14 آب …يوم مجيد حقا

عندما عدت وأهلي الى منازلنا التي سوّيت بالأرض في مثل هذا اليوم  صباح 14 آب 2006، أحصينا دمار 17 مبنى في حيّنا الذي كنا نقطنه في منطقة حارة حريك – بئر العبد، وهو كان يضمّ عددا من المراكز التابعة لحزب الله أشهرها مركز المكتب السياسي للحزب، اضافة لمكتب حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الذي دمّر بدوره وكان يقع في بناية خلف المبنى المنهار الذي كنا نسكنه.

12 تموز كان تاريخا لحرب مدمّرة، أعقبها بعد 33 يوما اعلان وقف لإطلاق النار أنهى الموت والدمار القادم من الجوّ، وجمعنا مع الأهل والجيران لنتعانق ونحتفل بسلامتنا فوق ركام بيوتنا المدمرّة، مشاعرنا التي كانت قد سادتها النقمة والإحباط والغضب اختفت تحت وطأة هذا السّيل العارم من الدفق الإنساني الجامع.

14 آب ذكرى يوم مجيد وانتصار شعب لا انتصار حزب فقط، فمنّا من قاتل ومنّا من نزح ومنّا من آوى، شعب لبنان كلّه تضامن مع نفسه ومع مقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي رافضا الحديث عن أسباب هذه الحرب ومن هو المسؤول عن اندلاع شرارتها، لأنّ لحظات البطولة تستوجب عدم طرح الأسئلة، بل تستوجب التوحّد من أجل مقاتلة العدوّ الغازي.

السابق
تظاهرة وزارية داخل الحكومة.. المستقبل لوزراء التيار: يا عيب الشوم
التالي
تامر حسني يتعرض لسطو مسلّح في لبنان