حاز الطالب اللبناني الجنوبي، ابن بلدة عرمتى الجنوبية، جاد الحاج، على مرتبة التفوّق في الجامعة اللبنانية بكلية الفنون – قسم الهندسة المعمارية. فقد حصل على المرتبة الأولى بدرجة جيّد جدًا وعلامة 87 من أصل مئة، وذلك عن مشروع التخرج الّذي ابتدعه نهاية العام الدراسي الحالي حول تأسيس “مركز تأهيلي للمساجين”.
وقد تفوّق الحاج (23 عامًا) من بلدة عرمتى الجنوبية في قضاء جزين على دفعته طوال السنوات الخمس الدراسية. وهو من طلاب مدرسة الراهبات القلبين الأقدسين في الحدث، تخرجّ منها بمعدل جيّد جدًا في فرع “العلوم العامة”. كما أنّه شارك في مؤتمرات محلية ودَولية عديدة كاتحاد المعماريين العالميين “UIA”، حيث اختير بناءً على فوزه بالمرتبة الأولى ضمن مسابقة ومشروع يُقدّمان كـ”اختيار أوّل”. وقد عُرض المشروع في جنوب افريقيا.
أمّا مشروعه المعماري فقدّم نموذجًا حقيقيًا لمراكز متخصصة لتأهيل المساجين بمراعاة جميع الجوانب المتعلّقة به، خصوصا النفسية منها. وذلك من خلال سعي الحاج الى المقاربة بين المعايير العالمية لمعاملة السجناء، وبين فلسفة العقاب بالقانون اللبناني.
ميزات المشروع جعلته يستحقّ أن يفوز على سائر المشاريع المنافسة، وهو يضعه بتصرف وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يولي ملفّ السجون عناية خاصّة.
كما وعدت اللجنة المحكّمة أن يطرح بشكل جدّي على المعنيين، لأنّه نموذج لعمل متكامل لم يتم التركيز فيه فقط على معيار الشكل الهندسي بل مشروع يصلح للتطبيق على أرض الواقع لمراعاته كافة الجوانب الحياتية واليومية والنفسية والأمنية في السجون.
وفي حديث خاصّ لموقع “جنوبية” قال الحاج إنّ “فكرة المشروع جديدة من نوعها ولم تطرح سابقًا إلا في بإطار مشروع معماري لسجن بينما الفكرة التي اعتمدتها تأتي في إطار “تأهيلي” ينتج عنه مواطن صالح، على عكس ما تخرّجه السجون اللبنانية حالياً. إذ يدخل السجين بجرم جنحة صغيرة ويخرج من السجن مجرماً خطيراً على مجتمعه”.
وفيما يتعلّق باختياره هذا الموضوع يقول إنّه حرص على اختيار “فكرة مميّزة وجديدة من نوعها وأن يكون هدفها النهائي جلب الخير إلى مجتمعنا، وأن يكون له انعكاس ايجابي نظراً إلى الحاجة الملّحة وسوء أوضاع السجون في لبنان “.
ولفت إلى أنّه طرح فكرة المشروع قبل بداية العام الدراسي وقبل بدء الأحداث التي وقعت مؤخراً في سجن رومية”. وقد تأثراً بنشاطات المخرجة اللبنانية زينة دكاش وتجربتها مع المساجين.
وعن ميزات المشروع يقول الحاج إنّ “الموقع الجغرافي لمشروع المركز التأهيلي يعدّ علامة مميزة وفارقة. إذ تعمّدت أن يكون في محيط المدينة أو منطقة مأهولة بالسكان لخلق تفاعل بين السجين والعالم الخارجي”. مضيفًا أنّه اختار لذلك منطقة “كورنيش النهر” الواقعة على أطراف مدينة بيروت. كما أنّه أعدّ هذا المشروع ليكون “في الدرجة الأولى مركزا لتأهيل الأحداث، أي المحكومين بالسجن من الصبيان والمراهقين، كمرحلة أولى ليتقبلهم المجتمع ويتدرّج بعد ذلك ليشمل كافة المساجين”.
(في الحلقة الثانية غداً سيتم التطرق إلى تفاصيل المشروع المتكامل الذي يؤمل أن يحتذى به في لبنان)