صيدا وعين الحلوة: هدوء بعد اعتقال الأسير والقوى الإسلامة صامتة

على وقع الهدوء الامني الذي تعيشه مدينة صيدا وأجوائها الفلسطينية، تحبس القوى السياسية اللبنانية انفاسها بانتظار إماطة اللثام عن التحقيقات التي سيدلى بها أبرز المطلوبين الى العدالة اللبنانية الشيخ احمد الاسير. ذاك الذي اوقفته قبل يومين المديرية العامة للامن العام، فيما بدا مخيم عين الحلوة غير مبال كثيرا بتوقيفه.... ويعيش اجواء طبيعية على اعتبار ما جرى شأنا لبنانيا بحتا.

وقد توقعت مصادر صيداوية، في حديث لجنوبية، ان تحافظ مدينة صيدا على هدوئها بعيدا عن اي ردة فعل، لتثبت مجددا ان حالة الاسير فيها “شاذة” ولم يكن لها بيئة حاضنة. واذا كانت اعترافاته ما زالت طي الكتمان لدواع امنية، فإن ما تسرب منها اشار بوضوح الى انهيار “مملكته الخاصة”. بعدما لوحظ من بعض اعترافاته اليأس والاحباط الذي وصل اليه على كل المستويات النفسية والشخصية والعامة فيما يتعلق بالحالة السنية في لبنان. تلك التي عبر عنها في وصيته الاخيرة التي نشرها اتباعه بعد القاء القبض عليه بوقت قصير. وكانت مسبوقة بتغريدة في الجو نفسه على حسابه الشخصي على توتير. بينما اكد امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود في بيان وزعه أن “مشروع الأسير المزعوم لم يكن يمثل اهل السنة فقهياً ولا سياسياً ولا مصلحيا”. وأطلق حمود على اللواء عباس إبراهيم لقب “الأسد الحكيم”.

إقرأ أيضاً: هذه اعترافات الأسير.. وقد تعاون مع المحقّقين

ميدانيا، داهمت شعبة معلومات الجنوب في المديرية العامة للأمن العام محلا للإلكترونيات في صيدا واوقفت المدعو (حسام ر.) لارتباطه بالشيخ الأسير، وهي رابع عملية مداهمة يقوم بها الامن العام، الاولى في عبرا حيث جرى توقيف (احمد ع.)، والثانية في المدينة الصناعية الجديدة في سينيق وشملت محلا لتصليح الاشكمانات يعود الى (عبد ش.)، والثالثة في منطقة سيروب تتعلق بأحد المقربين منه.

 

واشارت مصادر امنية إلى ان المداهمات ستتواصل لإلقاء القبض على كل الاشخاص الذين كانوا يساعدون الاسير في الآونة الاخيرة، اضافة الى عدد من المطلوبين منذ احداث عبرا. فيما لوحظ ان الجيش اللبناني شدد من اجراءاته الامنية عند حواجزه العسكرية عند مداخل مخيم عين الحلوة منعا لفرار اي مطلوب اليط داخله.

أحمد الأسير

وشهدت المدينة لقاء روحيا في مكتبه في دار “الافتاء الاسلامية” بين مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وبين وفد من “هيئة العلماء المسلمين” في صيدا برئاسة الشيخ مصطفى الحريري، وجرى البحث بتوقيف الاسير وكان تأكيد مشترك على رؤية واحدة من اجل الحفاظ على كرامة وحريات وحقوق الناس على كل المستويات.

 

وقالت مصادر اسلامية ان العلماء قرروا “التزام الصمت” وعدم التعليق على عملية التوقيف وانهم ليسوا بصدد القيام بأي تحرك احتجاجي او تصعيد. بينما قال المفتي سوسان: “نحن وهيئة العلماء حريصون على وحدة الصف وعلى رفض الفتن وعلى لم الاوضاع وعلى استقرار هذه المدينة ونموها وعدم المساس بشبابها ورجالها، هذه المدينة التي ما تخلت يوما عن مشروع الدولة وعن النظام وعن القانون متساوية مع غيرها في كل المناطق اللبنانية”.

 

مقابل هدوء صيدا السياسي والامني، انصرف ابناء مخيم عين الحلوة الى حياتهم الطبيعية وما زالت هواجس الخوف والقلق تؤرق يومياتهم بعد الاحداث الامنية الاخيرة التي وقعت فيها، ومنها اغتيال قائد كتيبة شهداء شاتيلا العميد الفتحاوي طلال بلاونة (الاردني).

إقرأ أيضاً: عيترون مجددا: مراهق ممن ضربهم مناصرو حزب الله توفي متأثراً بجراحه

ورصدت مصادر فلسطينية هدوءا لافتا من “القوى الاسلامية” في المخيم، المعتدلة منها والمتشددة على حد سواء، إذ لم يطرح مجرد التعليق على توقيف الاسير، ما يشير الى ان الموضوع يتجه نحو حصره بالشأن اللبناني، بعيدا عن احتمال صدور ردات فعل من قبل انصار الاسير المتوارين في المخيم بعد رسالة فلسطينية واضحة بضرورة التزام الهدوء وعدم القيام بأي عمل امني او ردة فعل تجر المخيم الى التوتير او التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية… فيما علمت “جنوبية” ان الفنان المطلوب للعدالة فضل شاكر لم يبدل مكان اقامته وبقي فيه وسط اجراءات احترازية اضافية.

السابق
الحرس الثوري الإيراني يطالب بإعادة البحرين لإيران
التالي
عيترون مجدداً: مراهق ممن ضربهم مناصرو حزب الله توفي متأثراً بجراحه