سؤال «لئيم» لأهالي الإقليم: لماذا لا تعترضون على معمل سبلين؟

معمل سبلين
أزمة النفايات التي يشهدها لبنان كشفت عن فساد السياسيين، وتصدّر لبنان بين البلدان الأكثر تخلفًا لجهة قدرته على الاستفادة من النفايات كثروة اقتصادية وطنية، يمكنها درّ عائدات بالمليارات للخزينة اللبنانية.

يعتبر لبنان من البلدان المتقدمة في إنتاج النفايات أي “الزبالة”: حوالي 3000 طن يومياً، ولكن في الوقت عينه يعتبر لبنان من أكثر البلدان المتخلفة من الإستفادة من القمامة “الزبالة” كثروة اقتصادية وطنية، يمكن أن تدرّ عليه منافع بملايين الدولارات يومياً. ومن أهم تلك المنافع: إنتاج الطاقة والسماد الزراعي وإعادة التصنيع أو تدوير النفايات الصلبة مثل البلاستيك والألمنيوم والكرتون…

بعد اجتماع اللجنة الوزارية بشأن أزمة النفايات، بدأت هذه الأزمة تأخذ طريقها الى الحل ضمن خطة جديدة مرحلية غير جذرية، ترجمت جزئياً في بعض مناطق بيروت بسبب تراكم أطنان من النفايات المتراكمة التي بدأ العمل على رفعها. بعد أن شكلت تلالاً كبيرة بألوانها الزاهية وروائحها الكريهة، داخل الأحياء والشوارع الفرعية والرئيسية لمدينة بيروت وضواحيها وكافة مناطق جبل لبنان.

بدأت هذه الأزمة تأخذ طريقها الى الحل ضمن خطة جديدة مرحلية غير جذرية

النفايات

أمّا سبب تراكم النفايات وبالشكل العلني فيعود إلى ثورة واعتراض أهالي الدامور والجية والناعمة بعد إقفالهم مطمر الناعمة بوجه شاحنات النفايات التابعة لشركة “سوكلين” تحت حجّة تكاثر الأوبئة والأمراض السرطانية. وهذا الحراك يأتي بالتزامن مع انتهاء عقد تمديد لشركة “سوكلين” وهي الوحيدة المولجة برفع النفايات عن المناطق اللبنانية.

لكن في الخفاء فإنّ أزمة النفايات في لبنان تعود الى المصالح الضيقة، والصفقات المالية لعصابات السياسيين اللبنانيين النافذين القابضين على مفاصل الدولة، من أجل فرض شروطهم المالية على الشركات التي تتعاطى ملف النفايات كشركة “سوكلين”.

لماذا لا يكون لدينا معمل أو معملان لمعالجة النفايات لنستخرج على الأقل منها الطاقة الكهربائية؟

http://www.youtube.com/watch?v=zXepxHIv3fk

سؤال برسم المعترضين الذين يقطعون الطرقات احتجاجاً على مكب أو مطمر الناعمة، وبأوامر من البلديات التي بدورها الأخيرة تخضع لأوامر السياسيين: لماذا الآن بدأتم تخافون من انتشار الأوبئة والأمراض السرطانية وليس قبل 15 عاماً؟ لماذا لا تقطعون الطريق وتحتجون على معمل ترابة سبلين الذي يشكل أمراض سرطانية أكثر من مطمر الناعمة؟

سؤال ثاني ايضاً، وبرسم الدولة ورجالها السياسيين الفاشلين والفاسدين، كروائح تلال “الزبالة” المتراكمة داخل العاصمة بيروت: لماذا لا يكون لدينا معمل أو معملان لمعالجة النفايات؟ لنستخرج على الأقلّ منها الطاقة الكهربائية وإعادة تدوير المواد الصلبة، تماماً كما تفعل بعض الدول مثل تركيا والهند والسويد والنروج والصين وغيرهم؟

لبنان أيها السياسيين الأفاضل، وأنتم لا تتقنون إلا اللعبة السياسة الطائفية، وشتم بعضكم البعض والولاء للخارج وانزال الناس على الطرقات من اجل قطعها، فهل تعلمون أنّ هناك دراسات وخططاً عديدة مخبّأة داخل أدراج مكاتب الوزارات والدوائر اللبنانية الرسمية المختصة وهي جاهزة لبناء معامل قادرة على حلّ هذه المشكلة البيئية ؟

لماذا أيها السياسيون لا تستغلون تلك القدرات والخبرات من أجل النهوض بلبنان اقتصادياً؟ لماذا لا يكون لدينا معامل لتطهير أفكاركم الخرقاء كالزبالة، المليئة بجراثيم الفساد وأوبئة الصفقات المالية المشبوهة؟

السابق
ما هو المعنى الحقيقي للعلمانيّة؟
التالي
هذا سرّ «منديل» أمّ كلثوم