تذكّروا هذا اليوم: 29 آب 2015

هل سيكون اليوم مع حلول ساعات المساء الأولى، يوماً مفصلياً في مسار الحراك المدني الشعبي، أو "تاريخياً" بتعبير الحملات المنظمة لهذا الحراك؟

ساحة الشهداء ستكون مساء اليوم على موعد مع 29 آب الذي سيدخل “نادي” التجمعات والتظاهرات الضخمة التي تعاقبت على هذه الساحة الرمز للانتفاضات والثورات المحمولة بمد شعبي ولو اختلفت ظروف ومنطلقات كل منها، الحراك الشعبي الذي سيشهده وسط بيروت اليوم فصلاً جديداً من فصوله مع التظاهرة التي دعت اليها حملة “طلعت ريحتكم” انطلاقاً من وزارة الداخلية وصولاً الى ساحة الشهداء، في ظلّ استنفار وجهوزية امنية تامّة لحماية المتظاهرين والاستقرار والسِلم، وقطع الطريق امام إمكان دخول المندسين مجدداً على خط التخريب.

ما ستشهده الساحة اليوم يؤذن بحدث شعبي كبير تبعاً لطلائع الاستعدادات الجارية له والمناخ الذي يسود الحمى الشعبية التي اشعلتها التحركات المتعاقبة لهيئات في المجتمع المدني بدءاً بالحملة التي اطلقت نفير التحرك الشعبي واستقطبت بسرعة التأييد المتدحرج منذ اسبوعين أي حملة “طلعت ريحتكم” التي سرعان ما انضمت اليها حملات وهيئات عدة تحمل تقريباً الشعارات نفسها في مناهضة السلطة السياسية ورموزها ومجمل الطبقة السياسية، منها #بدنا_ نحاسب،#حركة _ قرفانين ، ‫#‏حلوا_عنا ، #عالشارع، #الشعب_يريد وغيرها. “الاحتفال” بالتوائم المتشابهة في أفكارها وأهدافها غداً السبت عند الساعة السادسة، الشعب اللبناني كله مدعو إلى ساحة الشهداء للمباركة.

واذا لم تكن التظاهرة الكبيرة المنتظرة هي الاولى تشهدها ساحة الشهداء أو ساحات بيروت على خلفية اجتماعية تحديدا اذ سبقتها في حقب سابقة تحركات نقابية مماثلة، فان الحدث المنتظر يضع حركة الهيئات المدنية التي ترفع لواءه وما ستستقطبه من جموع أمام مشهدية شعبية ستترك أثرها الكبير على مجمل الاوضاع الداخلية سواء منها التي تتعلق بواقع الازمات الاجتماعية التي تحاصر اللبنانيين او في ما يتصل بانعكاسات هذه “الانتفاضة الاجتماعية ” على الازمة السياسية والحكومية.

طلعت ريحتكم
كما ان مختلف القوى السياسية تبدو وفق “النهار” في حال ترقب لما سيحصل اليوم وقراءة دلالاته، علماً ان الحملات الحادة التي تشنها بعض الهيئات المشاركة في التحرك الاحتجاجي بلغت ذروة غير مسبوقة عشية التظاهرة وتمثل بعض مظاهرها في رفع صور لجميع الزعماء اللبنانيين الاساسيين عند نصب الشهداء ليل أمس حملت شعارات بعضها ساخر وبعضها الآخر يتضمن اتهامات بالفساد.

وبالرغم من أن كثراً من المنظمين يعتبرون أن كل هذه المطالب محقة، إلا أنه كان لا بد من حصر الأهداف. ولذلك أسباب عديدة أولها اقتناعهم بأن “السلطة الحاكمة صارت جسداً ميتاً، فلا مجلس النواب شرعي ولا مجلس الوزراء قادر على الحكم ولا رئاسة الجمهورية موجودة”. وبالتالي، فإن “بقاء هذه السلطة أو رحيلها لن يغير”. وثانيها أن المطلوب إحياء الدولة لا القضاء عليها. يحرص المنظمون، بلسان قياداتهم التي باتت معروفة، على التأكيد أن هدفهم ليس الفوضى بل التمسك بالمؤسسات، من خلال إعادة العمل بالدستور والقوانين

السابق
والد يقتل ابنه في برجا لأسباب شخصية!
التالي
لأن الضاحية ليست خزاناً للموت سننزل