اميركا بدأت بتسليح المعارضة من اجل استنزاف الروس في سوريا

هل قررت اميركا ان تدخل الروس في حرب استنزاف في سوريا على الطريقة الافغانية التي اذت الى هزيمة السوفيات وخروجهم المذل من افغانستان في ثمانينات القرن الماضي؟ هناك مؤشرات ميدانية ترجّح ذلك فما هي؟

قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، على هامش إجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الذي عقد قبل ثلاثة ايام، أن التدخل الروسي في سوريا ستكون له عواقب وخيمة على روسيا نفسها، مؤكدًا بأنها “ستبدأ في تكبّد خسائر بشرية خلال الأيام المقبلة”.

وقد تلا هذا التصريح تطور أميركي لافت ،اذ استغنت واشنطن عن تدريب مقاتلين “معتدلين” من فوات المعارضة واستبدلته بتسليح ودعم مباشر لبعض تشكيلات الجيش السوري الحر، فأعلن “البنتاغون” بأن أميركا ستقدّم سلاحًا وعتادًا لـ “قادة مختارين” في المعارضة السورية، وبأنها ستؤمن لهم غطاءً جويًا في معركتهم بوجه تنظيم “داعش”.

كما نقلت قناة “بي بي سي” البريطانية نقلا عن مسؤول سعودي رفض ذكر اسمه، بأن “المملكة العربية السعودية قررت مدّ الثوار السوريين بأسلحة متطورة”، مؤكدًا بأن بلاده “ستقدّم المزيد من المعدات العسكرية للمجموعات التي تقاتل ضد الروس والإيرانيين وحزب الله وقوات الأسد في سوريا”، كما ولم يستبعد أن يُزوّد الثوار بصواريخ أرض – جو ليتمكنوا من التصدّي للغارات الجوية التي يشنها الروس عليهم.

هذا وكشف نائب رئيس الإئتلاف السوري المعارض هشام مروة، خلال مقابلة صحفية نُشرت في الخامس من الشهر الحالي، عن إجتماعات بين الإئتلاف والفصائل العسكرية بهدف الاستعداد لتنفيذ عمليات نوعية ضد الروس في سوريا، مؤكدًا بأنهم ينتظرون “الاعلان عن تفاصيل التنفيذ فقط”.

وبدأت بعض المعلومات الصحفية تتحدث عن ارادة أميركية في تغيير تكتيك دعمها للمعارضة وتفعيله وتكثيفه وعن معارك موضعية مرتقبة تهدف لإيقاع خسائر بشرية في صفوف الروس الموجودين في سوريا، وهذا ما يراه المتابعون “تطورًا لافتًا جدًا” في شكله ومضمونه وتوقيته سيّما في ظل الإحصائيات الأخيرة التي تحدثت عن أن غالبية الشعب الروسي ترفض التدخل العسكري في سوريا نتيجة مخاوفها من حرب طويلة، وبالتالي خسائر بشرية واقتصادية مباشرة.

ويرى المراقبون الذين تابعوا الهجوم البري السوري الايراني قبل ايام على ريفي حماة واللاذقية المدعوم من سلاح الجو الروسي مدى تأثير صواريخ تاو الاميركية المعدلة على المعركة والتي زوّدت بها فصائل المعارضة حديثا، وهي ادت بدخولها المعركة بكثافة الى تفشيل الهجوم حتى الان، وقتل قائد الهجوم الايراني الجنرال همداني الذي نعته اطهران اول امس، وكذلك قتل قائد وحدات حزب الله المهاجمة حسن الحاج (ابو محمد الاقليم) الذي نعاه الحزب امس، اضافة الى تدمير عشرات الدبابات السورية ومقتل اطقمها كما افادت مصادر اعلامية مستقلة، وهذا انما يدل عن فعالية السلاح الاميركي من جهة، ويؤشّر الى ان التكثيف من الامداد بهذا السلاح وغيره الاكثر تطورا ليشمل الصواريخ المضادة للطائرات فان ذلك من شانه اعادة الامور الى نصابها ميدانيا، وربما الى قلب الموازين العسكرية لصالح المعارضة بعد استنزاف الروسي جوّا وربما البرّي اذا ما حاول الكرملين ان ينقذ الحليف السوري نظام الاسد في مبادرة يائسة اخيرة.

السابق
بوتين: روسيا لا تفرق بين سني وشيعي ولا تريد التورط بحرب دينية في سوريا
التالي
هل الحراك المدني في عمقه ضد حزب الله؟