جلسة مصيرية للحكومة غداً؟

مجلس الوزراء اللبناني

تتركز الأنظار على جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الغد، في ظلّ  تراكم ملفات عالقة حتّى اللحظة لا تقلّ حماوة عن آب اللّهاب. ومع كمّ التشاؤم المرتفع في ملفّ التعيينات ورواتب القطاع العام وأزمة النفايات وتقنين الكهرباء، تقف الحكومة على شفير الهاوية.

لفتت “الأخبار” أو وسط كل هذه الأزمات لا تقدم السلطة السياسية “المأزومة” سوى مزيد من العجز، ما يهدّد الحكومة الحالية، المعطلة أصلاً، بالانفراط. وعلى رغم أجواء التشاؤم التي تتردّد على ألسنة معظم الوزراء والنواب والمعنيين، إلا أن هؤلاء يكرّرون أن الحكومة اليوم تشكّل “جهاز التنفس الاصطناعي” لجسد البلاد الغارق في غيبوبة، والنظام السياسي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبالتالي فإن الجميع يدركون ضرورة الحفاظ عليها في الحدّ الأدنى، ريثما يظهر البديل في واحات الصراعات والتسويات التي بدأت تختمر في الإقليم.

 

وقالت “النهار” أنه اذا كانت حماوة الملفات الحساسة تضفي على المناخ العام مزيداً من التشنج عشية جلسة مجلس الوزراء غداً التي يفترض ان تتناول ثلاثة ملفات خلافية هي أزمة النفايات وآلية عمل مجلس الوزراء وموضوع التعيينات العسكرية.

ولفتت “الجمهورية” إلى أن البلد يضجّ بالسيناريوات التي ستشهدها جلسة الحكومة غداً، كما بالخيارات التي يمكن أن يلجأ إليها رئيس الحكومة تمام سلام في حال قرر “التيار الوطني الحر” التصعيد واستخدام الشارع مجدداً، وتمّت ملاقاته من قبل “حزب الله” سياسيا ًلا في الشارع، أي من خلال توفير الغطاء لمواقفه وحراكه.

وفيما قالت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انّ كل الخيارات مفتوحة تبعاً لتطور الأمور والأحداث، رفضت في المقابل التقليل من مساحة التوافق أو إمكانية الوصول إلى مخرج في ربع الساعة الأخير، لأنّ الاتصالات لم تتوقف، وكل الأطراف تدرك دقة المرحلة والسقف السياسي الذي يحكم هذه المرحلة.

وأبلغت مصادر وزارية “النهار” امس، أن سلام قال للمتصلين به إنه ينتظر تطور الأمور في جلسة مجلس الوزراء غداً ليبني على الشيء مقتضاه. ونفت ما تردد عن إمكان تأجيل الجلسات فترة طويلة قائلة إن أحداً لا يعلم حتى الساعة كيف سيتصرف الأطراف الأساسيون في الحكومة غداً، خصوصاً أن هناك عملية خلط أوراق تتكون في عدد من الملفات.

–         اوضح وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس لـ”الجمهورية” ان لا جديد في الملف الحكومي والوضع يسير الى مزيد من التأزم، لافتاً الى إمكانية طرح موضوع تصدير النفايات في جلسة الغد علماً انّ هذا الملف ليس ملفاً خلافياً لكنّ صعوبات عدة تواجه التصدير والى حين حلّها ستبقى النفايات في الشوارع، وبصراحة انا لم أر تعاوناً لمعالجة هذه المشكلة وكأنما المقصود ان تصبح النفايات هي اللغة السياسية السائدة اليوم. وتوقع ان تمر جلسة الغد بهدوء انما من دون تحقيق ايّ نتائج.

وفي هذا السياق كتب علي حمادة في “النهار”: الحكومة ميّتة أيضاً ….

