كلٌّ حمل صليبه ومشى

يوم السبت الفائت، نزل عشرات الألوف من اللبنانيين إلى الشارع، ليس احتجاجاً على سوء إدارة النفايات من قبل السلطة وحسب، بل ليعلنوا قرفهم من نظام المحاصصة الغنائمي، بعد أن وصل النظام الطائفي إلى طريق مسدود، لا حلول عنده على المستوى السياسي وقد أثبت أن الحاكمين ما زالوا عاجزين عن التوصل إلى تسوية ما، وأن النهب للمال العام هو الهدف والمرتجى ولا خطط لديه لمعالجة المشاكل الاجتماعية سوى رمي الفتات للزبائن.

أجرت وسائل الإعلام مقابلات عديدة، لم يتفق فيها اللبنانيون على هدف واحد، كل واحد يطرح مشكلته مع السلطة، تحوّلت النفايات إلى عنصر توحيد بين اللبنانيين بعد أن فاحت روائحها وأزكمت أنوفهم في حين يجهد الزعماء للتوصل إلى محاصصة تجعل من النفايات كنزاً يجري الصراع بينهم على نهبه.

المواطنون طرحوا أوجاعهم من الكهرباء، الماء، الضمان، الرعاية الصحية ولم يغفلوا باباً إلاّ وأشاروا إليه، ساحة الشهداء تحولت إلى ساحة مشتركة عابرة للطوائف، وفتحت أبواب الانفكاك عن الطوائف ليعلنوا مواطنيتهم التي هي حركة نضالية مستمرة للوصول إلى حقوقهم على المستويات كافة وعلى مساواتهم في الغنم وفي الغرم.

لم تكن هناك أهدافاً محددة في التحرك، حتى المطالب التي أعلنت يدور حولها نقاش طويل، الأهم أن اللبنانيين من الطوائف كافة اكتشفوا أن مصالحهم مشتركة ولا خيار لديهم سوى الوحدة. وأن الصليب واحد لذا حمل كلّ واحد منهم صليبه ومشى يدق على الباب ليخلصه كي تجتاز الجماهير طوائفها وتبدأ ببناء دولة مدنية ديمقراطية.

السابق
وزير البيئة يعلق عمله في اللجنة الوزارية الخاصة بملف النفايات
التالي
أغنية غريبة تمجّد جبران باسيل.. واللبنانيون يسخرون