هل بدأت الخلافات تعصف بناشطي «مظاهرة 29 آب»؟

يُخشى على الحراك الّذي لم ينجح إلا بعدما إلتأم الشمل في ثورة الـ 29 آب، وبعدما توسّع إطاره إلى ثورة شعبية، من أن تمتد الإنقسامات والنزاعات إلى صفوف منظميه وينسف كل حلم في التغيير.

بعد  أن التهبت الحُمى الشعبية  جرّاء التحركات المتعاقبة لهيئات في المجتمع المدني، بدءاً بالحملة التي أطلقت نفير التحرك الشعبي واستقطبت بسرعة التأييد المتصاعد منذ اسبوعين أي حملة “طلعت ريحتكم”  التي سرعان ما انضم الى هذا الحراك أشقاء وشقيقات لها من رحم المجتمع المدني تتشابه في الأفكار والاهداف. حملات وهيئات عدة تحمل تقريباً الشعارات نفسها في مناهضة السلطة السياسية الطائفية، ورموزها ومجمل الطبقة السياسية، منها #بدنا_ نحاسب،#حركة _ قرفانين، ‫#‏حلوا_عنا، #عالشارع، #الشعب_يريد #بدنا_رياحتكم وغيرها.

الحراك الّذي لم ينجح إلا بعدما إلتأم شمل هؤلاء المتشابهين في ثورة الـ 29 آب، يُخشى عليه الآن بعدما توسّع  إطاره إلى ثورة شعبية أن تمتد الإنقسامات والنزاعات إلى صفوف منظميه، وينسف كل حلم في التغيير. بعدما شاهدنا أوّل مؤشر للإنقسام حين أقتحمت وزراة البيئة  وتبين فيما بعد عدم دراية جميع الشركاء في هذا القرار وعدم التأييد له من قبل البعض منهم.
كما وقد أعلن أبرز الناشطين والمنظمين في الحراك الشبابي المدني الصحافي حسان زين تعليق العمل والإنسحاب  من اطار التنسيق والتنظيم في الحراك.
وأشار الزين في فيديو بثه عبر صفحته على فيسبوك أنه “ومن موقعه كناشط مستقل وداعم للحملات المطلبية سمح لنفسه بالمساهمة في تفعيل عمل الحملة ومساندتها في رفع صوتها وصوت المواطن عبر الحراك في الساحات، إلا أنه عندما وصلت الأمور إلى مكان ضاقت فيه لغة التفاهم وتقلصت فيه لغة الحوار، وحضرت الحسابات الشخصية لذوي القرار، لم يجد مكاناً لنفسه”.
و أضاف : “أفضل أن أكون في مكان لا يشكك فيه من أحد وفي مكان توجد فيه روح العمل الجماعي والمسؤولية الوطنية،  لذا لا أجد ضرورة لوجودي ضمن الحملة وأفضل الإنسحاب وسأكون في الساحات كمواطن عادي. وأتمنى أن أشارك في نضالات النقابات والعمال وإعادة الإعتبار لدور المؤسسات”.

وسرعان ما أدّى خبر إنسحاب الزين إلى خضّة على مواقع التواصل الإجتماعية بين داعم لهذا القرار ومؤمن بصوابيته، بينما أيضًا سُجِّلت إعتراضات على خطوة حسان بإعتبارها محبطة للحراك الشعبي وضربة موجعة.

 

وفي هذا السياق، وضّح الزين في حديث مع “جنوبية” أنه إنسحب من اطار التنسيق والتنظيم في الحراك  وليس كما تم التداول أنه إنسحب من حملة طلعت ريحتكم تحديدا،ً الذي لم يكن عضو فيها في الأساس”. ورأى الزين  أن “الناشطين في الحراك لم ينجحوا بالتنسيق بين الجميع ولم ينجحوا بتوحيد الخطاب وإعداد خريطة عمل مشتركة وبأن كل منهم عمل بمفرده مما أدّى إلى فقدان لغة الحوار”. لافتًا إلى أن “#طلعت_ريحتكم  حريصة على إستقلاليتها بوقت الأمر يقتضي أن يكون سائر الناشطين شركاء في التنسيق وضرورة وجود لجان متخصصة وعمل منظم”. وتابع ” خافت حمله طلعت_ريحتكم أن يأكلهم التحرك ويصبح بمسار وشكل آخر عما كانو معدينه”.
كذلك كشف الزين أن “في بعض الأوقات كان هناك قرار مشترك وكان هناك تعاون وفي أوقات أخرى كل فريق عمل بمفرده واستأثر بالقرار وهذا الأمر لا يفيد الحراك بل هناك ضرورة لوجود مظلة وطاولة حوار مشتركة”.
كما أشار إلى أنه “كان حريصا على تقديم ضمانات لإستقلالية طلعت_ريحتكم وحريص على علاقة إيجابية معهم لكن “كنت قلقا كما الناشطين الآخرين، في الوقت نفسه لم يعطوا ضمانات مما أدّى إلى تزعزع الثقة والعمل المشترك”.

حسان الزين
ولفت الزين أن قرار إنسحابه إتخذه من ثلاثة أيام  وأمس أعلن عنه بواسطة الفيديو قائلاً إن “الكرة أصبحت في ملعبهم  ولا يزال هناك فرصة لترميم الثغرات”. مؤكداً أنه “على علاقة جيدة مع الجميع وبأنه لم يسئ لأحد وهم حزنوا لهذا القرار”.

وفي الختام أكّدالناشط حسان الزين أنه “مع استمرار الحراك ونجاحه”. رافضًا كل محاولات تشويه الحراك وأهدافه قائلاً “الحراك وُلد من ألم الناس وكل ما يقال ما هو إلا كلام ودجل سياسي هدفه تحويل أوجاع وطموحات الناس الى بازار السياسي”. نافيًا أن يكون هناك سبب آخر لإنسحابه.

السابق
بيان لـ «تحرك 29 آب» من أمام وزارة العمل طالب باستقالة وزير البيئة
التالي
الافراج عن الشابين الموقوفين بسند إقامة