الطقس يعتدل يوم الخميس… والأرصاد الجوية: مواقع التواصل ضخّمت الأمر

يشهد لبنان كما باقي دول الشرق الأوسط موجة حرّ غير اعتيادية وصلت إلى ذروتها نهاية الأسبوع الماضي، مع العلم أنّ لبنان يتمتّع بمناخ معتدل. لذلك لم يعتد اللبنانيّون على تخطي الحرارة حاجز الـ40 درجة مئوية ووصولها الى 47 في بعض المناطق الداخلية خلال الأيام القليلة الماضية.

إرتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق الـ40 درجة مئويّة في بعض المناطق الجبلية والداخلية في لبنان، ووصول الرطوبة إلى نسبة 95 % في بيروت والمناطق الساحلية، خلقا نوعًا من القلق عند اللبنانيين، وذلك بسبب ما يحكى عن ربط بين ارتفاع الحرارة وبين حدوث هزّات وزلازل، إضافةً الى خطر الحرائق والأمراض مع انتشار النفايات في الشوارع.

لم يكفِ اللبنانيّون ارتفاع درجات الحرارة ووصولها إلى الذّروة، بل ترافقت الأجواء الحارّة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في أغلب المناطق اللبنانية. إذ وصل التقنين في بيروت الإدارية إلى أكثر من عشر ساعات في اليوم، مع العلم أنّ عدد ساعات التقنين، بحسب ما كان معلنا في بيروت هو ثلاث ساعات من الانقطاع يومياً فقط. إضافةً إلى أزمة النفايات وانتشارها على الطرق، ما يزيد من نسبة الإصابة بالأمراض.

موجة الحرّ التي وصلت من شبه الجزيرة العربية تبدأ بالانحسار يومي الخميس والجمعة

في العودة إلى حال الطقس: إلى متى ستستمرّ الكتل الحارة مسيطرة على أجواء لبنان؟

رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مارك وهيبي أكدّ في حديث لـ «جنوبية» أنّ «موجة الحرّ التي وصلت من شبه الجزيرة العربية سوف تبدأ بالانحسار يومي الخميس والجمعة، إذ سنشهد في عطلة نهاية أسبوع طقسًا منعشا نسبيًا، أي ستكون درجات الحرارة في نهاية الأسبوع كالمعدلات الموسمية في كلّ عام».

وعن سبب تسجيل درجات الحرارة في المناطق الجبلية والداخلية نسبةً أعلى من المناطق الساحلية تخطت 45 درجة في بعض المناطق قال وهيبي إنّ «السبب هو ابتعاد هذه المناطق عن البحر، فالكتل الهوائية الحارة التي وصلت إلى لبنان تأثرت فيها المناطق الجبلية والداخلية كما هي، لأنّها بعيدة عن البحر الذي لطّف هذه الكتل قبل وصولها إلى المناطق الساحلية، ما أدّى إلى انخفاض نسبي في درجات الحرارة». ولفت وهيبي إلى أنّ «المناطق الجبلية عادةً تتأثر بالكتل الهوائية الحارة والباردة كما تأتي من الخارج دون أي تعديل في درجات الحرارة بسبب بعدها عن البحر».

الكتل الهوائية الحارة التي وصلت إلى لبنان تأثرت فيها المناطق الجبلية والداخلية

وأكدّ وهيبي أنّ «ارتفاع درجات الحرارة إلى هذه الدرجة (أي أكثر من 45 درجة مئويّة) هو أمر طبيعي، وقد مرّت على لبنان في السنوات الماضية أيام كانت درجات الحرارة فيها أعلى من ذلك، إلاّ أنّ الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي هي من حمّلت موجة الحرّ هذه السنة أكثر مما تستحق».

صيف لبنان

لكن ماذا عن ارتفاع نسبة الرطوبة في بيروت والمناطق الساحلية، ما يؤدي الى شعور بعدم القدرة على التنفس ونقص بالأوكسيجين؟ هذا مع العلم أنّنا إذا قارنا نسبة ارتفاع الحرارة في لبنان بالنسبة لبعض الدول العربية فهي عادية. وفي هذا السياق شرح وهيبي أنّ «ارتفاع نسبة الرطوبة في لبنان يعود إلى موقع لبنان الجغرافي الذي يطل بمجمل مساحته على البحر، ما يزيد من نسبة ارتفاع الرطوبة، أمّا في بعض البلدان العربية مثلاً كمصر والجزائر، اللذين يشهدان ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة، فمجمل مناطقهما صحراوية داخلية وجافة. وحدودهما البحرية صغيرة نسبةً لمساحتهما الكبيرة، لذلك فإن ابتعاد مناطقهم عن البحر يؤدي الى تسجيل نسب رطوبة منخفضة. وفي لبنان المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها الى فوق 1500 متر عن سطح البحر تكون نسبة الرطوبة منخفضة».

ارتفاع نسبة الرطوبة في لبنان يعود إلى موقع لبنان الجغرافي الذي يطلّ بمجمل مساحته على البحر

ونصح وهيبي اللبنانيين عند تواجدهم على الشواطئ بشرب السوائل وبكميات كبيرة خصوصًا عند الأطفال، ودهن الأجسام بكريمات للحماية من الشمس.

وعن موت آلاف الطيور والدّواجن بسبب موجة الحرّ قال وهيبي: «هذا لا يعود الى ارتفاع نسبة درجات الحرارة فقط بل الى البيئة التي تتواجد فيها تلك الحيوانات الأليفة، وذلك بسبب عدم وجود تبريد وتجهيزات واحتياطات للمحافظة على حياتهم».

السابق
هآرتس: إسرائيل تطالب واشنطن بعدم بيع أسلحة متطورة الى دول الخليج
التالي
جاد الحاج ابن عرمتى الجنوبية (1/2): الأوّل في كليّة الهندسة بمشروع «السجن العادل»