الحراك المدني رفض اتهامه بالعمالة

بحث مرصد الحراك المدني، في اجتماعه الدوري الاوضاع الراهنة، والأحداث التي حصلت في الأيام الماضية، وأصدر بيانا، استهله بتهنئة الناشطين اللبنانيين عموما، والمسلمين خصوصا، بحلول عيد الأضحى المبارك، أعاده الله “على اللبنانيين ولبنان والشرق بالخير واليمن والبركة”، سائلين المولى عز وجل أن يجعل من هذه الأيام المباركة مدخلا إلى تحقيق الإصلاح المنشود في لبنان”.

وتوقف الناشطون عند ما حصل في اليومين الماضيين، من “هجمة شرسة تعرض خلالها مجموعة من الناشطين الفاعلين لأسوء أنواع حملات التشويه والإتهام والتخوين، وصلت إلى حد إتهام بعضهم بالسعي لإثارة الشغب والإرتباط بمنظمات حكومية وأجهزة إستخبارات بهدف إسقاط النظام في لبنان. يهم الناشطون التأكيد، أن مثل هذه الأساليب الرخيصة لم تعد تنطلي على أحد، خصوصا على الشعب اللبناني الذي خرج من القمقم الذي دأبت الطبقة السياسية الفاشلة والبائدة على وضعها فيه، قمقم التخويف والترهيب وخطوط التماس الوهمية، والتي على ما يبدو، يصر المتضررون من إنتفاضة الشعب على الحفاظ عليها، لأن فيها استمرارا لإماراتهم الخاصة، المقامة على أشلاء الجمهورية”.

وأعاد الناشطون التأكيد “أن هذا الحراك ليس ملكا لأي مجموعة مهما كانت تسميتها، هو حركة اللبنانيين نحو الدولة، وصرخة إعتراضية على ما وصل إليه مستوى الأداء السياسي، علما أن الطبقة السياسية قد أوصلت الأمر إلى حد أن طمرت النفايات شوارع اللبنانيين، بسبب سوء الإدارة والهدر والفساد”. وأكدوا “أن الحراكيين ليسوا فوق النقد البناء، وهم منفتحون على كل الملاحظات ويحاولون التحسين في الأداء كل مرة، إلا أن ما لا يقبلوه مطلقا هو إتهامهم بالعمالة، أو تخوينهم، مقدمة لضربهم، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه مطلقا، وهو إتهام مردود، ومن المفيد تذكير من لا يعلم، أن بين منشطي الحراك من هم كوادر في منظمات شبابية تابعة لأحزاب كانت ولا تزال في طليعة النضال الوطني المقاوم ضد العدو الإسرائيلي، وضد الإرهاب التكفيري، كما وقوى آذارية، وهم حضروا إلى الساحة بصفتهم المواطنية لا الحزبية، وضربوا بعنف وأصيبوا، فهل يمكن إتهام هؤلاء بأنهم عملاء؟”.

وأثنى الناشطون على “مستوى التعاطي الراقي الذي أظهره أحد عناصر مكافحة الشغب مع أحد الناشطين، والطريقة الراقية التي تليق بأصالة المؤسسة العسكرية”، وطالبوا بمعرفة هوية هذا العنصر ومكافأته وترقيته لما كان لتصرفه من أثر إيجابي. كما وأعلنوا الإنتقال من مرحلة عدم الإصطدام بالقوى الأمنية إلى مرحلة الشراكة مع القوى الأمنية، في تحمل المسؤولية المشتركة في الحفاظ على سلمية الحراك، ومنع أي إصطدام بين المتظاهرين والقوى الأمنية، أو بين المتظاهرين ومجموعات أخرى”.

وأكد الناشطون “أن محاولة زج نظرية المؤامرة في النقاش السياسي هو نوع من الإفلاس السياسي الذي يجدر بالمخضرمين في السياسة الإبتعاد عنه حرصا على صدقيتهم وحفاظا على ماء الوجه، خصوصا وأن عددا كبيرا من السياسيين اللبنانيين، ومنهم قيادات من الصف الأول، يحملون إلى الجنسية اللبنانية، جنسيات دول يتهمونها بدعم الحراك وتمويله وغير ذلك، وايضا فإن إتهام الحراكيين بالشيء ونقيضه هو أمر مضحك”.

وإنتقد الناشطون “محاولة تصوير البعض منهم على أنهم يقفون وراء ما حصل في بعض دول العالم العربي ضمن ما عرف بالربيع العربي، وأنهم يحاولون إستنساخ ذلك في لبنان”، وأكدوا “أن لبنان لا يشبه أي دولة أخرى، ولا أحد يسعى لربيع عربي في لبنان، فالدستور اللبناني والميثاق الوطني هما ربيع لبنان، وقد كلفا اللبنانيين أكثر من مائتي ألف شهيد، ودستورنا هو أحد أكثر الدساتير تطورا في العالم. والتغيير المطلوب هو تغيير من خلال المؤسسات، وعبر تطبيق الدستور اللبناني وليس إسقاطه، فهل أصبحت جريمة أن يطالب الشعب اللبناني بتطبيق الدستور والعودة إلى لغة صندوق الإقتراع في حل المشاكل بين اللبنانيين؟ وهل الحراكيين هم المسؤولين عن تراكم النفايات في الشوارع، وعن الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وعن إنتهاك الدستور والقانون وذبح الديمقراطية وإغتصاب إرادة الشعب اللبناني من خلال التمديد المشؤوم لمجلس نواب الأمة الذي تحول بعد التمديد إلى مجلس الممثلين على الأمة، وهل يتحمل الحراك مسؤولية تعطيل سلسلة الرتب والرواتب، والحجر على أموال البلديات، وكل الفساد والهدر والمحسوبية والإستزلام الحاصل في لبنان؟.

وأكد الناشطون “الثقة الكاملة بالقضاء اللبناني النزيه والشفاف الذي يعتمد العدل أساسا للملك، دفاعا عن الناشطين المستضعفين الذين يتعرضون لموجات الإستهداف الواحدة تلو الأخرى، من أجل إحقاق الحق، ويهيب بالسادة القضاة أن يحكموا ضمائرهم ويكونوا السد المنيع في محاولة البعض تشويه صورة الحراك الناصعة، والذي جمع لأول مرة في تاريخ لبنان، أكبر حشد شعبي عابر للطوائف والأحزاب والمناطق، علما أنه ما كان ليكون لولا الفشل الذريع الذي وقعت فيه الطبقة السياسية ولا تزال، ولولا ضربها للعمل النقابي ومحاولة تدجينه، علما أن كل ما يطلبه الحراك هو بناء الدولة في لبنان، وجل حلمه وغاية قصده أن يعيش لبنان، وطنا سيدا حرا عربيا مستقلا، وطنا يليق بشعبه، لا أن يبقى دولة قيد التأسيس”.

(الوطنية)

السابق
هيل من السراي: ليجتمع مجلس النواب وينتخب رئيسا وحكومة
التالي
إليكم أبرز المشاهير الذين خاضوا تجربة التجميل!