ناشطون في «طلعت ريحتكم»: الحملة طلعت ريحتها

طلعت ريحتكم
بالتزامن مع تباطؤ الحكومة بالنسبة لحلّ أزمة النفايات التي ملأت شوارع بيروت ومحافظة جبل لبنان للأسبوع الثالث، انتفض اللبنانيون احتجاجاً على اقتراحات وحلول مؤقتة غير مجدية قدمتها الحكومة، وغصّت الشوارع بالتحركات رفضًا لإستمرار انتشار النفايات في الشوارع، حتى أنها بلغت حدّ مطالبة وزير البيئة بالاستقالة.

«طلعت ريحتكم» عنوان حملة أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي منذ بداية أزمة النفايات، لتتحول الى حراك وتظاهرات في الشارع. استطاعت الحملة أن تحشد أعدادًا كبيرة من المتظاهرين خصوصًا في التحرك الأخير أي السبت في 8 آب.

«طلعت ريحتكم» رفعت شعارات جذبت اللبنانيين الذين كفروا من الوضع الذي وصل إليه وطنهم، خصوصًا بعدما وصل الأمر حدّ العبث بصحة المواطن.

وضعوا مكبرات الصوت ورفعوا صوتها، لتغطي صوت المتظاهرين

منذ التحرك الأول كان لعدد من المراقبين مآخذ كثيرة حول نوايا الداعين والمنظمين للتحرك، خصوصًا أنهم في العلن يظهرون مناهضتهم لفريقي الثامن والرابع عشر من آذار، إلاّ أنّ صفحاتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر عداءهم لقوى 14 آذار مقابل حيادهم تجاه ممارسات قوى 8 آذار. إضافةً إلى أنّ بعضهم يعمل في مؤسسات تابعة لقوى الثامن من آذار.

أمّا في التحرك الأخير أي يوم السبت في 8 آب، تفاجأ المتظاهرون عند وصولهم إلى ساحة رياض الصلح بتجهيز منصة من قبل المنظمين، وإلقاء الخطابات. ومحاولة ظهور المنظمين كقياديين للتحرك، على طريقة فريقي 8 و14 آذار بحسب تعليقات المشاركين.

طلعت ريحتكم

رشا أبو زكي وهي إحدى المشاركات في التحرك كتبت على موقع فيسبوك بعد عودتها من التحرك: «ما فيه أي أمل من أي تحرك إذا استمرت العقلية ذاتها بتنظيم التحركات. سقطت تحركات إسقاط النظام لأن المنظمين اختلفوا على فكرة مين بدو يكون القائد. نزلوا الالاف كرمال قرفهن من الوضع وطلعوا عبيوتهن لأن فيه أشخاص قرروا يوقفو التحركات نسبة لقرارات ذاتية منهن مش أكتر. الشي ذاته شفته رح يتكرر مبارح وبطريقة أسوأ.

– الناس مش نازلين لأنن مآمنين فيكن كمنظمين، وغالبية اللي نزلوا ما بيعرفوكن. الناس اللي كانوا تحت عم يفتشو عن أمل أو عم يحاولو يخترعوه.

– المتظاهرين مش “جمهور” تحتا تحطو مسرح بالساحة وتتنافسو مين بيحكي اكتر. كان فيها تقضى ببيان الحملة من سبيكرفون والله، وبلا الاحتفالات عطريقة الأحزاب.

– لأن اخدتوا المسرح جد واعتبرتوا المتظاهرين جمهور، اندفع بعضكن ليعمل مشاكل مع الناس ويقرر ايمتى بدن يحكو وايمتن بدن يسكتو واذا بيمشو او بيوقفو، ويعمل حاله استاذ مدرسة جفص يعيط ويتنمرد وينهبل.

– كان اسوأ شي صار لمن المنظمين دبكوها مع بعض على الميكروفونات ويعيطو ويتهمو بعض شي بالانتتهازية وشي بالمندسين. الميكروفونات اللي بيوصل صوتها على مجلس النواب من دون اي مبالغة. وبعد سمة البدن والتوتر اللي انخلق فجأة، صرتوا تنطوا عالمسرح وتقولوا: اخوة اخوة؟ عفوا؟ شو مفكرينه ماتش فوتبول؟ الكن يومين عم تقول انو الاحزاب بدها تفشل التحرك، طلعتو قاصدين بعضكم بعضا او شو؟

– الخطاب المش مفهوم شو هوي، اللي انسفق من كم واحد من المنظمين والتهديد عالفاضي وعبارات ما تجربونا وبدنا نعمل ونسوي هول خطابات زعامات هالبلد مش مفروض تكون خطابات اللي ضدن.

يحق للجهة المنظمة السيطرة على التحرك ليكون الجميع صوتا واحدا بوجه من نثور ضدهم، وإن أخطأوا فعندها نحاسبهم

– ما فيها تكون حملات اسقاط النظام او اي تحرك مطلبي عم تندار بعقلية النظام. هيدا اسمه سيستام يا بتكون جزء منه يا براته.

– افشال التحركات والخلافات بين المنظمين صارت شي كتير بشع، ابشع من النظام ذاته، لأنه بيمنع اي تغيير بهالبلد، ومن فشل التحركات بيقوى النظام اكتر. شوفو الاتحاد العمالي شو دوره سلبي، بدكن تصفو حدو عاللايحة، اتفضلو، هيك ما بتسقطو نظام وانما بتسقطو كل امل بالتغيير.#‏طلعت_ريحتكن».

