مخيم عين الحلوة: يرموك جديد قريباً؟

عين الحلوة
بعد اعتقال الشيخ الإرهابي أحمد الأسير تناقلت الوكالات أخباراً تفيد أن المجموعات الإسلامية المتطرفة في مخيم عين الحلوة بصدد الانتقام من هذه العملية من خلال افتعال حوادث في المخيم المذكور بعد الاشتباه بدور أحد الأطراف الفلسطينية في عملية تسليم الأسير، ويمكن توسيع نطاق سيطرتها الجغرافية على مساحات جديدة من المخيم.

كما كان متوقعاً فقد حصلت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، لكن ما لفت الانتباه هو نوع الأسلحة الحديثة التي استعملتها المجموعات الاسلامية ضدّ حركة فتح من مدافع هاون وقذائف صاروخية متطورة، ما أفسح المجال للسؤال عن كيفية حصول هذه المجموعات على أسلحة متطورة وحديثة بشكل سريع، ولم تظهر هذه الأسلحة خلال الاشتباك الذي حصل بعد قتل طلال الأردني.

يقول مصدر فلسطيني يتابع وضع هذه المجموعات: إن اللافتة الإسلامية المرفوعة من قبل بعض المجموعات هي غطاء ولعلها لمصلحة أجهزة أمنيّة محليّة وإقليميّة ويخضع عمل هذه المجموعات لأوامر تلك الأجهزة وحسب الاتجاه المطلوب منها.

ويضيف المصدر: هل نلاحظ أن محاولات التفجير الأمني في مخيم عين الحلوة يتزامن مع تطورات عسكرية يشهدها الوضع السوري وخصوصاً في محيط العاصمة دمشق. درعا محاصرة من المعارضة، التي تقول إنها لا تريد دخولها حتى لا تتحول المدينة إلى هدف للنظام يدمرها بالبراميل المتفجرة.

مخيم عين الحلوة تحوّل إلى مشكلة ستؤدّي الى تدميره لأهداف إقليمية، فيتحول بذلك إلى يرموك آخر

لكن الحقيقة أن الذي يمنع دخول المعارضة إلى درعا هو واشنطن، التي تناقش الوضع السوري مع إيران وتقول إنها القادرة على إسقاط درعا وبالتالي يصير النظام السوري في وضع حرج وينتقل إلى خط الدفاع الأول عن دمشق الذي لا يبقى إلا 8 إلى 10 كلم عنها. وعبر الكسوة، الشيخ سكين – الضمنين، خان الشيخ وقطنا. وبالتالي فإنّ واشنطن تمارس ضغطاً لفرض شروطها عبر استخدام ورقة درعا.

من جهة أخرى أدركت طهران ودمشق أن هناك تحولاً أولياً في الموقف الروسي من خلال الإعداد لمؤتمر جنيف 3 ومن خلال الإشارات المتناقضة التي تطلقها الدبلوماسية الروسية بخصوص المرحلة الانتقالية والإفصاح صراحة عن ارادتها لدور ما للرئيس بشار الأسد في المستقبل.

هذان الهدفان دفعا النظام السوري وحلفائه إلى تصعيد الوضع في الزبداني بأسرع وقت ممكن وتدمير مدينة دوما لأنها تشكل خلفية الجبهة الأهم وهي جبهة جوبر – العباسيين.

ما لفت الانتباه في عين الحلوة هو نوع الأسلحة الحديثة التي استعملتها المجموعات الاسلامية ضدّ حركة فتح

هذا الوضع كشف لأركان النظام السوري أنهم سيكونون في وضع صعب إذا حقّقت المعارضة إنجازاً في درعا وصموداً في الزبداني لأن ذلك سيجعل النظام يذهب إلى جنيف 3 وهو في حالة ضعف ووهن شديدين.

ولكن ما علاقة ذلك بمخيم عين الحلوة؟
يوضح المصدر: يبدو أن النظام السوري وحليفه حزب الله لم يستطيعا جر الجيش اللبناني إلى معركة القلمون وفق ما خططا إليه، فالبديل جاهز وهو بزجّ الجيش اللبناني في معركة عين الحلوة التي لا تريدها قيادة الجيش العسكرية السياسية وهي معركة ليست أقل من معركة نهر البارد. وإذا كان موقف الجيش اللبناني الرسمي هو عدم الدخول في هذه المعركة، فيبدو أنّ هناك اتجاهات تسعى إلى ذلك، ويبدو أنّ جرح عين الحلوة سيبقى مفتوحاً وأنّ مسألة إمداد المجموعات الإسلامية بالأسلحة والذخائر مستمرة لإغراق الجيش اللبناني في رمال المخيم فيدفع أهالي المخيم أيضا ثمن معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

عين الحلوة

هل يمكن القول إن مخيم عين الحلوة تحوّل إلى مشكلة ستؤدّي الى تدميره لأهداف إقليمية، فيتحول بذلك إلى يرموك آخر؟ لننتظر وسنعرف.

السابق
لطيفة التونسية تفقد صوتها لـ15 يوماً
التالي
ما هو سرّ اعلان افتتاح سفارة ايران في تل أبيب؟