هل هزّت #طلعت_ريحتكم عرش نبيه بري؟

للمرّة الأولى منذ تولّيه رئاسة المجلس النيابي منذ أكثر من ٢٠ عامًا، شعر الرئيس نبيه بري أنّ الشعب فعلاً يريد التغيير. كان هدف مسيرة يوم السبت ٢٣ آب التوجه من ساحة رياض الصلح إلى ساحة النجمة، حيث مقر المجلس النياني. يومها كانت التظاهرة عفوية شعبوية وسلمية تطالب بحلّ نزيه وجذري لمشكلة النفايات بعيدا عن المحاصصة الطائفية والفساد السياسي.

ماذا حصل؟

لبّى الشعب نداء شباب حملة “طلعت ريحتكم” على التواصل الاجتماعي، واحتشد الآلاف عند الساعة ٦:٠٠ مساء في ساحة رياض الصلح. الساعة ٧:١٥ بينما كان المتظاهرون يحاولون بطرق سلمية اختراق الحواجز للوصول إلى ساحة النجمة. فتح عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي خراطيم المياه على المتظاهرين وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة على النساء والاطفال.

إقرأ أيضاً: أحمد بيضون عن #طلعت_ريحتكم: عن كذب إسقاط النظام والاندساس

هذا بالإضافة إلى الرصاص المطاطي الذي أصاب عدد من الناشطين بجروح طفيفة. ومن ثم بدأت رشقات الرصاص الحي تسمع من حول المجلس النياني. سأل المتظاهرون الجيش اللبناني لماذا تطلقون النار علينا؟ أجابوا إنه ليست لديهم أي أوامر بإطلاق الرصاص. بعدها علمنا أن حرس المجلس النيابي هم من أطلقوا الرصاص في الهواء لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة النجمة.

ردًا على تلك الممارسات القمعية، إعتصم الناشطون في ساحة رياض الصلح وأمضوا الليل في الساحات مطالبين بمحاسبة كل من أطلق النار على المتظاهرين، ليستيقظوا يوم الأحد على واقع جديد وأوجه جديدة لم يروها خلال الأسابيع الماضية من حراك طلعت ريحتكم.

قوى الامن اعتصام رياض الصلح

منذ الصباح الباكر توافد عدد كبير من مناصري المقاومة إلى ساحة رياض الصلح للإدلاء بتصاريح لا علاقة لها بمطالبة حملة طلعت ريحتكم، ولم يستثنوا أي وسيلة إعلام مرئي موجودة في الساحة إلا وعبّروا عن مطلبهم من خلالها وهو إسقاط حكومة الرئيس تمام سلام. لم يعد باستطاعة شباب حملة #طلعت_ريحتكم السيطرة على الوضع أو على الرسائل خصوصًا أنّهم طالبوا أيضا باستقالة الحكومة. فاختلطت الأوراق.

http://www.youtube.com/watch?v=vOqQYc10qAk

المفارقة الأساسية بين السبت والأحد، أنّ حرس المجلس النيابي لم يطلقوا رصاصة واحدة لتفرقة المتظاهرين كما فعلوا يوم السبت أمّا قوى الامن بدورها مارست مستوى عال من ضبط النفس بعدما تعرض لها شبان يهتفون بعبارات طائفية على مسمع الجميع. استفز هؤلاء الشبان معظم المتظاهرين والقوى الأمنية بألفاظهم النابية والطائفية الموجهة الى رئيس الحكومة وتحول الحراك من حراك مدني سلمي مطلبي من ساحة رياض الصلح باتجاه ساحة النجمة الى أعمال شغب وعنف باتجاه السرايا الحكومي.

اعتصام رياض الصلح

لعلّ الرئيس نبيه بري شعر بأن حراك يوم السبت يستهدفه ويستهدف مركزه ومؤسسته التي لا نجرؤ حتى على التفكير بأن تترأسها أي شخصية أخرى. يوم الأحد، وبعد انسحاب حليفه التاريخي وليد جنبلاط من دعمه لحملة طلعت ريحتكم، نجح الرئيس بري بتصويب الحراك باتجاه السرايا الحكومي للمطالبة بإسقاط الرئيس تمام سلام بدلا من توجه المتظاهرين الى ساحة النجمة.

إقرأ أيضاً: #طلعت_ريحتكم: أتركوا الشللية وقدّموا برنامجاً

في لبنان اعتدنا ألا نسمي الاشياء بأسمائها. اعتدنا أنّ نجلس وراء شاشات التلفزة ونستمع الى ما يسمى بالمحللين ونبدأ بالتنظير السياسي على التواصل الاجتماعي، دون أي معاينة ميدانية. من ثم يأتي الاعلام وأجندته وينسف كل الحقائق ويركب سيناريوهات تخدم مصالح حزبية وطائفية. أصبحنا شعباً مقسماً طائفياً الى حد أنّ البعض يظن أن الرئاسات الثلاث تعني الطائفة المعنية فقط، فينتفض السنة في بيروت وطرابلس وسعدنايل لدعم رئيس الوزراء بوجه الحملة الشيعية التي يتعرض لها من قبل المدافعين عن رئيس مجلس النواب، ليطل علينا الزعماء المسيحيين بمطالبة إجراء انتخابات رئاسية.

السابق
خروقات ليلية لوقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة
التالي
ليلة القبض على «طلعت ريحتكم»