ناشطون سوريون يطالبون فصائل المعارضة باستعادة القرار الوطني وتصحيح مسار الثورة

أصدر ناشون ومعارضون سوريون اليوم بياناً انتقدوا فيه بشدة أداء المعارضة السورية وطالبوها باتخاذ عدد من الإجراءات الملموسة لـ “تصحيح مسار الثورة السورية” و”استعادة القرارالوطني السوري.”(1)
وأمهل البيان فصائل المعارضة السورية الرسمية، ولا سيما الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق الوطنية، إلى نهاية الشهر الجاري للاستجابة لمطالب السوريين، محذرا أنها إن لم تفعل فإنها “ستسقط كما سيسقط نظام الأسد.”
وانتقد البيان، الذي وقع عليه حتى الآن 23 شخصاً، بينهم شخصيات ثقافية وفنية سورية معروفة،(2) المعارضة السورية على “فشلها مرة تلو الأخرى في قدرتها على أن تكون ممثلاً حقيقياً لحراك ثوري شعبي،” مضيفاً أن هذه الفصائل”تصرفت منذ البداية وكأنها حكومة أو تكتل حزبي، فانغمست في ألعاب دبلوماسية دولية ليست أهلاً لها ولا تمتّ للحراك الشعبي بصلة.”
وأضاف الناشطون إن المعارضة السورية لم تخرج عن أساليبها التقليدية في معارضة نظام الأسد، لا بل استخدمت في محاربته أساليب النظام ذاتها.
“فشلت المعارضة السورية في تجاوز إطارها التقليدي كمعارضة للنظام فقط. فلا تزال أغلب فصائل المعارضة السورية مترددة ومراوغة في توضيح موقفها من القوى الإسلامية المتطرفة التي استغلت الثورة والحربلفرض أجنداتها ومشاريعها الرجعية. كما أنها لم تحدد موقفها من اللاعبين الإقليميين والدوليين المختلفين، والأنظمة والقيم التي يمثلها هؤلاء.”
وطالب البيان فصائل المعارضة السورية، ولا سيما الائتلاف والهيئة، بالاعتذار من السوريين علناً على ما وصفها بالأخطاء السابقة، وبإعلان موقف واضح وصريح من جميع الفصائل المسلحة وجميع القوى الإقليمية والدولية التي تتواصلالمعارضة معها.
كما طالبها بوضع آليات عمل تضمن الشفافية في المستقبل وتمنع تكرار الأخطاء السابقة، على حد تعبيره، وبإعادة انتخاب أعضاء وقيادات هذه الفصائل بشكل ديمقراطي على أساس الخبرة والكفاءة، مضيفاً أن السوريين يريدون “معارضةديمقراطية تعكس سوريا التي نحبّ، لا سوريا الأسد.”
واختتم البيان مطالبه بالدعوة لعملية حوار وطني حقيقي، “بعيداُ عن جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين الذين أساؤوا للثورة السورية، بهدف تشكيل قيادة سياسية موحدة ومستقلة تمثل الثورة السورية تمثيلاً حقيقياً وفعالاً،” على حد تعبيره.
وقالت الفنانة والمعارضة السورية فدوى سليمان، التي أطلقت المبادرة، إن “الحقيقة المرّة هي أن الهيئة والائتلاف وبعض قوى المعارضة الأخرى فقدت شرعيتها ومصداقيتها في نظر غالبية السوريين منذ زمن بعيد، حتى وإن كان المجتمع الدولي يعترف بها كممثل شرعي للسوريين.
“الحقيقة المرّة هي أن الهيئة والائتلاف لا وزن لهما ولا لقراراتهما على الأرض السورية، ولا حتى على المسارح الدولية، ولكنهما يُستخدمان كواجهة لتمرير مشاريع وأجندات لا تمتّ للثورة السورية بصلة. حان الوقت لكي تتحمل هكذا معارضة وهكذا مجتمع دولي مسؤولياتهم أمام السوريين.”
من جهته، قال الناشط والصحفي السوري شيار يوسف إن “الذين يتخوفون من أن “إسقاط” أو تفكيك تشكيلات المعارضة الحالية سيؤدي إلى إحداث فراغ سياسي وسيضرّ بالثورة على المستوى الدولي، أو الذين يتحججون بذلك للحفاظ علىمصالحهم الخاصة، يتناسون بأن الائتلاف والهيئة معطلان أصلاً منذ مدة طويلة، وأن هناك فراغاً أصلاً بسبب وجودهما وعملهما بالطريقة التي يعملان بها حالياً.”
وكانت فدوى سليمان وشيار يوسف وناشطون سوريون آخرون قد أطلقوا قبل أيام مبادرة جديدة تدعو إلى بناء “حركة تحرر وطنية ثورية تجمع بين الأهداف الأصلية للثورة السورية والنضال لتحرير سوريا من مستعمرين عدة.”(3)
وتهدف الحركة الجديدة، التي تحمل اسم “نحو سوريا كما نحب (نسكن)”، إلى تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة النظام مما تصفه بـ “الاحتلال الأسدي-الإيراني-الروسي”، وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة داعش ومن لفّ لفيفها من”الاحتلال الداعشي”، وتحرير المناطق المحررة منهما من “احتلال السلاح الذي تمارسه بعض الفصائل المسلحة وداعموها الإقليميون والدوليون.”
كما تدعو الحركة إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، وضبط الحدود لمنع المقاتلين الأجانب من جميع الأطراف من دخول الأراضي السورية واستخدامها “ملعباً لصراعاتهم ومشاريعهم التي لا تمتّ للسوريين بصلة،” علىحدّ تعبيرها.
وتدعو كذلك إلى البدء بعملية عدالة انتقالية ومصالحة وطنية حقيقية، وإلى بناء نظام حكم “مدني ديمقراطي علماني لامركزي، يضمن الحريات والاختلاف والمساواة وحكم القانون، ويحكم فيه السوريين أنفسهم بأنفسهم.”

السابق
هاني فحص ينام بين حياة وحياة يكتب في سرّه عن… سرّه
التالي
المدير العام لوكالة الطاقة الذرية يزور طهران خلال 3 او 4 ايام