.. يجب الاعتراف بان الحكومة لعبت دورا ايجابيا لترجمة قرار “التهدئة” بين “الاضداد” لكنها وبفعل التراكمات الخلافية، والتفاهمات السطحية التي بقيت موقتة، ولاحت بوادر عودة الخلافات الكبيرة لتطفو على السطح مع بلوغ “الحوار” حول رئاسة الجمهورية حائطاً مسدوداً بفعل استحالة وصول ميشال عون الى الرئاسة لاسباب عدة معروفة، ليس اقلها ضعف الثقة باتزانه السياسي، و انحيازه الفاضح الى تحالف اقليمي ممتد من طهران الى حارة حريك مرورا بالقرداحة. و كان السبب الآخر للتوتر المرشح للتزايد، اشكالية تعيين قائد جديد للجيش، مع استحالة وصول مرشح ميشال عون، صهره العميد شامل روكز الذي يقال انه ضابط جيد، لكنه يبقى اولا وآخرا جزءا من تيار سياسي على صدام حاد مع نصف البلد. اليوم، تراكمت الاستحقاقات بشكل كبير. والتعيينات العسكرية اقتربت من نهاياتها مع رجحان تأجيل تسريح الضباط الكبار بمن فيهم روكز، لان المرحلة هي مرحلة سياسية شبيهة بازمة النفايات، لا حلول ولا طمر، بل ترحيل لكل استحقاق حقيقي. في هذه الاثناء، وفيما هدد تمام سلام مؤخرا اكثر من مرة بالاستقالة، نلاحظ ان الحكومة ماتت بالمعنى السياسي، وحتى انها في المجال التنفيذي المحلي والصغير تآكلت الى حد بعيد. سقطت الثقة الفعلية بالحكومة كمؤسسة، مثلما سقطت بالمؤسسات الاخرى. واستقالة تمام سلام لا تقدم ولا تؤخر، لان الاهتراء اعمق من “صدمة” الاستقالة المحدودة. من المؤسف ألاّ تكون للدولة كمؤسسة اي اعتبار عند اللبنانيين الذين يعيشون يومهم بيومهم.

أمّا جدول الأعمال فقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الدعوة الى جلسة مجلس الوزراء التي تناولت عبارة “استكمال البحث في الملفات المُثارة” معناها انّ المجلس مدعوّ الى البحث في ثلاثة عناوين أساسية: ملف النفايات، الوضع الإقتصادي وإصدار اليوروبوند والهبات الدولية والقروض المهددة بالسقوط بمرور الزمن ورواتب موظفي القطاع العام، وثالثها مقاربة آلية العمل الحكومي، مع ترجيح أن يطرح ملف التعيينات العسكرية في هذه الجلسة.

وبدورها رسمت مصادر “النهار” سيناريو لجلسة الحكومة غداً على النحو الآتي:

–         عند طرح موضوع الآلية سيطلب من “التيار الوطني الحر” عرض بديل من الآلية الحالية.

–         عند طرح موضوع التعيينات سيطلب من وزير الدفاع سمير مقبل عرض الأسماء التي يقترحها لمنصب رئيس أركان الجيش.

–         عند عرض موضوع النفايات سيطلب من اللجنة الوزارية التي يرأسها سلام تقديم اقتراحات الحلول.

وفي تفصيل هذه العناوين تقول مصادر “النهار” إن لا وجود لبديل من آلية العمل الحكومي الحالية. كما أن هناك معلومات تشير الى ان الوزير مقبل سيطرح عدداً من الاسماء لمنصب رئاسة أركان الجيش فإذا ما تعذر إيجاد موافقة ثلثي أعضاء الحكومة على اسم من هذه الاسماء فسيلجأ وزير الدفاع الى تمديد ولاية رئيس الاركان الحالي اللواء وليد سلمان. ويبقى موضوع النفايات الذي يثير انقساماً ذا أبعاد سياسية مما يعني أن الصوت العالي سيرتفع غدا لكن الحل سيضيع. وفي هذا الاطار قال الوزير سجعان قزي لـ”النهار” إن لا أولوية تتقدم في جدول الاعمال بند النفايات.

السابق
خرق بحري اسرائيلي للمياه الاقليمية
التالي
محاولات لتبريد الخلاف بين برّي وعون