نظاريان «يحلم» بمليار دولار: هل آتي بالكهرباء من «بيت بيّي»؟

في حين بلغت الأزمات الحيوية في البلد مراحل كارثية "أصبحت تهدد الوطن ووحدته والنظام والأمن الاجتماعي والاقتصادي" من بلد غارق بنفاياته بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب لبنان والذي يرافقها انقطاع التيار الكهربائي.

استدعت كارثة الكهرباء في العاصمة وكل لبنان نقمة الشارع على استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن بيروت وباقي المناطق اتخذت منحى تصعيدياً، بعدما حاولت مجموعة من الشبان قطع الطريق العام بالاطارات المشتعلة في منطقة المشرفية، وكذلك قطع طريق المطار القديمة، مقابل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى امام ثانوية الروضة، باحراق مستوعبات النفايات والاطارات، إلاَّ ان القوى الامنية تدخلت لفتح هذه الطرق.

 

وقد طالبت  كتلة “المستقبل” إثر اجتماعها أمس في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة لاستجواب وزير الطاقة ارتور نظريان، والمطالبة بفتح تحقيق مع وزير الطاقة السابق وزير الخارجية الحالي جبران باسيل لسؤاله عن مصير مليار و772 مليون ليرة، حصل عليها بموجب القانون رقم 181 تاريخ 13/10/2011 لانتاج 700 ميغاوات، كان باسيل قد أعلن انه بواسطتها سيغذي كل لبنان بالكهرباء على مدار 24 ساعة. مشددةً على ضرورة اتخاذ الحكومة “قراراً فورياً وحاسماً وحازماً” لمعالجة الأزمة.

–         ذكّرت إزاء “فضيحة” انقطاع التيار الكهربائي وفشل هذا القطاع في لبنان بالوعود الواهية التي كان قد أطلقها الوزير جبران باسيل مدعياً حين كان وزيراً للطاقة بتحقيق تغذية 24/24 ساعة بنهاية العام 2014. كما أضاءت الكتلة على “السياسات الخاطئة للوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة والمياه خلال السنوات السبع الماضية وكلهم ينتسبون الى التيار الوطني الحر”.

–         كاشفةً عن أنها “بصدد التقدم باستجواب الوزير المعني، كما ستطالب بتحديد مسؤوليات الوزراء الذين تسلموا مسوؤلية الوزارة خلال السنوات السبع الماضية والذين أكثروا من إطلاق الوعود الواهية ولم يبرروا أين وكيف صرفت كل هذه الأموال”.

وفي معلومات “اللــواء” فإن عضو الكتلة عمار حوري هو الذي اقترح تقديم استجواب الوزير المعني عن وضع الكهرباء في العاصمة، الذي بلغ حداً كارثياً، والمطالبة بتحديد مسؤوليات الوزراء الذين تسلموا مسؤولية وزارة الطاقة خلال السنوات السبع الماضية، وكلهم ينتسبون إلى التيار “الوطني الحر”، وذلك بعدما كان صباحاً قد طالب بفتح تحقيق فوري مع الوزير جبران باسيل.

 

وفي السياق نفسه، قال وزير الطاقة آرتور نظاريان لـ”السفير” ان من واجبه مصارحة اللبنانيين بتعذر إيجاد حل لأزمة الكهرباء في المدى القريب: مشدداً على ان “زمن المعجزات والأعاجيب ولى، وأنا واقعي جدا، ولا أريد ان أطلق وعودا لا أستطيع تحقيقها، خصوصا انه ليست بحوزتي الأدوات الضرورية”.  وتساءل: “هل آتي بالكهرباء من بيت بيّي؟”.

كما رسم نظاريان  صورة قاتمة عن واقع قطاع الكهرباء، قائلاً”: أعطال متراكمة، حر شديد، زيادة في الطلب، سرقات وتعليق على الشبكة، تعثر في بناء معامل جديدة، استهلاك إضافي من قرابة مليون ونصف مليون لاجئ، والنتيجة لا انتاج منتظما للطاقة يتناسب مع الاحتياجات، في حين يُفترض بنا ان نملك القدرة على انتاج كميات احتياطية من الميغاوات لمواجهة الازمات الطارئة كتلك التي نواجهها حاليا”.

 

وتوجه الى المواطنين بالقول:” أنا أتفهم مشاعركم وغضبكم، لكن من واجبي أن اصارحكم بانه ما من حلول سحرية او سريعة لأزمة الكهرباء، وأقصى ما نستطيع فعله في الوقت الحاضر هو الاسراع في إصلاح الأعطال المستجدة حتى يعود التقنين الى وضعه السابق”. وتابع:” ربما كان قطع الطرق وحرق الدواليب وسيلة لـ”فشة خلق”، لكنهما لن يفيدا على المستوى العملي، ومن لديه حل فوري، انا مستعد ان أستقبله وأستمع اليه، حتى لو زارني بعد منتصف الليل”.

 

وكذلك اعتبر ان “معالجة أزمة الكهرباء جذريا تحتاج الى “صدمة” مرفقة بقرار سياسي حاسم، وبعد ذلك يهون الاتفاق على الآليات التنفيذية. وتابع” ينبغي تحييد الكهرباء عن الصراع الداخلي وخطوط التوتر العالي، والتعامل معها كقضية وطنية، لا كورقة للضغط او الابتزاز في لعبة المصالح السياسية او المحاصصة”.

 

وطالب نظاريان بإعطائه مليار دولار مقابل الكهرباء، قائلاً” انا أعرف ان أموالا طائلة أنفقت من دون جدوى على هذا القطاع، لكن مبلغ مليار دولار سيسمح لنا بالحصول على 1200 ميغاوات، الى جانب زيادة التعرفة على المواطنين الذين سيتجاوبون مع الزيادة إذا كانت لديهم ثقة في انها ستندرج ضمن حل جذري لمعاناة الكهرباء، بدل ان يستمروا في تسديد فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى لاصحاب المولدات الخاصة”.

 

السابق
كريستيانو رونالدو يهدي وكيل أعماله جزيرة في اليونان
التالي
ما الذي تغير لدى تركيا تجاه داعش؟