ما هو سرّ اعلان افتتاح سفارة ايران في تل أبيب؟

اسرائيل ايران
ميترا فرهمند، صحافية إيرانية تعيش في فلسطين المحتلة. كتبت للصحافة الإيرانية مقالة حول الملصق العملاق للعلمين الإيراني والإسرائيلي، الذي رفع على مبنى قديم معروض للبيع، مؤلف من ست طبقات في وسط مدينة تل أبيب، يعلن بالعبرية "الفصحى" افتتاح السفارة الإيرانية قريبا في تل أبيب.

كتبت فرهمند: انكشف أخيرا سر الملصق الإعلاني الكبير، الذي رفع على جدار مبنى قديم في وسط تل أبيب، بعنوان “قريبا افتتاح السفارة الإيرانية هنا”.

فقد أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر الخميس الماضي، أن هذا الملصق هو ليس أكثر من دعاية في الواقع، لفيلم كوميدي إسرائيلي، سوف يبدأ عرضه بعد أسبوعين في صالات السينما في البلاد.

كما أنه يوجد في أسفل الملصق رقم هاتف خلوي لأحد المشتركين في تل أبيب، لكن لا أحد يجيب عليه، في حال الاتصال، لذلك لم تتمكن الصحيفة من التواصل مع صاحب الرقم، الذي لا بد أن يكون هو من وضع هذا الإعلان.

ينتظر الرأي العام الإسرائيلي من الديبلوماسية الإيرانية موقفا ليس أقل من موقف نجاد “الجريء”، ليضغط على حكومته من أجل السلام

وبناء على بعض المعطيات التي حصلنا عليها لاحقا، تبين أن صالات السينما في إسرائيل على موعد حقيقي بعد أسبوعين، مع عرض فيلم كوميدي يتناول بسخرية لاذعة سياسات دولة إسرائيل وردود فعلها اتجاه الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الست.

وقيل إن القيّمين على الفيلم اختاروا عمدا، الترويج لفيلمهم الكوميدي، بهذا الشكل الصادم، وذلك لجذب انتباه رواد السينما، واستنهاض فضولهم، ليس أكثر.

ايران اسرائيل

من جهة أخرى، تكهّن عدد من وسائل الاعلام الإسرائيلي بعد رؤية هذا الملصق الإعلاني، أن شريحة كبيرة من الفنانين الإسرائيليين ومشجّعي السلام في البلاد، هم من وضع هذا الملصق، بغية تخفيف الاحتقان السياسي ما بين حكومتي إسرائيل وإيران، وتحضير عين المشاهد الإسرائيلي على تقبل واقع قد يفرض نفسه في المستقبل، خصوصا أولئك المستائين من الاتفاق النووي.

لكن المعلومة الأكثر انتشارا وقبولا لدى الرأي العام الإسرائيلي أن هذا الملصق هو دعاية لفيلم كوميدي يتم الترويج له بهذه الطريقة.

وقد علق المخرج السينمائي الإسرائيلي درور شاوول صاحب الفيلم الكوميدي “فلافل نووية” على الملصق الإعلاني بالقول: “إنها طريقة مبتذلة للترويج لفيلم”، مضيفا “الشباب اليوم، في كل دول العالم، يشبهون بعضهم بعضا، ولا يريدون أن يتحاربوا”، متنميا أن “يخرج من إسرائيل طرف وكذلك من كل دول العالم، ينهي الصراعات ويقول لا غلبة لطرف ضد آخر”.

وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن الحديث عن إيران في إسرائيل قد ازداد بشكل لافت، واحتلت إيران مساحة كبيرة في وسائل الاعلام الإسرائيلية على أنواعها، حتى في الدعايات التجارية، هناك إشارات ضمنية وأخرى واضحة إلى إيران.

بعض الدعايات التجارية والعروض الكوميدية الليلية “الشانسونييه” صارت تستخدم اللهجة العبرية لليهود الإيرانيين المطعمة بلفظ حروف اللغة العبرية باللسان الفارسي، كدليل كما تشير العروض والدعايات على خبث الإيراني ولو كان يهوديّا يعيش في إسرائيل.

قبل تولّي الشيخ حسن روحاني رئاسة الجمهورية الإسلامية، كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد مادة كوميدية دسمة للاعلان والاعلام الإسرائيلي على حد سواء، لكن بعد الموقف المستهجن الذي أعلنه نجاد في أحد اجتماعات منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، حيال “الهولوكوست” تعدّل المزاج الإسرائيلي وأقلع عن السخرية من هذا الرجل.

حاليا، ينتظر الرأي العام الإسرائيلي من الديبلوماسية الإيرانية موقفا ليس أقل من موقف نجاد “الجريء”، ليضغط على حكومته من أجل السلام مع هذه الدولة “إيران” غير العربية، التي تجمعها بإسرائيل مصالح وهموما مشتركة على رأسها «العداء للعرب»، هذا عدا الامتنان الذي يكنه شعب إسرائيل للامبراطور الفارسي «كوروش» العظيم الذي أنهى بميثاق تاريخي السبي البابلي لليهود.

الإسرائيليون الآن، ينتظرون الإمبراطورية الإيرانية لوضع حد لسبيهم السياسي في المنطقة، فمتى يصبح الحلم واقعا؟

السابق
مخيم عين الحلوة: يرموك جديد قريباً؟
التالي
الراي: «حزب الله» الى الشارع اذا استمر تجاهل عون