هل فتحت الأجهزة الأمنية الرسمية تحقيقاً بـ«جريمة عيترون»؟

كلفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المجلس النرويجي للّاجئين للتحقق بملابسات مقتل شاب سوري كان قد قضى قبل فترة في بلدة عيترون الحدودية إثر تعرضه للضرب من قبل أشخاص مجهولين، ولم يجر أحد تحقيقاً رسمياً علنياً بشأن ذلك. وكانت «جنوبية» قد نشرت تقارير عديدة حول الحادثة. وحاول أحد المواطنين نشر تلك التقارير على موقع في بنت جبيل لكنه تلقى اتصالاً طلب منه إزالتها تحت طائلة المسؤولية فاضطر إلى سحبها.

القصة بدأت عندما التحق الشاب حسن حسين عواضة بحزب الله وانخرط في القتال في سورية، وفجأة تلقى شقيقه اتصالاً من رقم هاتف حسن قال صاحب الاتصال أنه من جبهة النصرة وأن شقيقه وقع في الأسر، فاعتقد شقيق حسن أن أحدهم يمزح معه، لكن بعد ذلك وصله فيديو يظهر فيه حسن يسحب في أحد شوارع الزبداني، مما أفقده صوابه وصواب أصدقائه ورفاقه.

وحتى الآن لم يعرف من بادر للهجوم على عدد من الشبان السوريين المقيمين في البلدة، مما أوقع بينهم قتيلاً ونحو 15 جريحاً نُقلوا إلى مستشفى غندور في بنت جبيل، أقلهم لزمه نحو 7 – 8 قطب بعد أن ضربوا بقضبان المنيوم والأراكيل. بعد إخراجهم من المستشفى طُلب منهم عدم التحدث بالموضوع وإقفاله تماماً وفي حال نشر ما حدث فإنهم سيجدون أنفسهم في ورطة كبيرة. وهذا ما حصل فعلياً.

من جهة أخرى أقيم عزاء لعواضة وزار منزله عدد كبير من الأهالي، كما زار العائلة نائب بنت جبيل حسن فضل الله، الذي انزعج من كلام والد الضحية حسين عواضة الذي بدأ بانتقاد حزب الله وتدخله في النزاع السوري وصولاً للقول أنه والمجموعات الأخرى يسعون إلى هدف واحد وهو زيادة الهوة بين الشيعة والسنّة.

حتى الآن لم يعرف من بادر للهجوم على عدد من الشبان السوريين المقيمين في البلدة

حاول فضل الله تغيير الموضوع بسؤال عواضة عن مستوى تعليمه فأجابه: “أنني تعلمت في مدرسة النجارة والبويا والعمار وعلمت أبنائي في مدرسة الحق والكرامة والصدق”.

وفي السياق نفسه، زار العائلة وفد إيران، وبادر أحد أعضائه بالقول: “جئنا إليك لا للتعزية بل لنبارك لك استشهاد حسن”. فأجابهم الوالد: “أريد أن أخبركم بحادثة، كان أحد رجال عيترون يتعامل مع إسرائيل وبعد الانسحاب “تاب”، وعندما قتل ابنه عام 2006 بالقصف الإسرائيلي ذهبت للقيام بواجب التعزية لكن والده أجابني يومها، يجب أن تبارك لي باستشهاد ابني. وأنتم اليوم أتيتم لتعرفوا ردة فعلي والاطلاع على أجواء البلد وأجواء الناس”، مما أربك أعضاء الوفد.

حسن عواضة عيترون

وفي العودة إلى التحقيق المنوي إجراءه، يطرح سؤال: هل سيسمح لهذه المنظمة الدولية أن تطلع على ما حدث فعلياً؟ وهل فتحت الأجهزة الأمنية الرسمية تحقيقاً بذلك، وهل يمكن إعلان نتائجه؟!

السابق
قراءة في حشود مهرجان النبطية
التالي
نجوى كرم لمعين شريف: لو كنت أذكى..