سيلامس 30 وربّما 15 دولاراً: انهيار أسعار النفط سيدمّر الاقتصاد العالمي

النفط
يتوالى انخفاض اسعار النفط بشكل متسارع ليلامس حدود الخطر، فبعد وصوله إلى 40 دولاراً يبدو أنّنا قد نسمع بالرقم 30 قريباً. ويبدو أنّ الخطر الذي يخشى منه هو أن يؤدّي هذا الانخفاض القياسي الى انهيار اقتصادي عالمي يشمل الدول المنتجة والمستهلكة للذهب الأسود على حدّ سواء.

تحت عنوان “أسعار النفط تهبط قرب حد الخطر” قالت محطة “سكاي نيوز” إن “أسعار النفط الهبوط لتصل إلى أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية الأخيرة نتيجة زيادة العرض عن الطلب ووصول المخزونات التجارية إلى حدها الأقصى مع استمرار انتاج النفط الصخري في أميركا الشمالية”.

هذا وقد هبط الخام الأميركي الخفيف (غرب تكساس) إلى قرب حاجز 40 دولارا للبرميل بينما هبط خام برنت نحو حاجز 45 دولارا للبرميل، بعد صدور ارقام المخزونات الأميركية الأسبوعية.

وارتفع مخزون الخام التجاري في الولايات المتحدة إلى أقصى حدّ مع توفر المعروض الرخيص وقلة السحب منه، خصوصاً أنّ انتاج النفط والغاز الصخري لم يهبط كما كان متوقعا وذلك لان كلفة استخراجه انخفضت بدورها.

ويرى مراقبون ومحللون في سوق الطاقة أنّ حاجز 40 دولاراً للبرميل يعدّ حدّ الخطر بالنسبة إلى الدول المنتجة والمصدّرة ولشركات الطاقة الكبرى على السواء.

ارتفع مخزون الخام التجاري في الولايات المتحدة إلى أقصى حدّ مع توفر المعروض الرخيص وقلة السحب منه

محطة الـCNN الأميركية فجّرت مفاجأة من العيار الثقيل عندما توقّعت أن يصل سعر برميل النفط الى 15 دولاراً. وقالت محلّلة الوجه السياسي للأزمة إنّه “في الوقت الذي انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياته، تشعر المملكة العربية السعودية بالقلق من الدفعة التي يمكن أن تعطيها صفقة إيران وأمريكا النووية لمنافستها الإقليمية الإيرانية في صراع السلطة الاقتصادية من خلال السيطرة على إنتاج النفط. فقد انخفضت أسعار النفط انخفاضا حاداً مؤخرا، ويتوقع الخبراء من الجمعية الأمريكية للسيارات بأن يستمر انخفاض سعر النفط حتى يصل إلى 15 دولارا للبرميل”.

ونقلت “CNN” عن الاقتصادي الأمريكي ديفيد كوتوك، أنّ “تدني أسعار النفط بالإضافة الى ارتفاع الإنتاج إلى أعلى معدل في التاريخ هو أفضل سلاح للسعوديين. حيث ان لديهم احتياطات للبقاء في القيادة لسنوات عدّة آتية”. في المقابل، لا تتمتع إيران بالمرونة المالية نفسها، لذلك تحتاج إلى رفع الأسعار لجني الارباح. وأضاف كوتوك أنّه “مع انخفاض الأسعار، يحرم السعوديون عدوّهم على الجانب الآخر من الخليج من المال. وهذه هي حرب النفط”.

النفط
ويتوقّع خبراء اقتصاديون أنّه في حال انخفض سعر برميل النفط تحت ٤١ دولارا للبرميل لأيام عديدة ان يستمرّ في هبوطه بسرعة إلى ٢٩-٣١ دولارا للبرميل، أو حتّى أقل من هذا، خلال أشهر قليلة، وهذا سيؤدي إلى إنهيار في جميع أسعار البورصات العالمية، وهبوط في أسعار الذهب و الفضة (بالدولار)، وارتفاع في أسعار صرف الدولار بالنسبة لجميع العملات العالمية، ورخص أغلب السلع والعقارات والأسهم العالمية (بالدولار).

تشعر المملكة العربية السعودية بالقلق من الدفعة التي يمكن أن تعطيها صفقة إيران وأمريكا النووية لمنافستها الإقليمية

والجدير ذكره أنّ انخفاض سعر النفط سيضطرّ الدول المنتجة للنفط إلى إنتاج المزيد من النفط، لتعويض انخفاض مواردهم، فينخفض السّعر أكثر، وفي النهاية فإنّه لا مفرّ حسب هؤلاء الخبراء من مواجهة “انهيار اقتصادي عالمي”، توقيته سوف يبدأ حتما، وسيحدث بعد انهيار أسعار النفط مباشرة.

السابق
الرياض: التقارب الخليجي – الإيراني ليس مستحيلاً
التالي
سقوط عدة قذائف صاروخية في منطقة الجليل الأعلى