في بيان صادر عن حزب الله تمّ الاعلان عن الغاء زيارة وزير الخارجية الإيراني ضريح الشهيد عماد مغنية، هذه الزيارة التي باتت تقليدا للمسؤولين الايرانيين منذ سنوات عند زيارتهم لبنان.
والسبب كما برّر البيان “ضغط المواعيد: في برنامج زيارة الوزير ظريف.
لم تكن زيارة الضريح في السابق وربما قبل توقيع الاتفاق النووي تحتاج لأكثر من قراءة الفاتحة واخذ الصورة التذكارية، وبالتالي: هل فعلا ضغط المواعيد هو السبب؟
أكثر من مراقب يعتبر ان الأمر يتجاوز ذلك الى نقطتين اساسيتين:
أولاً، ان الوزير الايراني الذي هندس عملية مفاوضات دبلوماسية محترفة مع الدول الغربية، يريد ان يعيد الاعتبار لقواعد واصول العلاقات الدبلوماسية بين الدول، اذ ليس من الاصول الدبلوماسية ان يقوم وزير خارجية دولة بزيارة لضريح شخصية ليست محلّ اجماع رسمي وطني على الاقل، واذا كان لا بد من هذه الزيارة فيجب ان تكون مسبوقة بوضع اكليل على تمثال شهداء لبنان كرمز وطني جامع.
ثانياً، يدرك رأس الدبلوماسية الايرانية المكلف بإدارة العلاقات مع الادارة الاميركية والدول الاوروبية، ان الشهيد مغنية كان أسمه مدرجا على لوائح الارهاب الدولية والغربية. وبالتالي، في لحظة الاختبار المتبادل، يحرص ظريف ان يوجه رسالة غير مباشرة وغير ملزمة له الى هذه الدول يشير من خلالها الى تغيير إيجابي يحبذه الغرب.
عدم زيارة ضريح مغنية من قبل وزير خارجية ايران لا يعني ان غيره من مسؤولين ايرانيين سيمتنعون ايضا عن هذا التقليد… بالتأكيد سنشهد قريبا زيارة مسؤول ايراني للضريح، لكن الأكيد ايضا ان زيارة الضريح لن تكون بروتوكولا ايرانيا في لبنان كما كانت في السنوات السابقة.