خطة شهيب على طريق التنفيذ.. وموعد مع التصعيد غداً!

عشية محطة جديدة للتحرك الاحتجاجي الذي يستعد لتنظيم مسيرة مساء غد الأحد من نهر بيروت الى ساحة النجمة، اتخذ السباق منحى متسارعاً بين المحاولات الحثيثة للشروع في تنفيذ خطة معالجة أزمة النفايات واستمرار التحركات المعترضة على الخطة وتوزيع المطامر كما لحظته. إلا أن المعطيات التي برزت في الساعات كشفت اتساع رقعة الموافقات الاهلية والبلدية على الخطة، الأمر الذي يمكّن الى استكمال جولات التشاور التي يجريها كل من وزيري الزراعة اكرم شهيب والداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع اتحادات البلديات والفاعليات في المناطق المعنية.

 

مع تجاوز أزمة النفايات كل الخطوط الحمر بيئياً وصحياً، تتكثف الجهود في سبيل “طمرها” قبل الانهمار الوشيك للمطر خشية سيوله الجارفة للنفايات المتراكمة وتداعياتها الموبوءة على الصحة. وتقف خطة الوزير أكرم شهيب الحكومية عند الخط الفاصل بين الشرح العلمي البيئي للخطة وبين التطبيق العملي التقني لها بعد استكمال دورة المناقشات والحوارات مع الجهات البلدية المعنية لإطلاعها على الأبعاد والانعكاسات الإيجابية المتوخاة من “فرصة الحل الأخيرة” للأزمة وفق توصيف شهيب أمس إثر اجتماع “البيال” العكاري الموسع.

ونقلت مصادر الاجتماع لـ”المستقبل” بحضور نواب وشخصيات وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير من عكار وبمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء بيئيين، أنّ أجواءه رفعت منسوب التفاؤل بتحقيق تفهّم أكبر للجوانب العلمية والبيئية الملحوظة في الخطة.

وبينما شدد الوزير نهاد المشنوق في بداية الاجتماع وفق “المستقبل” على أنّ كل الحلول الموضوعة لا بد وأن تتم “بالتفاهم والحوار”، شهد الاجتماع تقديم شهيب شرحاً مفصلاً للخطة واستراتيجيتها على أساس أنّ “الدولة أيضاً ما بدها مزبلة بعكار”.

ورجح مصدر بلدي شارك في الاجتماع عبر “اللواء” أن يتناغم موقف اتحاد البلديات العكارية مع موقف اتحاد بلديات الشحار، متجاوزاً اعتراض بعض الحملات، لا سيما حملة “عكار منّا مزبلة” والتي لا تمتلك مع مجموع الحملات أية رؤية لمعالجة هذه الأزمة التي تحتاج إلى حل وليس إلى نظريات أو بيانات عنترية.

وأكد الوزيران المشنوق وشهيّب، وفق “اللواء” على ترابط التنفيذ بين المطامر الأربعة التي تفتح معاً أو لا تفتح، وأن ما ينطبق على مطمر “سرار” ينطبق على مكب برج حمود بعد إعادة تأهيله والبقاع ومعمل صيدا. وتعهد الوزيران بألا يتحوّل مطمر “سرار” إلى مطمر دائم على غرار ما حصل في مطمر الناعمة، وألا يتجاوز العمر الزمني له أكثر من سنة ونصف، كما حددت الخطة.

 

مطمر برج حمود ينتظر رد “الطاشناق”

وعن مطمر برج حمود” لم يعط  حزب “الطاشناق” بعد “جوابه النهائي رسمياً” إلى اللجنة المختصة، إلا أنها أكدت في الوقت عينه أنّ الأجواء تميل إلى الإيجابية.

فتح مطمر الناعمة

أما في مستجدات الأمور على خط مطمر الناعمة، فبرز أمس إعلان اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار وبلديات منطقة غرب عاليه وساحله الموافقة على إعادة فتح المطمر لسبعة أيام كما تلحظ الخطة “بعد التأكد من فتح المواقع الأخرى المقترحة”.

اعتصمات واحتجاجات

بيد ان هذه الخروقات لم تحجب وفق “النهار” اندفاع الجهات المعترضة على الخطة في مزيد من الاعتصامات التي توزعت بين مطمر الناعمة وساحة حلبا في عكار وبرج حمود.

–         صرح شهيب لـ”النهار” تعليقا على هذه التحركات: “هؤلاء ليسوا جميع الاهالي بل هم يشكلون قسما منهم وطبعا انا احترم رأيهم لكن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وتتطلب مشاركة الجميع للتوصل الى حل يذلل كل العقبات”. وعن بدء تنفيذ الخطة قال: “متى بدأت الخطة لا خلل في التطبيق لكن التنفيذ يبدأ عندما نضمن نجاحها” وأضاف: “اننا نعلم ان الجميع لن يوافقوا (…) وفي النهاية الحكومة ستتخذ قرارها وحتى ذلك الحين سيكون علي تذليل العقبات”.

“الديار”: تنفيذ بالقوة

بينما لفتت “الديار” إلى ان المرجعيات السياسية العليا ابلغت قادة الحراك المدني والمعتصمين امام مطمر الناعمة ان خطة الوزير اكرم شهيب لمعالجة النفايات ستنفذ ولو بالقوة خلال الايام القادمة وعليكم ان تسيروا بالخطة “بالهين” افضل من ان تسيروا بها في القوة، وهذه التهديدات ترجمت بانتشار امني واسع على مدخل مطمر الناعمة وصولا الى الطريق الدولية.

الحراك يتحرك غداً في مظاهرة جديدة

يتحضّر الحراك غداً لمسيرة تنطلق الساعة الخامسة مساءً من جسر نهر بيروت وتنتهي في ساحة النجمة، في ظل تعويل كبير على إنجاح المشهدية الجديدة، بعد التراجع في التجاوب الشعبي مع الدعوات إلى التظاهر، حيث وُضِعت الجمعيات الداعية إلى التظاهر في حال استنفار، لأنّ استمرارها بالزخم الذي تتمنّاه يتوقف على هذه التظاهرة.

وقد اتّخذت القوى الأمنية بحسب “الجمهورية” كل التدابير اللازمة لحماية المتظاهرين والأملاك العامة في آن معاً، خصوصاً شركة “سوكلين” التي تقع على خط المتظاهرين، في ظلّ مخاوف من أن تعمد بعض المجموعات المشاغبة إلى استهدافها، في محاولة لعرقلة خطة النفايات التي دخلت مبدئياً حيّزَ التنفيذ.

 

السابق
استدعاء الصحافي محمد زبيب على خلفية شيك الوزير نهاد المشنوق
التالي
النووي بدأ يفكّك «حزب الله»