عون اليوم إلى «التصعيد»

ما حصل في قرار التمديد للقيادات العسكرية قد حصل، ولا عودة إلى الوراء، أياً تكن  الخطوات التي سيلجأ إليها العماد ميشال عون اليوم، أكانت استخدام الشارع مجدداً، أو تعطيل عمل مجلس الوزراء من باب الآلية أو الاثنين معاً، في ظل إدراك حلفاء عون، قبل خصومه، أن لا أفق للتصعيد غير المطابق للمواصفات.

بعد دخول قرار تأجيل التسريح حيّز التنفيذ، والذي أكّد المرجع الدستوري حسن الرفاعي لـ”الجمهورية” انه قرار حكومي غير قابل للطعن،  والمسار التصعيدي الذي بدأه عون منذ فترة سيبلغ ذروته اليوم، خصوصاً أنّ إعلامه كان مَهّد إلى شيء ما سيُعلن اليوم، حيث ورد في مقدمة نشرة الـ”أو.تي.في” مساء أمس الآتي: “غداً سيكتشفون كم أنّ خطأهم جسيم… وسيكتشفون كم أنّ حساباتِهم واهية…غداً سيكتشفون أنّ غَدهم مثل غد سوكلين… وأنّ مستقبلهم لن ينفعه إدخال اسرائيل على الخط، كما يفعلون في الخلوي… وأنّ سلطتهم لن تتحقق، لا بخطف الحقوق ولا بقتل أصحابها”.

وبمعزل عن طبيعة الخطوات التي سيلجأ إليها “التيار الحر” ، إلّا أنه من الثابت انّ عون يتحرّك ضمن بيئة غير مؤاتية للأسباب الآتية:

– أولاً، قد يكون المجتمع الدولي مختلف عن كل شيء، إلّا انه متّفق على الاستقرار في لبنان.

-ثانياً، قد تكون الرياض وطهران مختلفتين على كل شيء، إلّا انهما متفقتان على التبريد في لبنان.

–  ثالثاً، الحزب أعلن مراراً وعلى لسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله شخصياً أنّ الحكومة والاستقرار خطّان أحمران في لبنان.

– رابعاً، رئيس مجلس النواب نبيه بري ابتعد كثيراً عن عون في الفترة الأخيرة إلى حد الإعلان عن رفض انتخاب.

– خامساً، التواصل مع “تيار المستقبل” انقطع وعادت العلاقة الصدامية إلى سابق عهدها، والعلاقة مع “القوات” ما زالت ضمن التبريد المتبادل.  – —-سادساً، اصطدم بالمؤسسة العسكرية التي تشكّل الضمانة المتبقية لكل اللبنانيين من أجل حماية الحدود والاستقرار.

رعد يعلن موقف “حزب الله” غداً

و”حزب الله”، المُتضامِن مع عون، طلبَ من نوّابه الذين اجتمعوا في اطار اجتماع كتلة “الوفاء للمقاومة” أمس الاول، عدم تناول موضوع التمديد في الاعلام لا من قريب ولا من بعيد في انتظار المواقف التي سيعلنها رئيس الكتلة النائب محمد رعد غداً، والذي سيعبّر عن موقف الحزب ممّا جرى. بحسب الجمهورية.

وكانت قناة “المنار” تولت الدفاع عن “التيار الوطني الحر” الذي “أصبح أمام خيارات إلزامية بعدما امتهن شركاء في الحكومة إدارة الظهر لكل الوعود، وبعدما حاضروا بالشراكة والمناصفة إلى أبعد الحدود”، من دون أن تُشير بكلمة إلى قرارات مقبل.

دعم مسيحي للحكومة بمواجهة التهوُّر العوني

فاستبق الرئيس أمين الجميل ما يمكن ان يصدر عن الاجتماع الاستثنائي لتكتل “الاصلاح والتغيير” قبل ظهر اليوم في الرابية، بإعلان تأييد حزب الكتائب الكبير للرئيس تمام سلام “الذي يواجه الأوضاع بشجاعة وحكمة ودراية”، واصفاً (أي الرئيس الجميل) خطوة وزير الدفاع سمير مقبل بالتمديد للقادة الأمنيين الثلاثة “بالمفيدة جداً للبلد”، لأنه “لا يمكننا ترك هذه المؤسسات الأمنية في الفراغ، بعدما تعثر تعيين مسؤولين جدد في هذه المراكز”.

وعلمت “اللواء” ان الوزراء المسيحيين لن يغادروا جلسة مجلس الوزراء الخميس وسيوفرون النصاب المطلوب، إذا ما ارتأى التيار العوني نقل التصعيد إلى داخل الحكومة أيضاً، واضطرار حزب الله إلى مجاراته.

(جنوبية)

 

السابق
الانباء: حل الأزمة اللبنانية لن يبدأ قبل الخريف
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 8 آب 2015