المسجد الأقصى مستباح مجدداً… والعالم يتفرّج

اعتداء على المسجد الأقصى
لليوم الرابع على التوالي تستمر قوات الجيش الاسرائيلي، بمؤازرة من المستوطنين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك وسط صمت عالمي وعربي. الجميع اكتفى باصدار بيانات الإستنكار والتنديد والقلق على المقدسات التي تُستهدف من قبل مستوطنين وشرطة الإحتلال من وقت لآخر.

بيانات التنديد والإستنكار لم تعد حكرًا على المجتمع الدولي، بل أصبحت مخرجًا لمن يستغلّون الفرصة كي يجاهروا بأنّ وجهة نضالهم المزعومة هي فلسطين المحتلة، وأنّ هدفهم تحرير الأقصى، إلاّ أنّ الطريق الذي اختاروه لا يزال متعثرًا أمامهم فيه الكثير من العقبات، لذلك وحتى ازالة تلك العقبات، يمكن للمستوطنين وجنود الإحتلال أن يستبيحوا الأقصى المبارك متى شاءوا فالطريق لا تزال طويلة، والعالم بأثره ينشغل بنتائج المفاوضات النووية، وبعضهم بحماية المقامات في سوريا والتغيير الديموغرافي فيها… بينما المسجد الأقصى في خطر داهم، إسرائيل قررت إيقاد حرب دينية في أولى القبلتين، كما حذّرت منظمة التحرير الفلسطينية أمس بعدما عمدت قوات الاحتلال إلى اقتحام الحرم القدسي بالقنابل الصوتية وأطلقت الأعيرة المطاطية في باحاته.

إقرأ أيضاً: نصرالله : طريق فلسطين تمر عبر سوريا…

فمنذ الأحد الماضي 13 أيلول، بدأت قوات الإسرائيلية باقتحام باحات الأقصى ، بهدف إخراج المصلين المعتكفين داخل المسجد وباحاته، وإدخال المستوطنين الذي يتجولون في باحات الأقصى احتفالا برأس السنة العبرية. مما أدّى الى اندلاع المواجهات بين المرابطين في الأقصى وقوات الجيش الإسرائيلي، واستخدم الجيش قنابل الغاز والقنابل الصوتية، مما أدّى إلى جرح ما لا يقل عن 26 فلسطينيًا، واعتقلت الشرطة عددا منهم، واتهمتهم بالتحريض ورشق الشرطة بالحجارة. في الوقت الذي أغلقت فيه أبواب المسجد أمام دخول المصلين وسمح للمستوطنين والسياحِ الأجانب بالدخول فقط.

كذلك شهدت قرى وأحياء مدينة القدس أمس الثلاثاء مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية.

وتركزت المواجهات في قرى العيسوية والطور ومخيم شعفاط وحي الصوانة وبلدة سلوان في القدس.

عمليات التدنيس المتكررة، والمخطط الذي نقلته مصادر صحافية إسرائيلية عن حكومة بنيامين نتنياهو، دفع الجهات الفلسطينية من التحذير واتخاذ كل الإجراءات لمنع تنفيذ مخطط العدو الذي يقضي بتقسيم الأقصى.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنّ تقسيم المسجد الأقصى سيتمّ على مرحلتين: «المرحلة الأولى هي ملاحقة التواجد الفلسطيني داخل المسجد من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب العلم والمرابطين واعتبارهم ملاحقين من الأمن الإسرائيلي. والمرحلة الثانية تقضي بتحديد مواعيد يومية إلزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من دخول الأقصى في تلك الساعات».

وفي تطور المواقف الفلسطينية فقد دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) – على لسان مشير المصري – إلى تنفيذ عمليات «استشهادية»، ردا على التصعيد الإسرائيلي.

ودعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى اتخاذ إجراءات وقرارات لحماية المسجد الأقصى ردا على ما وصفه بـ«الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية».

اعتداء على المسجد الأقصى

في بيان لها، طالبت الخارجية الفلسطينية بوقف مساعي الحكومة الإسرائيلية إلى تحويل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني، بسبب الاقتحام المتكرر للقوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بهدف تأمين دخول المستوطنين واستخدام القوة وسط إطلاق كثيف للنار وقنابل الصوت والغاز ضد المصلين والمرابطين العزل في المسجد الأقصى.

كما دعت الخارجية المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى وحماية المقدسات الدينية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وفقا لمبادئ القانون الدولي، واتفاقيات جنيف.

وحملت فلسطين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد غير المسبوق على الأقصى.

إقرأ أيضاً: فلسطين: حاضرة في الخطابات غائبة عند التوقيع

أما مجلس الامن والمجتمع الدولي، فلم يدعُ إلاّ الى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بوقف ما وصفه بـ«الأعمال الوحشية بحق الشعب والأراضي الفلسطينية وما فيها من أماكن مقدسة».

السابق
جنبلاط غادر جلسة الحوار
التالي
تعرفوا على «قفل مؤخّرة القدم» للحذاء