طاولة الحوار انعقدت وسط «صدامات» أمام ساحة البرلمان…

طاولة الحوار
يبدو أن المحطات الحوارية صارت مقترنة "الزاماً" بمشاهد "قتالية" وصدامية كالتي حصلت أمس في محيط مبنى "النهار". اذ وقعت مواجهات حادة جرت فصولها تدريجاً وتصاعدت مع دخول عامل "حزبي" على خط الصدام. هذا على صعيد الشارع، أمّا على طاولة الحوار التي انعقدت أمس فهذا أبرز ما حصل أمس

لم تمرّ الجلسة الثانية للحوار الوطني التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في ساحة النجمة مرور الكرام، فقد دعت حملات الحراك المدني المواطنين لمواكبة الحوار عبر مناهضته في الشارع وعرقلة وصول المتحاورين الى مجلس النواب.

ووسط التدابير الأمنية المشددة في محيط مقر المجلس النيابي تزامنا مع انعقاد الجلسة الثانية من الحوار، لبّى العشرات من اللبنانيين صباحًا دعوات الحراك المدني، كما لبّى السياسيين باستثناء العماد عون ومقاطعة حزب القوات دعوة الرئيس برّي، فانعقدت جلسة الحوار بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت في الخارج بي المتظاهرين والقوى الأمنية.

فقد توترت الاجواء في محيط مبنى “النهار” بعدما حاول عدد من المتظاهرين خرق الحواجز الحديدية، ما أدّى الى تشابك بين المعتصمين والقوى الامنية التي لاحقتهم واعتقلت حوالي الثلاثين ناشطًا وناشطة، كذلك أدّت حالات الكرّ والفرّ بين المتظاهرين والقوى الأمنية إلى عدد من الجرحى بين صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية معًا بحسب بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي. هذه الإشتباكات دفعت القوى الأمنية إلى تعزيز وجودها في محيط ساحة النجمة وسط بيروت تزامنًا مع انعقاد الجلسة الثانية لطاولة الحوار.

واتسعت المواجهات لاحقاً الى دخول عامل “حزبي” قيل انهم ينتمون إلى حركة “امل” وبعدما تطايرت الاخبار إلى طاولة الحوار، بأن صدامات تجري امام وزارة البيئة بين شبان تدخلوا لمنع الشتائم التي كان يطلقها متظاهرون، أوعز برّي إلى بعض مؤيديه إلى العودة من حيث جاؤوا حتّى إنتهى المشهد على ما قيل انه مصافحة ومسامحة، على طريقة “أهلية بمحلية”

وعلى طاولة الحوار أمس، سجلت بورصة المؤشرات أمس ارتفاع أسهم التقارب والتواصل الإيجابي بين الأفرقاء المتحاورين تحت قبة البرلمان، حيث طغى الارتياح على أجواء طاولة الحوار الوطني في جلستها الثانية التي غاب عنها رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون. وفي أبرز خلاصات ونتائج الجلسة أنها خرجت بشبه إجماع واضح على رفض تعديل الدستور، ما يعني سقوط الترتيب الذي كان يسوّق له عون بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جمهورية من الشعب

فيما المفاجأة لم تأتِ من مكوّنات قوى “14 آذار” كونها أعلنَت مراراً تمسّكها بأولوية انتخاب الرئيس من مجلس النواب الحالي، بل جاءت عن طريق النائب سليمان فرنجية الّذي شدّد على أنّه ليس أوان المسّ باتفاق الطائف.

خطّة النفايات الى التنفيذ

وأمّنَت جلسة الحوار وفق “الجمهورية” الغطاء السياسي للحكومة من أجل أن تباشر بتنفيذ خطة الوزير أكرم شهيّب للنفايات، ولو استدعى الأمر تنفيذَها بمواكبة أمنية، وبالتالي إذا كان إعلان ولادة الخطة حصل على أثر الجلسة الأولى، فإنّ تنفيذ هذه الخطة سيبدأ بعد الجلسة الثانية.