أمّا تمام العلي فقد كتب على فيسبوك «جماعة “طلعة ريحتكن” بيكبوا نفايات على بيت تمام سلام وفؤاد السنيورة، بهاجموا رشيد درباس وبيطالبوا باستقالة محمد المشنوق بحجة أزمة النفايات وبزقفوا لشامل روكوز …… والكهرباء بلبنان ٢٤/٢٤ يعني ما فيها مشكلي حتى يهاجموا وزير الطاقة مثلاً. يعني للحقيقة واضح الجماعة شو مستقلين».

طلعت ريحتكم

أحد المشاركين في التحرك زكريا جابر والذي كان له انطباعاً سلبيًا بسبب بعض الممارسات قال في حديث لـ «جنوبية»، أنّ «حماسة الذين نزلوا الى المظاهرة هو بسبب سلمية الحراك ومدنيّته وبعده عن جميع الأحزاب، إلاّ أننا تفاجأنا يوم السبت عند وصولنا الى ساحة رياض الصلع بوجود مسرح، وإلقاء الكلمات وكأنّهم يكررون تجربة 8 و 14 آذار. ولأننا نريد ثورة لم نتقبل فكرة وجود منصة، ووقوف المنظمين على المنصّة لتوجيه الناس فمن المفروض اننا نزلنا معًا ولم ننزل على أساس وجود قياديين فوقنا، والواضح أن بروز الناشطين في المجتمع المدني عماد بزي وأسعد ذبيان في هذا التحرّك لم يكن عفويا، بل كان مخطّطا له كي يبدو وكأنّ هذين الشخصين هما قائدا هذا التحرّك والمنظمين له، وهذا يشي بتكريس زعامات سياسية جديدة نحن بغنى عنها” وأضاف جابر “كما أنّ الناشطة ألكسندرا الحاج بدت وكأنها مشروع يعدّه عماد بزي لإبرازها كخطيبة ومتحدّثة باسم هذا التحرّك الشعبي وربما التحرّكات المقبلة ».

وتابع جابر «وضعوا مكبّرات الصوت ورفعوا صوتها، لتغطي صوت المتظاهرين، فنحن لم ننزل لنسمع الموسيقى بل لكي يصدح صوتنا ونردّد الشعارات التي آمنا بها وثرنا من أجلها». وأضاف جابر «ومن أكثر الإساءات التي خرجت من المنظمين هو مناداة بعض المتظاهرين بـ”المندسين” لأنهم أطلقوا شعارات تدعو الى اسقاط النظام» وتساءل جابر «من أين أتوا بالمال؟ فالواضح أنّ مظاهرة السبت احتاجت الى مبلغ كلنا يعرف أنّ المنظمين لا يملكوه، ولماذا حصر طلب الإستقالة فقط بالوزير محمد المشنوق؟ فهل لبنان كله بخير والمشنوق هو فقط الفاسد؟».

«الواضح أنّ هدف المنظّمين هو لفت الأنظار فقط، وهو نفسه هدف المموّلين الذين لا نعرفهم حتّى الآن، وإذا كانوا سيستمرون بكذبة التبرعات ففي التحرك السابق وضع صندوق للتبرع لم يجمع فيه أكثر من 50 ألف ليرة في نهاية التحرك. هذه الممارسات دفعتنا الى الإنشقاق عن التحرك والإنطلاق بمظاهرة خاصة تلبي مطالبنا الثوريّة» أكدّ جابر.

وردًا على التشكيك الذي طال منظّمي طلعت ريحتكم حول مصدر التمويل أكدّ الناشط أسعد ذبيان في حديث لـ«جنوبية» أنّ «كل الإتهامات التي أطلقت حول التمويل هي تجنّ سافر، لأن منظمي حملة طلعت ريحتكم ومن بداية التحرك أعلنوا أنّ تمويلهم هو من التبرعات» وأضاف «نحن بصدد تحضير بيان مفصل عن مصادر التبرعات التي وصلت الى 4000 دولار».

طلعت ريحتكم

وعن انتقاد وضع منصّة وإلقاء الكلمات قال ذبيان «كان لا بدّ من تحديد الشعارات التي نزلنا من أجلها الى الشارع وتحديد الأهداف والخطوات اللاحقة، والمنصة هدفها إيصال الصوت وإعلائه وليس الخطاب السياسي كما نشر، أو أخذ دور القيادة. لأنّ هدفنا واضح وهو حلّ أزمة النفايات بالطرق السلمية والعلمية الصحيحة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الملف قضائيًا، واستقالة وزير البيئة محمد المشنوق».

أمّا عن بعض الممارسات التي كان للمشاركين مأخذا عليه، وهي نعت بعض المشاركين بـ«المندسين» أو رفع أصوات مكبرات الصوت لتغطي على صوت الشعارات التي كان يطلقها المتظاهرون أكدّ ذبيان أنّ «هناك ممارسات خاطئة وأنا شخصيًا رفضتها وتمّ تصحيحها على الفور، وأنا لم أقبل أن يطلق على أي من المشاركين صفة أنّه مندس».

وتابع ذبيان «يحق للجهة المنظمة مسك التحرك، لكي يكون للتتحرك صوتا واحدا بوجه من نثور ضدهم، وإن أخطأوا فعندها نحاسبهم»، أمّا عن التهديدات والشعارات التي أطلقوها أثناء إلقاء الكلمات قال ذبيان«هذه الشعارات والتهديدات أطلقناها من أجل أن يعرف المسؤولون بأنهم عندما يتجاهلون مطالبنا سنكون لهم بالمرصاد».

السابق
تيم حسن يرفض نادين نجيم
التالي
الجبير بعد لقائه لافروف: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا