ما هو الدور الخفي الذي تلعبه 8 آذار في «أزمة النفايات» ؟

المشهد الطاغي اليوم هو تصاعد الحركات الاحتجاجية على خطة الوزير أكرم شهيب، فهي لم تلق ترحيبا من أي منطقة اختيرت كمطمر مؤقّت وفق الخطة، وأقفلت الأبواب بوجه جميع الحلول. وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل خطّة شهيّب أخافَت من يريد الاحتفاظ بورقة الشارع؟ أليس الهدف من ضغط الشارع الوصول إلى خطة من هذا النوع؟

تتصاعد حركات اعتراضية اليوم في عدد من المناطق على خطّة وزير الزراعة أكرم شهيب لإنهاء أزمة النفايات، اذ تكرّر هذا  المشهد احتجاجا على اعتماد مطامر مؤقّتة في مناطق صيدا وبرج حمود ومجدل عنجر. وقد تصاعدت اللهجات المذهبية والأهلية والمناطقية سعياً إلى طعن في هذا الحلّ البيئي الحكومي لموضوع أزمة النفايات.

 

فخطة شهيّب أخذت في الاعتبار آراء أصحاب الاختصاص، ولم تبصر النور قبل أن تتشاوَر مع الجمعيات التي تقود الحراك في الشارع، واستندت إلى معايير بيئية وصحية، وراعت التوازنات المناطقية والطائفية وبالتالي، فإنّ رفضها لأسباب غير تقنية لا يقدّم إجابات مُقنعة عن التساؤلات التي يضجّ بها الوسط السياسي حيال خلفيات أزمة النفايات، وعن الوظيفة التي تريد بعض القوى السياسية تحقيقها عن طريق هذه الأزمة.

ولكن في مطلق الأحوال، تشير “الجمهورية” إلى أن محاولة إسقاط خطّة شهيّب في الشارع يعني إسقاط الحكومة حتى لو لم تسقط دستورياً بفِعل الوضع الدستوري المعلوم، وإعادة تعويم الشارع واستنهاضه بعدما شهدت التظاهرة الأخيرة في 9 أيلول تراجعاً في المشاركة والحضور، خصوصاً أنّ حلّ أزمة النفايات كان سيؤدي إلى تنفيس الاحتقان وتراجع حركة الشارع لمصلحة المعالجات السياسية

“المستقبل” يجزم: مع خطة شهيب بلا تحفظ

وفي هذا السياق، طفى على سطح الأنباء المتداولة معلومات وإيحاءات مغلوطة حاولت التعمية على المعطّلين الحقيقيين والمحرّضين الفعليين على العرقلة، سواءً كانوا من العونيين في عكار وبرج حمود أو من البعثيين في البقاع، من خلال خلق إشاعات تهدف إلى رمي كرة العرقلة في ملعب تيار “المستقبل” والقول إنه يعترض على الخطة ويتحفظ عن تنفيذها في مناطق نفوذه، الأمر الذي نفاه رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عبر “المستقبل” جملة وتفصيلاً مؤكداً أنّ “المستقبل” يدعم خطة شهيب لحل أزمة النفايات بلا تحفظ.

وبحسب معلومات موثوقة لـ”المستقبل”، كشفت أنّ التيار العوني يعمل ليل نهار في سبيل وأد الحلول الموضوعة من قبل الحكومة في ملف النفايات، فبالإضافة إلى محاولات تحوير مضامين خطة شهيب والإيحاء زوراً بأنها تنص على إجراء “تلزيمات بالتراضي” في المناطق بينما هي لا تتضمن في نصّها أي شيء من هذا القبيل، يجهد العونيون من جهة أخرى في سبيل تأليب أهالي عكار على الخطة وتحريضهم على رفض تطوير مكب سرار العشوائي وتحويله إلى مطمر صحي وبيئي يراعي المواصفات العالمية بشكل يرفع الضرر والأوبئة عن كاهل أبنائها.
وفي وقت يتعرض حزب “الطاشناق” من ناحية ثانية لضغوط عونية بالسر والعلن لدفعه إلى رفض تطوير مكب برج حمود وتحويله من “جبل” عشوائي للنفايات إلى منشأة صحية تخوّل أهالي المنطقة اكتساب مساحة أرض جديدة تقام عليها رقعة خضراء وحديقة عامة تابعة للبلدية التي ستحصل بموجب الخطة على حوافز خاصة بها وبالبلديات المحيطة بالموقع. غير أنّ مسؤولي “الطاشناق” لا يزالون يدرسون المسألة ولم يعطوا جواباً نهائياً بعد حيال موقفهم من تأهيل مكب برج حمود بانتظار اكتمال الدراسة التي تعمل اللجنة المختصة على إعدادها والمتوقع انتهاؤها بعد غد الاثنين.

وفي البقاع، كشفت مصادر ميدانية لـ”المستقبل” أنّ الأحزاب الموالية للنظام السوري، من بعثيّين وغيرهم، دخلت على خط تحريض الأهالي لرفض خطة الحكومة وأوعزوا في هذا السياق إلى منظماتهم الشبابية لركوب موجة الاعتراضات في الشارع وتأجيج المشاعر الطائفية والمذهبية بين أهالي المنطقة لعرقلة خطة شهيب التي تنصّ على استحداث مطمر صحي في المنطقة الحدودية الواقعة بعد مركز المصنع، لافتةً الانتباه إلى أنّ “حزب الله” كان في واجهة المعترضين على استحداث مطمر في المنطقة الحدودية مع سوريا ثم ما لبث أن تراجع تحت ضغط اللجنة المختصة والمعايير الصحية والمناطقية التي اعتمدتها أثناء إعداد مشروع الحل المتوازن.

السابق
موت لحد يحيي أمجاد «جمّول» المنسية
التالي
التيار الممانعجي والربيع