هكذا كسروا عصاي، أنا المكفوف، في «مطار أحفاد الحسين» ببيروت

عوني قشوع
كتب « عوني القشوع» مقالة سرد فيها تفاصيل حادثة حصلت معه في مطار بيروت الدولي، ينقلها موقع "جنوبية" كما وردت دون زيادة او نقصان، كون الطرف الآخر، وهو جهاز الأمن العام اللبناني، لم تسنح له فرصة الدفاع عن نفسه. والحادثة إذا ما صحّت لا يمكن وضعها إلّا في إطار امتهان مؤسسات الدولة ونتيجة لسياسة المحاصصة الطائفية المتبعة. وفي معلومات لجنوبية أن قشوع يعمل كمترجم في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. لذا فمن غير المستبعد أن يكون هذا هو السبب الذي ضاعف الشحن المذهبي. ننقلها ببعض التحرير اللغوي مع الحفاظ على روحها "العامية".

الكلام يرويه بنفسه:

أفرغوا حقدهم وانتقموا من عكازي البيضاء. عندما عدت من بلد الزبالة وحكامه وسياسييه الذين يشبهون وجه بلدهم لبنان الى البلد الذي افتخر به بريطانيا، حيث كنت بصحبة زوجتي الحبيبة، وكان قد اصطحبني رجل من الامن العام زودني بعلاقة به احد الاصدقاء الاوفياء ليساعدني ويساعد زوجتي في العبور والوصول الى باب الطائرة حيالتي ستقلنا الى لندن. فوصلنا الى نقطة التفتيش الاولى. هناك وضعوا الحقائب على آلة المسح الالكتروني والاشعة السينية.

اقرأ أيضاً: ما عليك الإفصاح عنه في مطار بيروت

وبينما كنت واقفا انتظر دوري للعبور من تحت القوس وقد سبقنا من تحته رجل الامن العام المساعد لنا وكنت خلف القوس، جاء الاسد الهمام والحارس على امن الوطن والمدافع عن حدوده وقيمه الانسانية، مزمجراً بصوته الجردي الهرملي قائلاً لي: شو هيدي يلي بايدك لشو بتستعملها وليش هي حديد. رددت عليه وقد فاجآني سؤاله وطريقة كلامه معي: هذه عصا بيضاء أتكىء عليها وترشدني على طريقي. ثم سال بحدة: من وين انت؟ ردت زوجتي: من شحيم ومسافرين الى لندن وهذا رجل الامن العام معنا. صرخ قائلا: انا لا يهمني احد ولا واحد بعلق علي ولا بأتمر بأمر حدا. فانتزع من يدي عكازي البيضاء وقال: بدي شوفها وافحصها. قلت له: ما هي الا عصا عادية مستخدمة من جميع المكفوفين. قال لي: ليش انت اعمى؟ قلت: الحمد لله انا لست اعمى بل فاقد للبصر.

ثم سال بحدة: من وين انت؟ ردت زوجتي: من شحيم ومسافرين الى لندن

العميان هم عميان البصيرة والقلب وانا لست منهم. انزعج البطل الهمام الذي اغضبته كلماتي واصر ان يضع العصا في آلة المسح الالكتروني بطريقة مشبعة بالغضب والعصبية وهو يردد: بعد ناقصني هيك عالم يعلمونا نحن احفاد الحسين شو بدنا نعمل.

عوني قشوع

رجع صاحبي من تحت القوس وامسك بيدي كي اعبر القوس الالكتروني كي انتقل الى الداخل بعدما وصلت الحقائب ولم يبق الا العكاز البيضاء الارهابية التي اسلمت فلسطين الى اليهود وافتعلت الحرب في اليمن وساعدت على خراب العراق وقامت عصاتي البيضاء بقتل ما يقارب الثمانمئة حاج في مكة المكرمة وادت الى سقوط ما يقرب الألف جريح في الديار المقدسة. ناهيك عن آلاف الجرحى في العالم. كما ادت عصايتي البيضاء الى تكديس الزبالة في محافظة جبل لبنان وبيروت واقليم الخروب ولم تسمح لهم عصايتي بدفنها في اراضي صالحة للزراعة مثل اراضي عكار. لذا قام هذا البطل الامني بوضع عصايتي البيضاء في الحجر الصحي وكسرها كي يكسر قلبي معها.

سألته: لماذا كسرت عصايتي… لم يرد وتركني اصارع مصيري ومصيرها بعدما انتقم مني

وحينما سألته: لماذا كسرت عصايتي… لم يرد وتركني اصارع مصيري ومصيرها بعدما انتقم مني بها ليس الا اني انتمي الى منطقة معروفة الهوية والانتماء المذهبي. وقال بلهجته الهرملية البعلبكية والمشبعة بالحقد والكراهية على ما اعترف بلسانه ان السبب كونه احد احفاد الحسين قائلا: شو بعدك هون؟ شو ما شفت شو صار بعصايتك؟ بدك يصير فيك مثلها؟

فلم اجب بل ابتسمت ابتسامة ساخرة ناظراً الى فرد من احفاد الحسين نظرة ساخرة على جهلهم وحقدهم وكراهيتهم الى الحسين اولا والى آله ثاينا لانهم يقدمون صورة الحقد الدفين عن عقيدتهم المشبعة بالدم والكره والحقد.

عوني قشوع

اخذت زوجتي الحبيبة بيدي وقالت: الله ينتقم منكم ويكسركم كما كسرتم عصا زوجي. ما ان رأتني مضيفة من “فلاي دبي” واخذت بيدي وساعدت زوجتي وبدأت بتطيب خاطري بعدما سمعت تلك المجادلة بيننا وبينه. وكان العديد من المسافرين موجودين في باحة الانتظار وقالت لي: انا من بيروت، منكم. ففهمنا ان السلطة في مطار احفاد الحسين “لهم”. انصح كل من يقرأ هذه المقالة ان يتعلم من تجربتي هذه ليعرف من “هم” المتسلطين في مطار طهران الجديد.

اقرأ أيضاً: حلقة ندب في مطار بيروت

السابق
تايمز: «القاعدة» تقدّم مكافأة لمن يأسر جنوداً روسيين
التالي
أبناء الفنانين والفنانات…نحو النجومية