«المستقبل» بلا «نوافذ»

نوافذ

قبل 13 عاماً، حين تعرّفت إلى يوسف بزّي، وكنتُ حينها في عامي الـ18، أصرّ على أن يقدّمني إلى الأستاذ حسن داوود وأن أكتب في ملحق “نوافذ” الذي كان ينافس ملحق النهار الثقافي، وسريعاً تفوّق عليه بالتنوّع والحيوية والشباب. سنوات كثيرة كنّا لا نشتري جريدة “المستقبل” إلا صباح الأحد، نأخذ منها “نوافذ” ونكتفي.

كذلك “ملحق” النهار. وحين توقّف “الملحق” خسرنا شيئا من “صباح الأحد”. ثم حين “غادر” حسن داوود “نوافذ” حزن كثيرون، لكنّ وجود يوسف عوّض بعض غيابه. واليوم نخسر “نوافذ” كلّها، كما لو أنّنا نخسر ضوءًا أسبوعياً. ومجدّداً كما لو أنّ بيروت تتحوّل إلى مضارب لخيم عائلات المقاتلين، وصحافتها تتحوّل لتصير “ملحقاً عسكرياً” وناطقاً باسم المتقاتلين فقط. ولا مكان هنا لـ”ثقافة” بالمعنى الأدبي واللغوي والجمالي…

تقفل “المستقبل” نوافذها، بعدما خسرنا “ملحق” النهار بغياب الياس خوري وأقلام كانت تتحلّق حوله. هي صحافة بيروت التي باتت مرتعاً لمقالات عن “حجم القضيب” و”طلاق فلانة” و”تكبير الصدر”، ولا مكان فيها لأيّ إنش من العقل.

إقرأ أيضاً: «دجل» شيوخ «العيدين» في الفطر وغيره

السابق
بالفيديو: محجّبة تلقّن 4 شباب درساً بعد محاولة خطفها
التالي
ميشال المر غادر جلسة الحوار