منتخب لبنان يواصل استعداداته لمباراة كوريا الجنوبية

المنتخب اللبناني

«المهمة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة» هو لسان حال الشارع الكروي، فالجميع ينتظر مباراة «اللبناني» مع «الكوري الجنوبي» يوم الثلاثاء المقبل على «ملعب بلدية صيدا»، و «يده على قلبه»، لأن الموقعة هذه المرة تختلف كثيرا عن موقعة «2014» التي ما زالت ماثلة للأذهان يوم فاز «اللبناني» على ضيفه (2 ـ 1)، وقلب كل المعادلات رأسا على عقب، وبالتالي فان البقاء داخل المنافسة في التصفيات المزدوجة لـ «مونديال روسيا 2018» و «كأس آسيا الإمارات 2019» بحاجة إلى فوز اكيد.
تختلف المسالة كثيرا في الوقت الحالي، فالظروف لم تعد مثل السابق كذلك فان «اللبناني» هو غيره يوم كانت صفوفه عامرة ومكتملة قبل «التلاعب والمراهنات» التي جلبت العار وأطاحت بكل الأحلام وأبعدت لاعبين كان المنتخب بحاجة كبيرة لهم، ولو أن بعضهم كان موجودا في هذه الظروف لتغير الحال نوعيا وانقلبت الصورة بعض الشيء، لذلك فان مرحلة البناء القائمة حاليا احتاجت إلى وقت كي يجتمع هذا العدد في تشكيلة الـ 24 التي بدت توحي بالتفاؤل بعد مرحلة إعدادية تركت أجواء ضبابية حول مستقبل المنتخب الفني.
ويجب الاعتراف بان صورة «الكوري» تغيرت عن المرة السابقة، فلديه الآن تشكيلة عامرة بالمحترفين صغار السن الذين يلعبون في أوروبا واسيا، وسجل حضوره الكثير من الإنجازات خصوصا في «كاس آسيا» الأخيرة في استراليا، ثم في التصفيات التي تجري حاليا، وكانت نتيجة الفوز على «اللاوسي» بثمانية نظيفة بمثابة القول على أن «الكوري عائد من جديد فاحذروا قدومه».
وبالفعل، فان رسالة الإنذار التي بعث بها «الكوري» إلى «اللبناني» أمس الأول وصلت بقوة وهي تعني الكثير، ما ينبغي التعامل معها بمطلق الجدية، فلا حاجة إلى العودة لما فعله «اللبناني» في السابق أمام ضيفه والتباهي به واستسهال أمره، بل يجب النظر إلى الواقع الحالي إن على صعيد اللاعبين أو الجهاز الفني.

منتخب لبنان
ومن هذا المنطلق، فان القول بان المهمة صعبة هو صحيح ومتكامل ولا جدال فيه، إذ لم يثبت «اللبناني» في المرحلة الأخيرة انه بـ «الأريحية» ذاتها التي حققت المستحيل في السابق، فالأداء لم يكن مقنعا خصوصا في المباريات الودية التي خاضها بغياب نخبة المحترفين، بينما يعود اليوم ليكمل معسكره بصفوف مكتملة إذ أكد هؤلاء أنهم على جاهزيتهم للمباراة ولا شيء مستحيلا في هذا الموضوع، فكل الأمور واردة في كرة القدم والفوز ليس صعبا.
وبانتظار يوم الثلاثاء، فان كل الأمور تسير وفق ما يضعه الجهاز الفني وما يفعله الاتحاد من متابعة يومية ميدانية الهدف منها شحن اللاعبين بالمعنويات، وحثهم لبذل المستحيل من أجل الخروج بنتيجة ايجابية وخصوصا رئيس اللجنة التنفيذية المهندس هاشم حيدر الذي يوفر كل الظروف المتاحة لإنجاح عملية الاستعداد للمباراة بالشكل الملائم.
ويعمل الجهاز الفني بقيادة رادولوفيتش على دفع اللاعبين من أجل تغيير النمط الأخير في الأداء والإيقاع والأسلوب، فيركز على الخطط التي تساعد على الهجوم وعدم الاكتفاء في تدوير الكرة في مكان واحد وخصوصا الجهة الخلفية من الملعب التي أثبتت عقمها إذا لم تكن مقرونة بهجمات يحضر لها خط الوسط وهذه بحد ذاتها عمل عليها رادولوفيتش لتكون مفاجأة المباراة المقبلة.
وواصل «اللبناني» معسكره في أجواء جدية أكدت على التزام اللاعبين بكل التعليمات والعمل من اجل رفع لياقتهم البدنية.
وكان أفراد المنتخب، بعد اكتمال عقد المحترفين، إنتظموا في معسّكر داخلي يستمر حتى موعد المباراة.
وركز الجهاز الفني في تدريبات اليومين الأخيرين التي تقام على «ملعب بيروت البلدي» على الجوانب البدنية والتكتيكات والمهارات الفنية في إطار الخطة الموضوعة للمباراة. أما بالنسبة للمحاضرات النظرية، فقد شرح رادولفيتش للاعبين كيفية مواجهة اللاعبين الكوريين وعدم إفساح المجال أمامهم للتحرك بسهولة كبيرة والقبض على زمام المبادرة.
وخضع أفراد «المنتخب» لحصتين تدريبيتين أمس، وسيخضعون لحصة واحدة أيام السبت والأحد والاثنين، الذي سيشهد عقد المؤتمر الصحافي الرسمي والاجتماع الإداري ـ الفني الخاصين بالمباراة.
ويصل «الكوري» قبل ظهر اليوم إلى بيروت يرافقه وفد إعلامي كبير، على أن يصل الأحد مراقب المباراة التايواني شين فان شوانغ ومراقب الحكام العراقي علاء عبد القادر نعمة العبادي، وطاقم الحكام القيرغيزستاني المؤلّف من ديمتري مانشنتسيف وبخادير كوشاكاروف وإسماعيلهان طالبيشنوف، والحكم الرابع التركمانستاني علي بيك ساباييف.

(السفير)

السابق
مقتل شاب بحادث سير في النبطية
التالي
الاعلام ومواقع التواصل يفضحان «محجبات حزب الله العونيات»!!