الوزراء وقعوا المراسيم بالاجماع… والترقيات العسكرية الى التنفيذ

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : لبنان من دون رئيس للجمهورية لليوم الرابع والثلاثين بعد الاربعماية، ولا معطيات جديدة تنبىء بانفراج قريب لهذه الازمة، التي استولدت أزمات شغور وتعطيل وشلل بدأت ترخي بكامل ثقلها على الاوضاع العامة وسائر المرافق، على نحو ما حصل في “كارثة النفايات” التي دخلت في نفق لا أحد يعرف كيف ومتى الخروج منه، والحكومة لا تفصح عن الخيارات، وهي لاتزال تحت وطأة اشكاليات “الاولويات”، “التعيينات الأمنية”.. و”آلية العمل” المترنحة التي عاد “التيار الحر” (العوني) الى التلويح بالشارع من جديد، احتجاجاً على قرارات التمديد المحتملة للقيادات العسكرية، والتي من بينها التمديد لرئيس الاركان في الجيش، الذي تنتهي ولايته في السابع من آب الجاري… على ما قال عضو “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ناجي غاريوس..
توقيع المراسيم؟

وإذ يحتفل لبنان اليوم بالذكرى السبعين لعيد الجيش هذا العام، من دون رئيس للجمهورية، تماماً كما حصل في العام الماضي، فإن الاحتفالات هذا العام تقتصر على “مراسم رمزية” في ثكنة شكري غانم في الفياضية، حيث سيسلم قائد الجيش تلامذة الضباط شهادات تخرجهم.. أما موضوع مراسيم ترقيتهم التي لم يوقعها وزراء “التيار الحر” و”حزب الله” في جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، فسيشهد انفراجاً، على ما قال وزير التربية الياس بوصعب، الذي أكد “ان وزيري التيار سيوقعان على جميع المراسيم..” في حين أكد وزير الثقافة روني عريجي “ان المرسوم سيوقع من جميع مكونات الحكومة..”.
هيل عند سلام: لوقف التمزق

وفي موقف لافت، فقد شدد السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام، على دور الجيش في مواجهة التهديدات. مؤكداً ان “المؤسسة العسكرية قوية وقادرة تماماً على الدفاع عن حدود لبنان وشعبه الداعم لها”.

وقال: من المقلق عندما يتخذ قادة سياسيون، اجراءات ومواقف تضر بمؤسسات الدولة التي يوجد حاجة اليها اليوم أكثر من أي وقت مضى.. فإننا نرى رئاسة شاغرة.. وانسداداً للأفق بما في ذلك بعض القروض والمنح الدولية..” مؤكداً ان “في وسع اللبنانيين وحدهم وقف هذا التمزق في مؤسسات الدولة والبدء في اصلاحها، وعندما يبدأ ذلك، فإن الحلول تتبعها فضلاً عن الدعم الدولي الأقوى..
عريجي: نقترب من حافة الخطر

حكومياً، وبعد الايضاحات التي تقدم بها رئيس الحكومة تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء (أول من أمس) وتحذيره من الوصول الى “عجز كبير.. اذا لم نجد مخارج وحلولاً جدية لاستمرار عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي..” واعلانه ان “الخيارات مفتوحة وسألجأ اليها اذا احتجت الى ذلك..” فقد لفت وزير الثقافة روني عريجي الى “ان الحكومة تقترب من حافة الخطر الشديد.. خطر شل عملها والقرار الحاسم لدى رئيسها.. والجميع عاجز عن ايجاد الحلول لبعض الازمات.. وجلسة الخميس المقبل ستشكل محطة مهمة في حال التمديد لرئيس الاركان في الجيش..”.

وفي هذا، كشفت مصادر وزارية ل”الشرق” انه مع بداية جلسة أول من أمس، طلب وزراء ان تتحول الجلسة من نقاش في الآلية الى نقاش حول ملف النفايات، فتجاوب الجميع، “لأننا نرفض ان يؤخذ أهل بيروت رهينة في الصراعات السياسية والتعطيل..”.
قهوجي في أمر اليوم:
قوة المؤسسة في وحدتها

وبالعودة الى عيد الجيش، فقد أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في “امر اليوم” ان “الذكرى السبعين تطل ونحن على مسافة عام من اعتداءات التنظيمات الارهابية على مراكز الجيش في منطقة عرسال، داعياً العسكريين “ليكونوا على جهوزية كاملة للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ومسيرة السلم الأهلي”. وتوجه الى العسكريين بالقول: “ان قوة مؤسستكم تكمن في وحدتها وفي بقائها على مسافة واحدة من الجميع، كما في التفاف الشعب حولها والتزامها وثيقة الوفاق الوطني..”.

