عون يكرّر فشله في الشارع

عاد عون مجدداً إلى الشارع لكن مستوى البرودة في حراك أمس لم تتبدل من حيث ضآلة العدد وقلّة التأثير وأي تحرّك جديد لن يقدّم ولن يؤخّر.

لم يرق التجمع العوني الذي احتشد مساء أمس أمام نصب الشهداء في وسط بيروت الى الحشود التي عرف بها “التيار الوطني الحر” منذ نشأته. فبدا كالمشهدية السابقة المحدودة التي حصلت قبل أسابيع عبر تظاهرة العونيين امام السرايا الحكومية. لكن التجمع مرّ بسلام ومن دون اشكالات أمنية، بل استرعت انتباه المراقبين المرونة الأمنية التي واكبت التظاهرات السيارة والتجمع في ساحة الشهداء الذي استمر أكثر من ساعتين. ولم يحدّد “التيار الوطني الحر” موعد التحرّك التالي ومكانه، فيما تردّد أنه لن يتزامن مع جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم بل ربما تلاها.

المعنيون في “التيار” يدرجون الموجة الجديدة من الاحتجاجات في الشارع بحسب النهار بأنها في إطار طلائع تحرّك متدرج وتصاعدي، فإن التجمع الذي حصل أمس عقب تظاهرات سيارة وفدت الى ساحة الشهداء من مناطق عدة، بدا في بعده السياسي بمثابة ربط نزاع فوري بين زعيم التيار النائب العماد ميشال عون وجلسة مجلس الوزراء اليوم.

وكلّ التقديرات أجمعَت على أنّ الحشد كان متواضعاً، رغم التعبئة السياسية التي رافقَته وقيادة رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون شخصياً له. ومِن الواضح أنّ كلّ ما كان يريده عون هو التعويض عن المشهدية الشعبية السابقة، كونه يدرك أنّ آفاق التغيير مسدودة، والتأكيد على قدرته على الحشد من أجل التحذير من محاولة تجاوزِه في استحقاقات مستقبلية.

فأشارت “اللواء” إلى أن محازبو “التيار الوطني الحر” ومناصروهم لم يتجاوزوا 750 عنصراً (وفقا لمعلومات امنية) أو اقتصر العدد على ألف شخص (وفقاً لتقدير خبير في الحشود المهرجانية). وانتهى التجمع قبيل الثامنة مساءً، وعاد الذين شاركوا في العراضة السيّارة من حيث جاؤوا باستثناء منطقة الشمال التي لم تشكّل استجابة ملحوظة باستثناء بعض مناطق البترون، وسط تهويل باستئناف التحرّك وصولاً إلى “تسونامي” غامض لم يشأ مُنسّق “التيار الوطني الحر” بيار رفول الكشف عن طبيعته لأسباب ليس أقلها انعدام طبيعة هذا “التسونامي الموهوم”.

 

تعليمات للقوى الأمنية باستيعابهم

كما واتّخذت عناصر قوى الأمن الداخلي تدابير أمنية مشددة أمام مبنى السراي الكبيرة في بيروت بالتنسيق مع وحدات الجيش التي انتشرت وحداته في قلب بيروت مع بدء تحديد قطاع الشباب في التيار الوطني الحر نقاط التجمّعات في المناطق اللبنانية للانطلاق بتظاهرات سيّارة.  وفيما أعطيت تعليمات للقوى الأمنية من المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص للتعاطي بضبط نفس وعدم السماح باستدراج القوى الأمنية إلى أي مواجهة عبر أساليب الاستفزاز، شوهدت دوريات سيارة لقوى الأمن تجوب الشوارع حفاظاً على سلامة وأمن المواطنين.

 

 

السابق
صور بعد النبطية: يلي هزم إسرائيل عيب تهزمو الكهربا والزبالة
التالي
بدء جلسة مجلس الوزراء