قاسم سليماني: على مجاهدي حزب الله مقاتلة الجنود الروس في سوريا

قاسم سليماني
الدخول الروسي عسكريًا على خط الحرب السورية، هو الحدث البارز الذي من الممكن أن يغيّر قواعد اللعبة على صعيد النفوذ في سوريا خصوصًا بين ايران وروسيا. فكيف سيتعامل قائد فيلق القدس قاسم سليماني مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟

الزيارة السرية التي قام بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى روسية منتصف شهر آب الفائت، والتي أثارت حولها زوبعة من الإشكالات القانونية وصلت الى حد التلويح الاميركي بالاحتجاج لدى الأمم المتحدة عليها، كون سليماني يخضع لعقوبات دولية تحظر عليه السفر والانتقال الى أي دولة، مما اضطر الروسي إلى نفي وقوع الزيارة تفاديا لأي حرج.

إلاّ أنّ كل المعطيات والتقارير تفيد أولًا بأن الزيارة قد حصلت فعلا، وأنّ مباحثات حساسة جدا حول الوضع السوري وما آلت إليه الاحوال الميدانية كانت هي محور اللقاءات، وبأنّ سليماني كان يحمل في جعبته ملفات أمنية وخطط بديلة تمّ عرضها على الجانب الروسي، وثانيًا فإن هذه المعطيات تفيد أيضًا بأن جوًا من السلبية خيم على معظم اللقاءات، مما حدا بمقربين من دوائر القرار الايراني لتوصيف الزيارة بأنها كانت فاشلة بامتياز، فالجانب الروسي كان مستاءًا جدًا من إملاءات سليماني وأسلوب التخاطب المتبع من جانبه، والذي أوحى للروس بأنّ الحرس الثوري هو صاحب القرار الأول والأخير على الساحة السورية، وأن المصالح الروسية التي سوف تحفظ بسوريا ومنطقة الشرق الاوسط إنما تحفظ من خلال البوابة الايرانية وبمنة منه.

من هنا يمكن مقاربة القرار الروسي الجديد والذي جاء عقب الزيارة المذكورة وما تضمنه من تعزيز لتواجده العسكري في سوريا، وما يحكى عن وصول مئات الجنود فضلا عن إعادة تجهيز المطار العسكري بالقرب من اللاذقية، ومشاركة الطيران الروسي بالحرب الفعلية وإن كان كل هذا يجري تحت مسميات الحرب على الارهاب ومقاتلة داعش. إلاّ أن الواضح بأن وراء الأكمة ما وراءها، وبان الهدف الفعلي لهذا التواجد هو قول موسكو وبصريح العبارة وللصديق الايراني قبل أي أحد آخر: نحن هنا ونحن الرقم الصعب الذي يحمي مصالحنا، ويحدّد حجم الحصة التي سوف نأخذها في حال ذهاب الامور الى تسوية تلوح معالمها بالافق.

قاسم سليماني
يبقى السؤال البديهي أمام هذه التحولات هو عن موقف قاسم سليماني وكيف سيتعامل مع هذا المستجد الذي سيجعل منه اللاعب رقم اثنين أو أقل في المعادلة السورية بعد كم هائل من التضحيات؟ وهل سيتعاطى مع الأمر بحكمة وموضوعية وتروي؟ وهل سيقبل أن يأتي الروسي أخيرا وقبيل إبرام التسوية ليقاسمه نفوذه الموعود؟ خاصة بعد تصريح بوتن الأخير بأن متطلبات الحرب على الارهاب في سوريا تقضي بأن يكون لموسكو وحدها صلاحية القيادة!

اقرأ أيضاً: قاسم سليماني جنرال حرب أم رجل استعراضات؟

وللإجابة عن هذا التساؤل المهم يكفي أن نقوم بعملية استقراء سريعة على كيفية إدارة سليماني لكل من ملف العراق واليمن وطريقة استعماله لورقة حلفائه الى حدود التوريط والانتحار، لنعي أن الايام القادمة سوف تشهد سخونة كبيرة على خط طهران موسكو على الساحة السورية، ولا أستبعد أبدا بأن يصل الامر بقائد فيلق القدس حد الطلب من حليفه حزب الله الدخول بمواجهة مباشرة مع الجنود الروس.

السابق
ماريو باسيل يستعد لدخول القفص الذهبي
التالي
عكاظ: مخاطر امنية تهدد استقرار لبنان