إلى 14 آذار: هل ننتظر زوال حزب الله كي نبدأ الإصلاح؟

حزب الله
يعيش الساسة في لبنان على شماعة مقولة "عدم الإستقرار"، ما يبرّر لهم عدم مبالاتهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.. هذه الشماعة ترمى على حزب الله كونه تابعاً لمشروع إقليمي خارج حدود الوطن. فماذا ينتظر المسؤولون في لبنان من أجل العمل على الإنماء: هل تنتظرون زوال حزب الله؟

لم تهدأ منطقة الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. فالصّراعات العالمية تصبّ حيث المكاسب الدولية ومصالح الدُوَل الكُبرى ومنبع الرساميل، كما تتّجه أيضًا إلى حيث يوجد سياسيّون من نوع آخر. فما يشغل هؤلاء هو كم زادت ثروتهم وأين هم في التصنيف العربي والعالمي لأغنى أغنياء الكَون، بالإضافة إلى بعض التفاصيل من بذخ وترف وتبذير للثروات في مآرب سياسية ومشاريع باتت تسبح في الفضائيات ويراها الجميع بوضوح.

هذه ليست رسالة إلى حكام الوطن العربي فقط، كما هي لا تستهدف ساسة لبنان بشكلٍ خاص، وهي لا تتحدث عن مشاريع إيران العابرة للأوطان في البيئات الشيعية أينما وُجِدَت. لكنّها إظهار لهذا الواقع الأليم المُرتد على بيئة عريضة ومُعرّضة للإتساع أكثر فأكثر، إن لم يتعظ البعض قليلاً ويملّون من الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. إيران موجودة ومشروعها مكتوب ومُعلن، وسياستها أوضح من نور الشمس فماذا ننتظر في لبنان؟ هل ننتظر زوال حزب الله؟

إيران موجودة ومشروعها مكتوب ومُعلن، وسياستها أوضح من نور الشمس فماذا ننتظر في لبنان؟

يربط البعض كلّ ما يحصل في لبنان بحزب الله، فهو شمّاعة تُعَلَّق عليها الحجج التي لا تملك براهين أو أدنى مستويات الإقناع. لكن حقيقة الأمور مختلفة والذهنية اللبنانية عند البعض ممن يدَّعون المسؤولية، ما زالت تقبع في أدنى بحر من اللامبالاة بمستقبل المواطنين وتحصيلهم لحقوقهم.

اقرأ أيضاً: عن الأوهام حول حزب الله

هنا تُرمى الحجج جميعها على مقولة “عدم الإستقرار”، ثُمَّ يتم تصويب فقدان الإستقرار باتجاه حزب الله الغائب كُليًا عن الساحة اللبنانية، وغير المبالي بدوره في الصالون الداخلي مقارنة مع إنشغالاته الأخرى الأكثر أهمية بالنسبة لسياسته ومشروعه الاقليمي.

هل يُعَطِّل الإستقرار المُطالبة بحقوق المواطنين الأساسية لإنتشالهم من المجهول

فهل يُعَطِّل الإستقرار المُطالبة بحقوق المواطنين الأساسية لانتشالهم من المجهول، خصوصاً في طرابلس وبعض مناطق الشمال؟ هل تزفيت الطرقات وتسكير الخنادق التي تُهلك السيارات سببها الإستقرار؟ وتشغيل معرض طرابلس وتفعيل دوره مرتبط أيضًا بالإستقرار؟ إستغلال أراضي عكار الزراعية وجلب استثمارات لتصنيع المنتجات الزراعية يحتاج لرضى ساسة من خارج الشمال؟

حزب الله

إنَّ أبشع ما قد تقدّمه حجة “عدم الإستقرار” هو خلق الفوضى وعدم الإستقرار الحقيقي ضمن هذه البيئات التي ما زالت تبحث عن شيء واحد ليس أكثر وهو الإنماء. هذا البحث عن الإنماء خلق تجربة من عدم الإستقرار ما زالت محدودة بسبب غياب الوعي والحرص على مصلحة البلد، قبل فقدان التماسك الجزئي للمجتمع الداخلي الذي ينتظر الحلول الطارئة للخروج من أزماته الحياتيّة المستعصية جدًا.

فما تنتظرون أيها الساسة؟ هل تنتظرون زوال حزب الله؟

السابق
ما الذي تغير لدى تركيا تجاه داعش؟
التالي
أطعمة لتحفيز الرغبة الجنسية