الشاعر هاشم ابراهيم يوقّع ديوانه «على حدود الدمع»…

وقع الشاعر والمربي السيّد هاشم محمد ابراهيم ديوانه "على حدود الدمع"، مساء الاربعاء في الثاني من شهر أيلول الحالي، في قاعة "جمعية هيئة حماية البيئة والمحافظة على التراث" في النبطية، وذلك بحضور سماحة العلامة السيّد كاظم ابراهيم، إضافة الى حشد من الأصدقاء والادباء والشعراء وعدد من الاعلاميين الجنوبيين.

قدّم الدكتور ناهض قديح قراءة ملخّصة لمضمون الديوان لم يخف فيها اعجابه بـ”ابداع” صديقه الشاعر الذي “ازدادت معرفته به” بعد ان قرأ كتابه، شارحا حافز هذا الابداع وهو القلق والخوف الفلسفي والوجودي الذي يعتري الشاعر المفكّر إضافة لتجارب الحروب والأزمات التي أصابت وطننا لبنان لعقود مضت.

 

 

ثم ألقى صاحب الحفل الشاعر السيّد هاشم ابراهيم كلمة في المدعوين جاء فيها :

 

«كنتُ كلما أصابني الضّجر، أهرعُ إلى الورقة البيضاء، أتخذها مسكناً، وأكتب، فأحسّ بأني أعيش حياةً ثانية هناك، أعاشر الكلمات، نتعانق بودّ، نتشاكى إلى حدّ التلهف، متلمسّين المتعة من خمور الخرافة…تللك الخرافة الجميلة التي لولاها، لكانت الحياة أضيقَ من ثقب إبرة…

 

DSC_0088-1

 

لذا كنت أعيش حياتي في حياة الكلمات، تلك الحياة التي تعلو عن الثابت، في بحث دائم عن المتحرّك الذي لا يكفّ عن التولّع بالمثير المدهش…

 
هكذا بدأت أكتب لإراحة ذاتي من عناء الضّجر محتسباً أن النص الأدبي ليس نزوةً تقترفها الفوضى أو يجترحها الهذيان…إنما هو توقعات القلب وتأويلات الوجدان للمعاني المزدحمة أمام بابه…إن الإصغاء لصوت القلب، يحتاج إلى إذكاء الجّمر الكامن في الكلمات…يحتاج الى الإنفصال عن الآن، والسّفر في ايقاعات الدّم ونبض المشاعر…

 
السفرِ في دموع الأزمنة وأفراحها والوقوف عند عتبات الأمكنة والإصغاء الى أسرارها…ومن ثم العودة من هناك إلى مملكة اللحظة، اللحظة التي تتسع لماضٍ غاب ولمستقبل حاضر في الغياب…

 
الكلمات التي لا تدمع عيونها حين تُهدمُ البيوت على رؤوس سكانها…الكلمات التي لا تنفجر من الفرح حين تقف الأرض على أطراف أصابعها لتراقص الغيوم…هي كلمات ينبغي لها ان لا تستيقظ حين ترنّ اجراس الوجد، لأنها لا تنتمي الى الحياة…

 
كل يوم كنت أفتش عن كلمة هاربة من إرهاب المحرمات، من إرهاب السّجون والقمع…عن كلمة هاربة من كتب مليئةٍ بالذئاب، مليئة بالمنافقين المرتزقة…كنت أجدها منهكةً في الرمضاء وقد تسلخت قدماها وامتلأ بالتآليل وبالقروح جسدها البض، فأحملها على ذراعي وعلى مسافة رفّة وجد من قلبي الواجف…أسير بها إلى القصيدة لأضمّد أوجاعها بشهقات الحنين…

 
من أجل كل ما مرّ ولد الكتاب: “على حدود الدمع” بعد ان بقي رغم تباعد السّنين بعضا من النصوص…».

 

على حدود الدمع

السابق
توقيف لبناني وسوري في عكار لانتمائهما إلى مجموعات مطرفة
التالي
عثر عليه جثة في البوشرية