

عون وسلام
فيما رُحّل الحوار الوطني بين رؤساء الكتل النيابية ومعه الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" إلى السادس والعشرين من الشهر الجاري، لم يَحسم رئيس الحكومة تمّام سلام أمر دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد بعد، فيما أعلنَ رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون تعطيل القرارات "السيّئة وانحراف المؤسسات"، مؤكّداً أنّ "اليوم ليس كالأمس، وأنّ الغد لن يكون مثل اليوم"، مُتحدّثاً عن "مرحلة جديدة من النضال بدأت وستكون نتيجتها التغيير ثمّ الإصلاح".

لم يفاجئ النائب ميشال عون حلفاءه كما خصومه بأي موقف تصعيدي من الحكومة او مجلس النواب، او حتى مؤسسة الجيش، بل اكتفى بإحياء ذكرى خروجه من قصر بعبدا تحت وابل من القذائف والصواريخ السورية، من دون ان يأتي على ذكر السوريين. كما لم يأت على ذكر اتفاق الطائف الذي كان المسبب لانهاء الحرب من غير ان يكون له دور في المرحلة اللاحقة لاقراره.

وأطلّ عون على منصة نُصبت في الشارع المؤدي إلى القصر الجمهوري ليسطّر جملة “بطولات” في مواجهة خصومه المفترضين بعضها من مخزون الذاكرة وأخرى وعد أنصاره بنصر إلهي محقق فيها قريباً أمام زهاء ما بين خمسة عشر ألفاً وعشرين ألفاً من مناصري “التيار الوطني الحر” بحسب التقديرات الرسمية الأولية”. وبحسب استهلّ عون خطابه باستذكار دماء وشجاعة شهداء الجيش الذين خلّفهم وراءه وتركهم لملاقاة مصيرهم في مواجهة آلة القتل السورية حين فرّ من ساحة “حرب التحرير” على متن ملالة السفارة الفرنسية في 13 تشرين، ليعود عام 2005 على صهوة صفقة سياسية مع النظام السوري نفسه الذي قتلهم، ويتهم في خطابه أمس خصومه بنقل “البارودة من كتف إلى كتف” !.

وقال مصدر قريب من عون لـ”النهار” ان الاخير “أعطى اشارات واضحة في خطابه، فالمواقف كانت عالية وستكون لها ترجمة قريبة، ولن تكون مجرد كلام بل أفعال، وانتظروا ما سيأتي في الأيام المقبلة”. وشدّد على ان “هذه المرة غير كل المرات، فلا محرمات بعد الآن ولا في أي موضوع، وسيسمعون أيضاً كلاماً مختلفاً ان في التكتل أو في مقابلته التلفزيونية غدا الثلثاء او عبر كل حركة على صعيد عملنا السياسي”.

“8 آذار” تراهن على التدخل الروسي في سوريا!

كما برز ما بين سطور خطاب عون تعاظم حالة الرهان لديه على تغيير إقليمي آتٍ من سوريا الأسد، كما لفت الانتباه في الوقت عينه تمجيد الشارع العوني، بالشعارات والصور، التدخّل الروسي الحربي في سوريا، وسط تسجيل مفارقة لافتة في هذا الإطار تمثلت بإشادة العونيين أمام عدسات الكاميرات بالغارات التي تشنّها مقاتلات السوخوي الروسية على الأراضي السورية.

وبعد أن قاد الجيش السوري قبل 25 عاما عملية إخراج عون من القصر الجمهوري بالقوة العسكرية، فإن من المفارقات التاريخية أن عودة الجنرال اليه باتت تتوقف، الى حد كبير، على استعادة سوريا توازنها، وبالتالي تعديل موازين القوى الإقليمية والمحلية التي تساهم عادة في رسم صورة الرئيس.

إقرأ أيضاً: هل سيرحّب حزب الله بمشاركة إسرائيل في قتال داعش؟

“المستقبل”: عون لم يقدم جديداً ولا للنسبية

في اعتقاد مصدر نيابي في “المستقبل” لـ”اللواء” انه لم يكن لدى النائب ميشال عون عنصر جديد يقوله، أو متاح له أن يقوله، مع انه كانت هناك عناصر سياسية كثيرة كان يمكن أن يتطرق إليها، مثل الحوار والوضع الحكومي على سبيل المثال، فجاء خطابه دون سقف التوقعات. وفي تقدير المصدر ان عون ربما قرر تغيير تكتيكه في محاولة لتخفيف حجم الأضرار عليه، بعدما لمس ان التصعيد للتصعيد أدى إلى سلسلة من الخسائر، مشيراً إلى ان اللافت في الخطاب أنه لم يأت على ذكر من أخرجه من قصر بعبدا في ذلك الحين وهو الجيش السوري. غير أن مصادر مقربة من التيار العوني لم تستبعد أن يكون اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” المقرّر غداً محطة للتصعيد السياسي من قبل عون في وجه خصومه .

وبدوره حذّر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من أنّ “تمادي قوى سياسية بتعطيل المؤسسات الدستورية يؤدّي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان”، معتبراً أنّ هذا هو “السياق المنطقي للأمور في كلّ دوَل العالم، ولن يكون لبنان استثناءً في هذا الإطار”.

إلى ذلك، لفتت الصحف تعبير النائب أحمد فتفت خلال كلمة له في احتفال لحزب الوطنيين الأحرار بمناسبة اغتيال داني شمعون، عن موقف واضح لتيار “المستقبل” يرفض فيه اعتماد مبدأ النسبية في أي قانون جديد للانتخابات النيابية، على الرغم من تأكيد رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة في طاولة الحوار الوطني موافقة التيار على النظام النسبي، فضلاً عن طرح المستقبل قبل نحو عامٍ مشروع قانون انتخابي يدمج النسبية والأكثرية، عرف بـ”قانون المستقبل والقوات”.

 

السابق
سوريا.. بين الوضوح الروسي والغموض الأميركي
التالي
مواطنة أطلقت النار على نفسها في بريتال