لغز غارة القنيطرة 2: هل كان سمير القنطار هو المستهدف؟

اعلنت بعض وسائل الاعلام اللبنانية والاسرائيلية أن الغارة التي نفذها طيران العدو الاسرائيلي نهاية شهر تموز قبل حوالي 12 يوما على سيارة عسكرية في ريف القنيطرة السوري استهدفت المسؤول العسكري لحزب الله في المنطقة الاسير المحرّر سمير القنطار، فهل كان حقا القنطار هو المستهدف الفعلي من هذه الغارة وان حزب الله تجاهل الغارة اعلاميا لانها فشلت في تحقيق هدفها؟ أم أنه كان للغارة أهدافا أخرى؟

قبل حوالي اسبوعين قتل  3 شبان دروز من لجان الدفاع الوطني السوري بعد تعرض سيارتهم عند مدخل بلدة “حضر”في ريف القنيطرة السوري لصاروخ من طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار. وقالت احدى الصحف اللبنانية انه رافق الغارة الاسرائيلية قصف عنيف على البلدة من مواقع قوات المعارضة السورية من التلول الحمر وشنوا هجوماً على البلدة صده الاهالي.

غير أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت اثر حصول الغارة عن مصادر أمنية قولها حول الغارة، انه خلافا للتقارير المتداولة في الإعلام، فإن الأسير المحرر سمير القنطار وأيا من عناصر الحزب لم يكونوا في السيارة المستهدفة، ولم يكونوا في الأساس هدفا للهجوم. وإستدركت قائلة: إن الحساب الإسرائيلي مع القنطار طويل.

وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد ذكرت ان سمير القنطار قد قتل بالغارة الاسرائيلية في القنيطرة.

وسمير القنطار كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية بعد عملية نفذها عام 1979 حيث قتل عائلة هاران في نهاريا شمال اسرائيل.

وفي عام 2008 وضمن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله، تم الإفراج عنه بعد أن أفرج الحزب بالمقابل عن 3 جثث لجنود اسرائيليين كان قد اسرهم في 12 تموز 2006 اندلعت على إثرها الحرب التي استمرّت 33 يوما بين اسرائيل وحزب الله .

وتقول معلومات أن القنطار أصبح مسؤولا ميدانيا في حزب الله وهو يقود حاليا عمليات عسكرية ضدّ قوات المعارضة السورية إلى جانب الجيش السوري في منطقة القنيطرة المحاذية لمرتفعات الجولان المحتلة.

ومنذ نحو 6 أشهر  استهدفت إسرائيل موكبا تابعا لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في ريف القنيطرة وقضى فيه ضابط ايراني كبير وثلاثة مسؤولين عسكريين للحزب بينهم جهاد عماد مغنية نجل المسؤول العسكري في الحزب الذي كان قد اغتيل في سوريا عام 2008، ومنذ ذلك الوقت دخلت هذه المنطقة في دائرة الأحداث السورية بحيث بدأت تتكشف أكثر فأكثر أهميتها بالنسبة لأطراف النزاع.

اذ تقول مصادر ان تحركات “حزب الله” عند أطراف القنيطرة وبالقرب من الحدود مع الجولان، تنبىء بتخوّف الحزب من فتح جبهة جديدة في المستقبل، خصوصا في ظل المعلومات التي تتسرب بين الحين والآخر عن نية المعارضة وعزمها في السيطرة على بلدة حضر السورية الاستراتيجية والقرى المجاورة لها، مما سيسهل على تلك القوات فتح الطريق نحو الحدود اللبنانية- السورية باتجاه بلدة شبعا.

السابق
الاسلاموية والطائفية والخروج من الزمن 2/2
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 آب 2015