تظاهرات السلطة: من المحازبين في القطاع العام

التيار الوطني الحر
بعد تظاهرتي موظفي القطاع العام المحازبين ومعهم الإخوة والرفاق في الحركة والتيار المستفيدين من الخدمات والتقديمات بالمجان، وبعد أن إستثنينا وهم الألوان سواء البرتقالية منها أو الخضراء وتخطينا عبارات التغيير الصوتية والأمل بالإصلاح الخيالية، أدركنا بشكل لا يقبل الشك أن الكل قام بالواجب على أكمل وجه ورد الجميل للدائن.

كيف يمكن لمن يعيش من خير هذا أو ذاك من الزعماء أن يخذله (لا سمح الله ) في ايام العروض الشعبية، فلا يناصره وهو بيده مفاتيح كل شيء وكان وفيا معه بالعهد، وقد أتاه الحساب الان في يوم شبيه بيوم الحشر.

إقرأ أيضاً: لغم «الحوار» ينفجر داخل «الحراك»؟

يوم لا يتوانى الزعيم فيه ولن يتوانى عن طلب مناصرة من أنعم عليهم بالوظائف والخدمات أو بالتعيينات، فهو كما أوهمهم حينها له كل الفضل، وهم بالمقابل لن يبخلوا عليه بالثناء والشكر ولكن اليوم عليهم واجب تلبية النداء وعليهم فرض الدفاع عنه والحشد له تأييدا.

جنود الإحتياط من المستفيدين لبوا النداء وإصطفت جحافلهم كالجيوش في الحملات. ناقوس الخطر دق وهو ينذر بهجوم متوقع من أصحاب القطاع الخاص، المفلس نظراً لتردي الأوضاع، وهو ينبأ بوقوع مواجهة حتمية لن يتأخر العاملين فيه أو المتصلين به من موظفين وفنيين وأصحاب إختصاصات ومهارات من المشاركة فيها، أو خوضها. وكذلك سوف يثور الشابات والشباب من الجامعيين المتخرجين والعاطلين عن العمل الذين لم يطالهم التوظيف أو نعمة التعيين من زعيم الطائفة، وعلى ما هو ظاهر فقد فاض عدد هؤلاؤء المتضررين الشباب وبات يهدد المنتفعين والمحظيين أنفسهم ويبشرهم بإنهيار الحكم القائم في البلد.

النبطية

مشهد لا يبشر بالخير ولا بالمستقبل ولا بالتقدمية أو بالإصلاح أو التغيير، والإعتراف بالواقع المرير ليس كما يظنه الكثير من الحكام فدية تشفع لهم التقصير، وأن ما سيكون عليه الوضع ليس أكثر من تسيّد جديد يسجل لصالح من هو قوي وقادر حاليا على الصمود وتحمّل التبعات ويمتلك عناصر الفوز على الضعيف، ذاك المعترض دائماً المجرد والعاجز حتى وإن كان صاحب منطق رصين. فالصراع بالنسبة لهؤلاء لن يكون وبأفضل الأحوال إلا إستبدالاً لزعامات بقيادات تماماً كما هو الحال إن إستبدلت الفوارغ بالأبوات، وهي يقيناً لن تطال الفاسد إلا تماشياً مع منطق البديل، فالعقل عندهم لا يحمل إلا التفكير بمصلحة ،أما التغيير فمستحيل وقد تكون حظوظه معدومة نظراً لما بات عليه الوضع من توارث بين فاسد ومفسدين وإفادة متبادلة بين التابع والمستفيدين.

تلخيص الموقف من الساحات تختصره عبارة “أن الوفاء صفة متبادلة أيضاً بين الفاسدين والمستفيدين والغضب حال يلازم المتضررين المتظاهرين”.

السابق
هل تفشل جلسات الحوار الوطني مجددا أم يتوحّد الزعماء أمام المطالب الشعبية؟
التالي
إحتدم النقاش بين عون وحرب فطارت جلسة الحوار