ماذا يريد «الظريف» من لبنان؟

محمد جواد ظريف
في زيارةٍ هي الأولى من نوعها، يصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاسبوع المقبل إلى لبنان للقاء المسؤولين وذلك في ظلّ الانفتاح والدبلوماسية التي عكستها ايران بعد الإتفاق النووي، فهل سيأتي الظريف حاملاً معه سلّة طروحات وحلولا تنهي الأزمة السياسية في البلاد؟

وسط هذا الحراك والمناخ الذي تشهده المنطقة بعد الاتفاق النووي تأتي زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاسبوع المقبل إلى بيروت والتي اعلن عنها في 12 آب الجاري للقاء المسؤولين اللبنانيين ووضعهم في أجواء الاتفاق النووي الذي وقّع بين ايران ومجموعة 5+1 منتصف االشهر الفائت.

ووفق مصادر دبلوماسية، سيمضي ظريف 24 ساعة يلتقي خلالها، على المستوى الرسمي، كلّا من الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ونظيره جبران باسيل. أما على المستوى غير الرسمي فسيقابل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله.

ومن المتوقّع أن ترتدي زيارة ظريف القصيرة لبيروت أهمية خاصة، إذ إن موعد الزيارة يأتي بعد الاجتماع الثلاثي الذي شهدته طهران و جمعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمشرف على الملف السوري في الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، سعيًا لإيجاد حلول تنهي الأزمة.

وعلى المستوى المحلّي، تأتي الزيارة في وقت يشهد لبنان مرحلة حساسة للغاية، لا سيما في ضوء ارتفاع وتيرة الازمات السياسية المتعلقة بالفراغ الرئاسي بالدرجة الأولى وعمل المؤسسات فضلاً عن أزمة المراكز العسكرية والأمنية. مما يدفعنا للتساؤل : هل ستثمِر هذه الزيارة نتائج إيجابية على صعيد حلحلة الملفات الداخلية اللبنانية؟

يجيب الكاتب والمحلل السياسي علي سبيتي “لا شك أن الإتفاق النووي يعكس نوعا من الدبلوماسية الايرانية الجديدة، ومن الطبيعي أن نشهد مثل هذا الحراك الذي له انعكاس ايجابي على المنطقة وخاصة لبنان في ظل الفراغ الرئاسي”. ويتابع “إيران لها دور كبير في هذه الملفات لكن لا تستطيع وحدها حلّ هذه الأزمات”.

ولفت سبيتي إلى أنه “طالما انه لا يوجد بعد تقاطع سعودي – إيراني فلا حلحلة وستبقى الأمور عالقة”. ورأى أن “هذه الزيارة تعطي صورة إيجابية ولكن لن تثمر حلولا وهي تميل أكثرلإبراز نوع من المرونة الإيرانية الجديدة إذ سيكون لها حركة جديدة من خلال التواصل مع كلّ المكونات السياسية اللبنانية”.

هل ستثمِر هذه الزيارة نتائج إيجابية على صعيد حلحلة الملفات الداخلية اللبنانية

كما إعتبر أن “تأثير وزير الخارجية الإيراني على اللبنانيين ليس فعلي إذ أن التأثير يأتي من الحرس الثوري الإيراني”.

وبرأي سبيتي فـ” أننا أمام مشهد سياسي لا يملك حلولا جذرية، وكل هذه الزيارات الدبلوماسية على الصعيد الدولي لن تثمرقبل وقف إطلاق النار في المنطقة، وكلها تثبت إن الدبلوماسية في وادٍ وصوت المدافع والصواريخ في وادٍ آخر”. وتابع “يجب أن لا نذهب بعيداً بالنسبة لما يجري من زيارات في المنطقة لأنها لا تحمل مبادرات”.

وفق مصادر دبلوماسية، سيمضي ظريف 24 ساعة في لبنان

وعن موقف 14 أذار يقول سبيتي إنها “مع أي نموذج إيراني جديد في حال كانت تسعى طهران لإزالة العقبات حتّى تُسخّر الحلّ الذي يقرّب بين الطرفين”. مشيراً إلى أن فريق” 14 أذار مكوّن سياسي داخل في المحاور الإقليمية وهو منسجم مع الموقف والسياسة للسعودية ولا تستطيع بالتالي أن تخرج منها وبالتالي حركة إيران وحدها لا تكفي”.

الاتفاق النووي الايراني

وختامًا يخلص سبيتي للقول إن “إيران تبحث عن مصالحها ومن بينها بناء علاقة جيّدة مع الولايات المتحدة، أي أنّ إيران تتجاوب مع أميركا وليس مع غيرها”.

السابق
كتاب عن سير أعلام آل الصدر وآل شرف الدين
التالي
بالفيديو: تامر حسني حين كان طفلاً مشرّداً قبل 20 عاماً