حزب الله والقيصر أجيبونا على 3 أسئلة

بوتين وحزب الله
ثلاثة أسئلة مهمة للذين يهللون ويكبرون وينتصرون للتدخل الروسي في سوريا، الأول: هل التدخل لصالح سورية والشعب السوري الشقيق؟ الثاني: هل يتعارض هذا التدخل مع مصلحة العدو الإسرائيلي ويحمي سورية من مخاطره؟ الثالث: هل يتعارض وسياسة الشيطان الأكبر ﻻستكمال مخططه في الشرق الأوسط الجديد؟ القيصر حدّد 100 يوم من القصف المركز… فتشوا عن الإجابة. نحن بالإنتظار

البارحة بقّ القيصر أبو علي بوتين البحصة معلنًا رفضه المطلق لإقامة منطقة حظر جوي لعودة المهاجرين إليها من لبنان والدول العربية والعالم وبدعم من الأمم المتحدة. وهذا ما يتوافق مع مواقف واشنطن المترددة حيال هذا الأمر منذ أكثر من سنة. وهو ما رفضته “إسرائيل” بقوة، لأنه يجعل لتركيا موقعًا ورأيًا في الحل ويؤثر سلبًا على النظام، ويعجّل في فرض الحل السياسي. والأهم أنّ تنفيذ مثل هذا الأمر يمنع التمدد الروسي ويجعل قاعدتيه العسكريتين في طرطوس واللاذقية غير ذات شأن. هذا ﻻ يعني الإقرار والدعوة لنفوذ وتفويض تركيا بقدر ما يعني وضع قطار الحل على السكة، وجعل مناطق اللجوء على أرض سورية الوطني. ومن شأن ذلك تقوية المعارضة وبناء نوات جيش تحرير وطني وهو خطر على النظام نعم، لكنه قوّة لسورية وشعبها على طريق الخلاص.
هي روسيا التي رفعت إصبعها بـ “الڤيتو” في مجلس الأمن 3 مرّات حرصًا على القانون الدولي. هي نفسها تدخل عنوة إلى سورية، هي عينها ترفض دخول تحالف دولي ولو تحت القانون، وقد قبلت به دمشق. بينما تسكت موسكو عن دخول الميليشيات المذهبية المسلحة لتشارك في الحرب علنًا من: لبنان، العراق، إيران.

روسيا في سوريا

دخل الدب الروسي الحرب تحت الحجّة عينها التي دخلها الشيطان الأكبر، ولكن بفارق بسيط. لم تقصف مواقع الأرهاب، بل مدن وقرى مثل تلبيسة وحمص والغوطتين وإدلب. وكانت وما زالت هذه المدن تعتبر بؤر الثورة حيث ﻻ داعش وﻻ من يدعوشون، فهل هذا يصب في مصلحة الإرهاب؟ أم في مصلحة سورية والسوريين؟

والأخطر، أنّ خططًا بدأت تكشفها الأحداث، أن خطة قصف المئة يوم التي أعلنتها القيادة العسكرية الروسية من الجو ستترافق مع هجومات برّية للميليشيات المذهبية المتحالفة الغازية لأرض سورية وتجري استعداداتها على الأرض وخصوصًا في منطقة الشمال، التي تسيطر عليها المعارضات تمهيدًا لإعادتها إلى جيش سورية الأسد. والذي وصفه بشار وبوتين من بعده بأنه جيش متهالك وغير قادر على الصمود في معظم الجبهات.

والأخطر من ذلك كله، أعلن القيصر أنّه ينسّق مع “إسرائيل”، وبعد لقائه الأخير مع رئيس حكومة العدو أكّد أنّه يأخذ مصلحة تل أبيب ودورها وإطلاعها على خطط الحرب تباعًا، وأعلن جيش العدو أنه على علم بلائحة الأهداف والمراحل تباعًا ودائمًا قبل ساعات من تنفيذ الضربات.

بوتين ونتنياهوهذا يعني تنسيقًا مدروسًا يأخذ في الحسبان مصالح العدو، ودوره وأمنه بالاعتبار، وهو أمر ﻻ يشعر الممانعين بالأسى أو المرارة. وهو ما لم تعطِ تهران أو بغداد أو ميليشياتها المذهبية التابعة لها أي تفسيرات مقنعة له حتى الآن، ولأسباب مجهولة. ولعل حزب الله فرع لبنان، يفسر لنا هذه الأحجية في القادم من الأيام.

 

هذا ﻻ يعني الطلب من موسكو وقف مخطط الوﻻيات المتحدة لبناء لبناء شرق أوسط جديد أميركي معلن. فقط يتداعى السؤآل: هل موسكو خارج هذه المعادلة الكارثة التي تكرّس سيبة الثلاثي: تهران- تل أبيب -أنقرة؟

المجريات ﻻ تعزز الإجابة بالنفي، إذًا هذه الدولة الجبارة تتصرف من ضمن منظومة جيوسياسية وضعها الشيطان الأكبر، وتنسّق مع محورها الأمني والإقتصادي “إسرائيل”. وفي أحسن الحاﻻت تحافظ على مصالحها الخاصة من ضمن هذه المنظومة وباتت تتصرّف كدولة إقليمية بالحد الأقصى. ولن تستطع الحفاظ حتى على وحدة التراب والدولة في سورية. ويعلن القيصر الصغير أبو علي بوتين: نتطمئن أصدقاءنا الإسرائيليين أنّ أمنهم مصان في ظل جيش سوري منهوك وفي ظل ميليشيات متحاربة. إذًا ماذا يبقى لنا من مصلحة مع القيصر لنحافظ سوية على ماء الوجه؟ ماذا يبقى بعد برنامج المئة يوم. ماذا سيقول القيصر للعالم وللمقاومة الإسلامية ولإيران الصديقة بعد حرب المئة يوم؟

الأسئلة كثيرة، لكن نعود إلى الأسئلة الثلاث التي في مطلع المقالة، للقول إنّ أقصى ما يمكن أن يفعله القيصر بوتين هو الحفاظ على مصالح روسية، ويحقق من خلالها تحسين شروطه السياسية في أوكرانيا. يزحف قليلاً نحو الغرب، يغطّس قدميه في مياه دافئة يحلم بمرور الغاز عبر سوريا لعقود مع أوروبا. يحاول إبعاد شبح الصواريخ الباليستية ووقف انتشارها في أوربا الشرقية، وهذه الحرتقات تتلقاها واشنطن +الغرب بصدر رحب.

والكل يعلم أن سورية مسرح، والأسد صار ثمن جلده غال لاستكمال السمسرات وعقد الصفقات.

السابق
اندبندنت: محادثات سرية مع سنّة العراق لقتال «داعش»
التالي
الجيش وزع آلات تصوير صوتية على عدد من مراكز وزارة الشؤون