أهالي عين دارة: البلدة ليست مزبلة لأحد ولا تجربونا

قالت عين دارة “لا” مدوية من على قمم ضهر البيدر للنائب وليد جنبلاط، ومن اقترحوا كسارات عين دارة لاستقبال نفايات الشوف وعاليه والضاحية وبيروت، وأكد أبناؤها أن عين دارة لن تكون الخاصرة الرخوة لتمرير صفقة النفايات، وهي تحملت وما تزال تبعات كوارث بيئية مستمرة مع عمل المقالع والكسارات، وأشار أبناؤها إلى أن ليس ثمة سابقة لجهة طمر النفايات على ارتفاع يتراوح بين 1400 و 1600 متر، وفي أراض متصدعة بسبب الكسارات، ستؤدي ليس إلى تلويث ينابيع عين دارة فحسب، وإنما الينابيع التي تغذي قرى وبلدات في ثلاثة أقضية: الشوف، عاليه والبقاع. بالتوازي، غمز كثيرون من قناة النائب جنبلاط، متسائلين: كيف يقبل من أوقف مشروع نقل جبالات الاسمنت الى ضهر البيدر أن تستبيح النفايات المنطقة عينها؟ وهل ثمة صفقة على حساب عين دارة؟ وتابع greenarea طوال يوم أمس الأجواء في عين دارة، وكان ناشطون بيئيون من البلدة بصدد الانطلاق لإقفال الطريق الدولية قرابة الثانية بعد الظهر، لكن بعد أن تبين أن ثمة رفضا من فاعليات البلدة قرروا الانضواء في تحرك أهلي واسع، وانضموا إلى اجتماع دعا إليه مختار البلدة انطوان بدر، وتقرر موعد التحرك السابعة مساء، ولم يكن العينداريون وحدهم إذ انضم إليهم أهالي قب الياس وبوارج والمريجات في البقاع، خصوصا وأن الضرر يطاول أيضا بعض البلدات البقاعية المتاخمة حدودها مع عين دارة، فقاموا بإحضار جرارات وقطعوا الطريق إلى الكسارات بسواتر ترابية.

اهالي عين دارة

 

استكثرتم علينا اﻻوكسجين وكان المختار بدر قد أكد وجود 100 شاحنة محملة بالنفايات في الكرنتينا تستعد لرمي حمولتها في واحدة من كسارات عين دارة. وحذر جهاد المعلم من ان المنطقة هي حوض النبع الذي تشرب منه بلدة قب الياس في البقاع اﻻوسط، ومن تلوث المياه والهواء جراء طمر النفايات في تلك المنطقة ومن ضغط سير 100 شاحنة نفايات يوميا على طريق بيروت – ضهر البيدر. وقال “نحب ان نرى بيروت نظيفة وعاصمتنا اجمل العواصم لكننا لسنا مزبلة لاحد”. وشدد المعتصمون على أن “البلدة ليست مزبلة لاحد. ولا تجربونا، فاهل زحلة وبريتال وعرسال ليسوا اكثر رجولة من اهالي عين دارة”. فيما توجهت وردة حداد الى الحكومة قائلة: ” قضيتم على الحجر والشجر في عين دارة، واﻵن تريدون القضاء على البشر. استكثرتم علينا اﻻوكسجين!”.

اهالي عين دارة

محاولة تفريق المعتصمين رافق تحرك الأهالي استنفار أمني مكثف بمشاركة الجيش اللبناني، وفي المساء بعد أن تفرق المعتصمون واقتصر عدد المتوجدين على نحو ثلاثين شخصا، حاولت قوة من الجيش تفريقهم بالقوة، وما إن شاع الخبر حتى عاد نحو 300 من المعتصمين إلى المكان. وعلم greenarea خلال المفاوضات بين الجيش والمعتصمين أن ثمة قرارا من مجلس الوزراء يقضي بفتح الطريق بالقوة، وهنا كان موقف المعتصمين “نفذوا الأوامر فوق أجسادنا”، ووسط إصرار المعتصمين تراجع الجيش عن قراره، خصوصا وأنه كانت ثمة مفاوضات بين قياديين متقاعدين من الجيش اللبناني وقائد القوة المتمركزة في المكان. وعطل الاعتصام وإقفال الطريق عمل الكسارات، وهنا كان ثمة اتفاق بين الأهالي وأصحاب الشاحنات والكسارات قضى بوقف نقل البحص حتى انتهاء الاعتصام، وقال أحد المواطنين “لقد تحملنا كساراتكم طوال ثلاثين سنة فتحملوا معنا أياما عدة”. المختار أنطوان بدر أكد أنه “هناك رفض تام لنقل النفايات من مختلف أهالي عين دارة وفاعليات وبلديتها ومخاتيرها”.

(green area)

 

السابق
743 مليون دولار من الهبات والقروض مهدّدة الحكومة إلى «الغيبوبة».. والنفايات إلى «الغيب»
التالي
لبنان وأزمتا النفايات والخيارات