وكان قائد الجيش العماد قهوجي زار الرئيس بري في مقره في عين التينة وقدم له الورقة النقدية من فئة الخمسين الف ليرة لبنانية الصادرة حديثاً من مصرف لبنان بمناسبة عيد الجيش.. وهنأ الرئيس بري قيادة الجيش والمؤسسة بمناسبة الاول من آب، منوهاً بالدور الوطني للجيش في الدفاع عن لبنان وأمنه واستقراره..
تهاني واشادات “أمل”

وفي السياق أكد المكتب السياسي لحركة “أمل” ان “الرهان يبقى اليوم على دور الجيش لارساء الأمن والاستقرار في ظل التأكيد على معادلة الشعب والجيش والمقاومة..” ولفت الى أنه “من الواجب ان نقف خلف قيادة الجيش، الذي أكد في أكثر من مكان ان الاستقرار الأمني هو من المقدسات، ومن غير المسموح المس به تحت أي شعار كان”.
ريفي

وهنأ وزير العدل اشرف ريفي قائد الجيش العماد قهوجي بعيد الجيش وقال في بيان ان هذه المؤسسة كانت دائماً رهان اللبنانيين في حماية وطنهم وصون استقلالهم…
دريان

من جهته أجرى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً بوزير الدفاع سمير مقبل، وبقائد الجيش العماد قهوجي، مهنئاً بعيد الجيش وبمناقبيته وقيادته الحكيمة في حفظ الأمن. لافتاً الى أهمية “الدور الذي يقوم به الجيش في مكافحة الارهاب والتصدي للعدو الاسرائيلي وفي المحافظة على حدود لبنان..”.

قبلان

بدوره نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان هنأ “الجيش قيادة وضباطاً وأفراداً في عيده السبعين” داعياً الى “مواصلة بذل الجهود لتحرير الأسرى العسكريين” مؤكداً ان “الجيش خشبة الخلاص والطمأنة والأمان لكل ما يعانيه البلد من تغيرات وأزمات..”. كما دعا الى “انتخاب رئيس جمهورية جامعاً محباً لكل اللبنانيين مخلصاً لوطنه..” ورأى ان “إسرائيل تتحمل مسؤولية كل ما يجري في بلادنا من نكبات وويلات” .
لحام

واعتبر بطريرك الروم الكاثوليك غريغورس الثالث لحام في بيان ان “عيد الجيش مناسبة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، وان مؤسسة الجيش، هي الضامن للاستقرار والأمن ووحدة البلاد، على رغم الازمات الحادة التي تعصف بالمنطقة”. متمنياً ان “يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وان يعود الاستقرار الدستوري ويكتمل بوجود رئيس للدولة..”.
الرابطة المارونية

وحيّت الرابطة المارونية في بيان “الجيش في عيده..” وأكدت ان الجيش اللبناني هو ضامن السلم الأهلي وحصانة العيش الواحد داعية اللبنانيين الى “الالتفاف من حوله وشد أزره، والسياسيين الى معاضدته ونصرته لأنه المؤسسة العابرة للطوائف والمناطق والمنذورة الى الوطن كل الوطن..”.
النفايات.. حلقة مفرغة

إلى ذلك، فإن كارثة النفايات الموبوءة، – وعلى رغم الانفراج المحدود في عدد من احياء بيروت والضواحي – ماتزال تراوح مكانها وسط عجز رسمي لافت عن ايجاد حلول، بعد أسبوعين على اقفال مطمر الناعمة.. في وقت ترتفع صرخات الاحتجاج الرافضة استقبال النفايات في أكثر من منطقة..

وفي هذا، رأى رئيس لجنة الأشغال النائب محمد قباني “ان موضوع النفايات يدور حتى الساعة في حلقة مفرغة عنوانها التنفس المؤقت وأدواتها “اسبيرين وبانادول، والحل المعتمد، أي نقل النفايات الى الكرنتينا، يكفي أياماً قليلة ستعود بعدها الى المشكلة نفسها”. وأضاف: “مسألة تسفير النفايات الى الخارج يجب ان يدرس سريعاً عله يحمل حلاً..”.
جعجع: التصدير للخارج

وقد اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “الاقتراح الوحيد الجدي لحل أزمة النفايات المتفاقمة حالياً، التصدير الى الخارج، وكما تبين من نظرة أولية، فإن كلفة التصدير هذه ليست بعيدة كثيراً عن كلفة استيفاء “سوكلين” لعمليات الجمع والطمر في لبنان..”. مستغرباً “عدم الانكباب بجدية وبسرعة لدراسة هذا الخيار..”؟!

السابق
سبعون الجيش: التسليح السعودي غير مضمون والغطاء السياسي مفقود
التالي
حلول ما بعد العجز : النفايات إلى التصدير