فضيحة في تصحيح مسابقات الدورة الثانية من الشهادة الرسمية؟

ها هم أهالي وطلاب الشهادات الرسمية يعودون إلى الواجهة هذا العام مجددًا ولكن هذه المرة ليس من أجل رفض الإفادات التي أصدرها وزير التربية الياس بو صعب كما العام السابق. بل من أجل نسبة النجاح المتدنية في الدورة الثانية بالامتحانات الرسمية، وهذا ما اعتبره الأهالي والطلاب "فضيحة" و"سابقة"، مطالبين بإعادة التصحيح وتشكيل لجنة من الأهالي لمراقبة التصحيح.

نفذّ أمس طلاب وأهالي الشهادات الرسمية إعتصامًا أمام وزارة التربية، وذلك على خلفية نسبة النجاح الضئيلة في الدورة الثانية بالامتحانات الرسمية بحسب النتائج المعلنة.

والملفت بحسب إحدى الأمهات هو نجاح طالبين فقط من كل بيروت بشهادة البكالوريا، أمّا على صعيد لبنان فهناك مراكز لم ينجح فيها طالب واحد، وهذه سابقة لم يعرف القطاع التربوي في لبنان سابقة لها في تاريخه أن تكون نسب النجاح متدنيّة جدًا على هذا الشكل المأساوي.

وزارة التربية

وفي هذا السياق تساءل الأهالي عن السبب وراء نسبة الرسوب العالية خصوصًا وأنّ وما حصل مع أبنائهم اليوم يشكّل إحباط كبيرا لهم، كما يؤثّر على مستقبلهم.

وبحسب إحدى الأمهات التي فضّلت عدم ذكر إسمها، أنّ ما يثير الشك حول نسب النجاح الضئيلة هو أنّه «عند بدء فرز النتائج والتي يجب أن تحصل بحضور الأساتذة، إلاّ أنّهم وعند وصولهم إلى الوزارة في موعد الفرز المقرر، منعوا من الدخول وحضور عملية الفرز باستثناء عدد قليل من الأساتذة والتي تمّ مناداتهم بالإسم من الداخل».

وزارة التربية

«فضيحة» نتائج الدورة الثانية، بحسب وصف الطلاب والأهالي تكمن في أكثر من زاوية، فالعديد من الطلاب حصلوا على نفس العلامات التي حصلوا عليها في الدورة لأولى. بعض الطلاب حصلوا على علامة موحدة في جميع المواد…كل هذا وأكثر يسبب علامات استفهام عديدة حول النتائج.

وزارة التربية

والدة إحدى الطلاب نادرة فواز أكدّت في حديث مع «جنوبية» أنّ «مطلبهم واضح هو إعادة التصحيح، وتشكيل لجنة من الأهالي تشرف على عملية إعادة التصحيح».

وأضافت فواز أنّ الأهالي التقوا خلال الإعتصام مستشار وزير التربية الياس بو صعب، خليل سقيلي، والذي وعد الأهالي بطرح مطلبهم على الوزير، على الرغم من أنّه أكدّ أنّ تنفيذ هذا المطلب يكون صعبًا عادةّ.وإذا وافق الوزير واقتنع بمطلب الأهالي سيرفع مطلبهم إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه، أمّا إذا لم يوافق فسيذهب الأهالي بحسب ما أكدّت فواز إلى قاضي الأمور المستعجلة على أمل أن يستجيب لطلبهم.

وختمت فواز «هناك مسؤول داخل الوزارة أتحفظ عن ذكر إسمه، قال لي لا تتراجعوا في مطلبكم لأن نسبة النجاح هذه وعدد الراسبين فيه أمر مشبوه».

في المقابل فقد قال مصدر تربوي لـ”موقع جنوبية” إن ما حصل في الدورة الثانية في الامتحانات الرسمية كان متوقعا، فنسبة النجاح في الدورة الاولى بلغت 75 بالمئة وقد وصفت تلك الامتحانات بشكل عام انها سهلة جدا، وبالتالي لم يرسب فيها الّا من كان يعاني من ضعف علمي فادح، وهذا الضعف المتراكم الذي يعاني منه طالب ما لن يعوّض في شهرين، وبالتالي فان هذه النتائج اليوم في الدورة الثانية هي منطقية على أساس أن من رسب في امتحانات سهلة في الدورة الاولى لن ينجح في امتحانات الدورة الثانية التي لا يقل مستواها بحد أدنى عن الدورة الأولى”.

الياس بو صعب

وقد كشف مصدرنا التربوي أن عددا كبيرا من الطلاب الناجحين في الدورة الثانية حاليا هم من آخذي الأفادات في العام الماضي، الراغبين في الحصول على شهادات حقيقية إضافية ترضي طموحاتهم ولم يكونوا مقتنعين بحل “الافادة” الذي كانت قد اجترحته وزارة التربية العام الفائت ردا على أزمة سلسلة الرتب واضراب الأساتذة ومطالبهم المستعصيّة.

السابق
البقاع: اعتقال نجل مسؤول بحزب الله لتهريبه سلاحاً إلى داعش
التالي
قراءة في حشود مهرجان النبطية