المتحاورون.. وباسيل

وفي تفاصيل الجلسة، أنه حين توجه باسيل إلى المتحاورين بالقول: “نحن نريد حقنا ونطالب بالديموقراطية الشعبية فأعيدوا الشرعية إلى الشعب ليختار هو رئيس الجمهورية”، توالى المجتمعون على الرد: فأجابه بدايةً مكاري قائلاً: “تتحدث عن الديموقراطية وأنت نفسك لم تمارسها في تيارك السياسي”، عندها توتّر باسيل وأجابه: “ما بخصّك”، فرد مكاري: “بصراحة قاعدي على قلبي وبدي قولها”.. باسيل: “عاملتك ضيق نَفَس”.. مكاري: “ما تخاف عامل قلب مفتوح”.

طاولة الحوارثم تولى الرئيس نبيه بري الحديث فتوجه إلى باسيل قائلاً: “قبل أن تتحدث عن إجراء استفتاء شعبي وتطالب بتعديل الدستور إذهب أولاً إلى مجلس النواب”، وسأل: “أما إذا كنت تعتبر المجلس غير شرعي فكيف ستقوم بذلك؟”. وحين رأى باسيل، متوجهاً إلى الأفرقاء المتحاورين، أنهم يقبلون على الدوام برئيس حكومة قوي بينما يرفضون أن يكون رئيس الجمهورية قوياً، صوّب له رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مسار الأمور على صعيد الرئاسات الثلاث فقال: “إذا كنت تتحدث عن التمثيل القوي فاسمح لي أن ألفت انتباهك إلى أنه بحسب كلامك هذا كان من المفترض أن يكون النائب محمد رعد رئيساً لمجلس النواب والرئيس سعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء لكنّ هذا الأمر لم يحصل، علماً أنكم أنتم من كان قد بادر إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري وفقاً للعبة السياسية، بينما رئيس الجمهورية يبقى 6 سنوات في موقعه من دون أن يستطيع أحد التعرض لولايته”.

من جهته، سأل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية السنيورة وفق “المستقبل”: “هل تعديل الدستور لانتخاب رئيس وارد لديكم”، فأجابه السنيورة بالنفي، عندها أردف فرنجية: “وإذا كان التعديل الدستوري لموظف ممددة خدمته؟”، اكتفى السنيورة بالقول: “الموظف موظف”. أما عندما طالب رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية “لا من 8 ولا 14 آذار”، استدرك فرنجية قائلاً: “لا تقطعوا الطريق أمام الاحتمالات فمن الممكن أن يأتي الرئيس من 8 آذار بموافقة 14 آذار أو يأتي من 14 بموافقة 8، أما إذا كنتم لا تريدون رئيساً لا يمثل سياستكم فنحن بطبيعة الحال نتفهم موقفكم”.

كذلك ذكّر الجميل المتحاورين بأنّ “الرئيس الراحل سليمان فرنجية لم يكن من نادي المرشحين الأقوياء للرئاسة لكن حينما رشحه الثلاثة الأقوياء بيار الجميل وكميل شمعون وريمون إده أصبح قوياً”، فعلّق فرنجية بالقول: “هذا كلام صحيح”. عندها تدخّل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مخاطباً السنيورة: “يا دولة الرئيس من يملك الكثير يعطي الكثير، أنتم لديكم أكبر كتلة برلمانية، تفاوضوا مع الجنرال عون لحل الأزمة”، فأجابه السنيورة: تفاوضنا يا حاج محمد ولكن أصرّوا على انتخاب عون حصراً وبالتالي “ما في نصيب”. كذلك، تولى النائب أسعد حردان تجديد التشديد للمرة الثانية على التوالي خلال جلستي الحوار على “ضرورة” انتخاب رئيس للجمهورية، متحدثاً عن “مواصفات” الرئيس العتيد.

السابق
ندوة حول العلامة الراحل السيد هاني فحص في منتدى صور الثقافي
التالي
رئاسة الحكومة: عطلة عيد الاضحى في 24 و25 ايلول