قهوجي زار الكلية الحربية ورعى تكريم الرئيس شهاب

جان قهوجي

أقيم صباح اليوم في الكلية الحربية – الفياضية، حفل تخريج رمزي لتلامذة ضباط دورة “الرائد الشهيد ميشال مفلح” ترأسه قائد الكلية العميد الركن بطرس جبرايل ممثلا العماد قائد الجيش، حيث جرى خلاله تسليم البيرق للسنة الثانية، وأداء قسم اليمين.

وقد زار قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد من كبار ضباط القيادة، الكلية الحربية بحضور قادة الأجهزة الأمنية، حيث التقى ضباط الكلية والملازمين المتخرجين، وهنأهم بتخرجهم وبعيد الجيش، وزودهم التوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة، مؤكدا أنهم “الدم الفتي الذي سيضخ في جسم المؤسسة العسكرية، ويكسبها المزيد من القوة والمناعة”.

ولمناسبة العيد كرمت قيادة الجيش برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرئيس الراحل فؤاد شهاب في احتفال أقيم في “كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان”، تخلله إزاحة الستار عن تمثال نصفي له.

حضر الاحتفال رئيس الجمهورية الأسبق أمين جميل، والعميد المتقاعد موسى زهران ممثلا الرئيس الأسبق العماد إميل لحود، ورئيس أركان الجيش السابق اللواء الركن شوقي المصري ممثلا رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان، إلى جانب حشد من كبار ضباط الجيش، وشخصيات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية، وعدد من أفراد عائلة الرئيس الراحل.

استهل الاحتفال بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس وأرواح شهداء الجيش. بعد ذلك ألقى العماد قهوجي كلمة بالمناسبة، قال فيها: “بكل فخر واعتزاز نلتقي وإياكم اليوم، لنكرم مجددا أبرز رجالات لبنان الكبار، الرئيس الراحل فؤاد شهاب، بعد أن كرمته قيادة الجيش في العام 2005، وتشرف هذا الصرح العسكري التعليمي العالي بحمل اسمه منذ ذلك الحين. الرئيس فؤاد شهاب، إنه الأرزة الراسخة جسما وروحا في قلب الجيش، كما في قلب الوطن الذي أحبه حتى نكران الذات، وضحى في سبيله حتى الرمق الأخير، فمضى إلى حيث مضى، شامخ الرأس عالي الجبين، مرتاح الضمير لما حقق وأنجز”.

اضاف: “ليس بالأمر الاستثنائي أن يحظى رجل الدولة بإعجاب الناس وهو في موقع المسؤولية، لكن الاستثنائي أن يستمر هذا الإعجاب بعد تركه هذا الموقع، أو بعد رحيله عن الحياة الدنيا. إنه حال الرئيس القائد فؤاد شهاب، الذي لا يزال بعد عقود طويلة من الزمن على وفاته، حيا في الذاكرة الجماعية للوطن، قيما وأخلاقا، نهجا وفكرا، وأسلوب عمل وممارسة”.

وتابع: “فؤاد شهاب الإنسان، ذلك الزاهد بمغريات الحياة، الصامت الأكبر والمتعالي على الجراح، حين تختلط المفاهيم والقناعات، ويتغرب ضوء الحق، كما حصل عندما قدم استقالته في العام 1960، لشعوره بغياب الوعي الوطني المطلوب. وفؤاد شهاب رجل الدولة الحقيقي، الذي لم يسمح لنفسه يوما ما لم يسمحه الدستور والقانون، ورجل الدولة أيضا بوسع حكمته وبصيرته وبعد رؤيته، وهو يعبر عن ذلك ذات يوم بالقول “إن الاستقلال الحق لا يؤخذ ولا يعطى، إنما يبنى”. مترجما هذا القول ببنائه دولة المؤسسات كضمانة أكيدة للحفاظ على ديمومة الوطن ومنعته واستمراره”.

واستطرد: “لعله من المنصف الاعتراف لهذا الرجل الكبير، ونحن نلتف حول تمثاله اليوم، أن تلك المؤسسات التي بناها، لا تزال الضمانة، إذ من خلال إعادة تفعيلها، ومن خلال تزخيم دورها، يمكن أن تعود الجمهورية إلى زمن الاستقرار والبناء والتطور، بدلا من أن تبقى في زمن الشغور والفراغ والتعطيل والتأجيل، كما أن مؤسسة الجيش التي كان أول قائد لها لا بل أبا لها، قد بقيت موحدة متماسكة، بفضل دوره الأساس في بنائها على دعائم متينة وثوابت وطنية جامعة، لا سيما إبعادها عن السياسة والمصالح الفئوية الضيقة، معبرا عن المكانة الوطنية للجيش بالقول: “جيشنا هو مدرسة الوحدة الوطنية يحياها ويحميها”.

وأكد أن “الجيش اليوم لا يزال كما أراده فؤاد شهاب. إنه في ظل كل ما يحصل في الجوار والمنطقة، وفي ظل اجتياح موجات التفكيك والشرذمة، لا يزال الجامع المشترك بين اللبنانيين، لا بل حجر الزاوية في إعادة بناء لبنان القوي، لبنان القيم، لبنان البقاء والازدهار”.

واضاف: “ما أحوج اللبنانيين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، أن يقتدوا بالنهج الوطني للرئيس فؤاد شهاب، ويحافظوا على إنجازاته ويعملوا على تطويرها، بما يتناسب مع مقتضيات عصرنا الحاضر. أما نحن رفاقك في المؤسسة العسكرية، فعهد منا أن نواصل مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، مستمدين من مبادىء الرئيس شهاب ومآثره الوطنية، القوة والإرادة والأمل للحفاظ على لبنان، واحدا سيدا مستقلا، ونقطة إشعاع في المنطقة والعالم. عندها وعندها فقط نستحق لبنان، ونفخر بأننا أبناؤه المخلصون”.

وختم: “فؤاد شهاب أيها الرئيس الأمير، شكرا لك، لأنك أعطيت الوطن الكثير الكثير، ومن حقك علينا جميعا أن نبادلك الوفاء بالوفاء، والعطاء بالعطاء، ونتطلع إلى مزاياك الشخصية والوطنية بأسمى مشاعر الاحترام والتقدير”.

كما ألقى رئيس “مؤسسة فؤاد شهاب”، شفيق محرم كلمة بالمناسبة، شكر فيها قيادة الجيش اللبناني على هذه المبادرة، ثم تناول تجربة الرئيس الراحل ودوره في بناء دولة المؤسسات، والمشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية، التي أطلقها إبان فترة رئاسته، ثم عرض لأعمال مؤسسة فؤاد شهاب، في مجال توثيق إنجازاته الوطنية وإرثه الشخصي.

السابق
الجيش: دورية للعدو خرقت خط الانسحاب في شبعا وحاولت اختطاف راع
التالي
مقتل والدة وشقيقة بن لادن في تحطم الطائرة السعودية الخاصة في بريطانيا