أسبوع الحوارات والعواصف.. والحلول

الحوار
فيما سيشهد الاسبوع الجاري جلسات حوارية متتالية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتنطلق غداً والأربعاء والخميس نهاراً ومساء، في ساحة النجمة، وستسبقها جولة حوارية جديدة بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" في عين التينة اليوم، وتنعقد على وقع ارتفاع منسوب التوتر الايراني ـ السعودي والذي بلغ ذروته. وعلي سيتقرر مصير الحوار كذلك الحكومة

فيما الضباب يتحكّم بالمشهد السياسي، والحكومة تتخبط في أزماتها وليس آخرها أزمة النفايات والترقيات العسكرية، وفي ظل عدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء، برزت معطيات عدة جديدة هذا الاسبوع أمنياً وسياسياً، وعليه سيتقرر هذا الاسبوع مصير الحوار، كذلك سيتقرر مصير الحكومة، سلباً ام ايجاباً، مع ما يمكن ان يرافق ذلك من انتقال الازمة الى الشارع في وقت يبدو هذا الشارع غير مضبوط لا داخلياً ولا خارجياً لوجود أطراف عدة تؤثر على التحركات فيه.

 

بلغ منسوب التوتر الايراني ـ السعودي ذروته بعد استعجال طهران الرياض تشكيل لجنة تقصّي حقائق تشارك فيها الدول المتضررة في كارثة مشعر منى، والمترافقة مع اعلان “الحرس الثوري الايراني” جهوزه في انتظار الأوامر “للرد السريع والعنيف لدفع النظام السعودي الى تحمّل المسؤولية تجاه الكارثة واستعادة حقوق الحجاج الضحايا“.

وقد انعكس التوتر بين الرياض وطهران على العلاقة المتوترة اصلاً بين “حزب الله” من جهة و”14 آذار” عموماً وتيار “المستقبل” خصوصاً من جهة اخرى، وهذا ما ترجم في تصريحات عدد من وزراء حزب الله ونوابه وقياداته حمّلوا فيها السعودية مسؤولية “إعاقة” انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وفريق 14 آذار مسؤولية تعطيل المؤسسات.

إستنفار سياسي لعدم انهيار الحكومة والحوار

يبدو واضحًا أن الخلافات والمناكفات المستمرة في مجمل الملفات، التي أّدّت الى حال التفكك في أواصر الدولة، دفعت الملفات الى الانفجار دفعة واحدة في وجه الحكومة أولا، وفي وجوه المسؤولين من نواب وعسكريين وأمنيين واداريين ثانياً، ومعها تقفل طرق جديدة وتتوالد الحراكات الشعبية المعترضة على كل شيء تقريبا. وقد شهدت عطلة نهاية الاسبوع سلسلة من التحركات.

وسط هذه المعطيات، سيتقرر هذا الاسبوع مصير الحوار، كذلك مصير الحكومة، سلباً ام ايجاباً، مع ما يمكن ان يرافق ذلك من انتقال الازمة الى الشارع في وقت يبدو هذا الشارع غير مضبوط لا داخلياً ولا خارجياً لوجود أطراف عدة تؤثر على التحركات فيه.

فالبلاد امام حلقات متشابكة من الازمات التي لم يجد بعد اي حل لاي ملف مما ينذر بتحويل البلاد الى حلبة مصارعة. وهذا ما بدا جلياً خلال اليومين الاخيرين. فالوضع خطير ولا يحمل المزيد من التسويف او المماطلة في الملفات الوطنية العالقة، اضافة الى القضايا التي تتعلق بالوضع المعيشي.

إقرأ أيضاً: الحراك من أجل الكهرباء… كي لا تهمد الهمم

وكشفت معلومات “الديار” عن استنفار سياسي واسع لتطويق واحتواء جولة التصعيد التي اندلعت بعد سقوط تسوية التعيينات العسكرية. وهذا الحراك انطلق في الـ48 ساعة الماضية نتيجة مشاورات بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” والنائب وليد جنبلاط، وتهدف الى ترطيب الاجواء السياسية من جديد مع كل الاطراف دون استثناء. وتشير المعلومات الى ان هدف توسيع مروحة الاتصالات تهدئة شاملة وخفض وتيرة التوتر والسجال الاعلامي.

والساعات المقبلة حاسمة لجهة الاستمرار بالحوار الموسع واستئناف عمل الحكومة، وقد تكثفت الاتصالات في الساعات الماضية وستتكشف خلال الـ24 ساعة المقبلة للحفاظ على الحكومة والحوار ولقطع الطريق على كل محاولات العبث السياسي التي ستؤدي الى التفجير حتما.

إقرأ أيضاً: ثقّفوا السياسيين… لا حلّ إلا بتثقيفهم

السابق
روسيا تقصف وايران تحشد.. ما هي احتمالات الرد السعودي المضاد في سوريا؟
التالي
سوريا الأسوأ، مستنقع لمن؟