برجا تنتفض مجدداً والتصعيد سيد الموقف

بعدما شكّلت انتفاضة برجا ضدّ معمل ترابة سبلين الشرارة الاولى لإنطلاق الحراك المدني في بيروت، ها هم أهالي برجا وإقليم الخروب نفذّوا أمس أمام معمل الجية الحراري اعتصامًا تحذيريًا رفعوا خلاله مطالب حياتية إن لم تنفذ في المهلة المحددة فسيكون التصعيد سيّد الموقف. فأهالي برجا لا يطالبون إلاّ بحقوقهم الطبيعية من كهرباء، وهواء نظيف.

بعدما «طفح الكيل» من السموم المنبعثة من معمل كهرباء الجية ومعمل ترابة سبلين، نفّذ أمس أهالي برجا وإقليم الخروب إعتصامًا «تحذيريّا» ووقفوا أمام معمل الكهرباء في بلدة الجية ساحل اقليم الخروب، مطالبين بوقف العمل بالمعمل الحراري فورًا وبدء التغذية من معمل الغاز الذي أصبح جاهزًا للعمل، وكذلك طالبوا بزيادة ساعات التغذية التي وصلت في الأشهر الماضية إلى ساعتين فقط يوميًا، إضافةً إلى تركيب فلاتر لمداخن معمل ترابة سبلين.

هذه المطالب حملها أهل برجا، بعدما ارتفعت نسبة الأمراض السرطانية وحالات الربو بينهم حسبما قالوا، وذلك بسبب محاصرتهم من معملي الجية وسبلين اللذين ينفثان السموم، فالكسارات أكلت الجبال في سبلين بسبب الاشغال التابعة للمعمل، والتلوّث عمّ سماء الإقليم. أمّا عن الوعود بالتشجير لتخفيف التلوّث وتثبيت التربة، ووعود تركيب فلاتر لمداخن معمل الترابة التي كانت قد صدرت عن المسؤولين المعنيين منذ سنوات فهي ما زالت وعودا وهمية بلا تنفيذ، وباانسبة للكهرباء، فان ساعات التغذية تنخفض يومًا بعد يوم.

اعتصام برجا

أحد منظمي حملة «شباب لبرجا أفضل» كمال الخطيب أكدّ في حديث لـ«جنوبية» أنّ «الإعتصام التحذيري تجاه شركة الكهرباء ومعمل ترابة سبلين هم ضدّ التلوث الذي يحيط بالمنطقة»، وأضاف «هذه الحراك هو تحذيري، وإن لم تنفذ مطالبنا الأربعة فسيكون لنا تحركات تصعيدية في الأيام القادمة، فنحن أهل برجا من استطعنا إيقاف العمل لفتح مطمر في سبلين، ومنعنا إقامة ماراثون برعاية معمل سبلين، مما اضطر رئيسة جميعة “بيروت ماراثون” مي الخليل الى زيارتنا وقدّمت اعتذارًا لأنها وافقت على قيام ماراثون برعاية معمل ينفث التلوث والسموم على أهالي المنطقة ولا يراعي الشروط البيئية المطلوبة».

أمّا الخطوات اللاحقة بعد تحرك أمس، قال الخطيب «إعتصام أمس كان إنذارًا وإن لم ينفذ معمل الجية مطالبنا، خصوصًا لجهة زيادات ساعات التغذية فمعمل الجية الحراري ينتج 25 ميغاوات، يحوّل 17 ميغاوات لمعمل سبلين و8 ميغاوات لبلدات إقليم الخروب وهذا غير مقبول خصوصًا أننا في الإقليم ندفع فواتير الكهرباء بانتظام. أمّا تصعيدنا سيكون على الشكل التالي: بلدية برجا بصدد تقديم دعوى قانونية قضائية ضدّ معمل الجية الحراري، وإن لم يتجاوب القضاء مع الدعوى، فسنتجه إلى الإضراب المفتوح، إضافةً إلى تعليق دفع فواتير الكهرباء لشركة كهرباء لبنان إلاّ بعد تنفيذ مطالبنا».

أمّا بالنسبة لمعمل سبلين لفت الخطيب أنّ «هناك وعودا تلقاها رئيس بلدية برجا نشأت حمية من النائب وليد جنبلاط ومدير عام معمل سبلين طلعت اللحام بأنّ الأول من شهر تشرين الأول سيكون موعدا لتركيب الفلاتر في معمل سبلين، أمّا معلوماتنا ومصادرنا فتؤكدّ أنّ الفلتر لم يصل بعد ولن يركب في 1/10، لذلك سننتظر الموعد المحدد ومن ثمّ نبدء اعتصامنا التصعيدي ضدّ المعمل».

معمل سبلين

وكشف الخطيب أنّ «خلافا حصل بين اللحام وبين رئيس بلدية برجا نشأت حمية على خلفية عدم وضع فلاتر لمداخن المعمل، والوعد الذي لم ينفذ بتشجير 1600 شجرة حول المعمل. وكذلك حصل اشكال بين النائب وليد جنبلاط وطلعت اللحام أيضا الاسبوع الماضي، بسبب عدم قيام الأخير بحملة إعلانية احتفاء بتركيب الفلاتر، التي من المقرر أن تركّب بعد ايام وتضاف لمداخن المعمل من اجل تخفيف التلوّث وتهدئة الناس كما طلب منه النائب جنبلاط».

إقرأ أيضاً: سؤال «لئيم» لأهالي الإقليم: لماذا لا تعترضون على معمل سبلين؟

يذكر أنّ «جنوبية» أعدّت تقريرين الأول في كانون الأول وفيه وعد رئيس بلدية سبلين أهلي الإقليم بتركيب فلاتر خلال 9 أشهر، والتقرير الثاني في كانون الثاني 2015 وفيه أيضًا تكررت الوعود بتركيب الفلاتر.

أمّا اليوم بما أنّه يفصلنا تسعة أيام عن وصول اليوم الموعود، وبما أنّ كل المؤشرات تحول دون تنفيذ الوعد، فإنّ الوعد الجديد وبحسب المعلومات سيحدد تاريخه في أواخر العام الحالي ومع بداية عام 2016!!

وعن سبب عدم قيام حملة واسعة وجديّة في الإقليم لمناهضة سموم المعمل حتّى الآن، قال ابن برجا كمال الخطيب أنّ «هناك أعدادا كبيرة من أبناء الإقليم يعملون في معمل سبلين وهم يحجمون عن التحرّك خوفًا على مصدر رزقهم لذلك نجد رقعة التحرّك لمناهضة اثار تلوّث معمل سبلين ضيقة حتى الان».

السابق
دومينيك حوراني تثير بلبلة فيسبوكية
التالي
ﺻﺒﺤﻲ الطفيلي: ﺇﻳﺮﺍن تسعى ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