المستقبل لحزب الله: مطالب عون ليست عندنا فلم الحوار؟

تنظر اوساط سياسية في فريق 14 اذار بكثير من الاستغراب الى دعوة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تيار المستقبل “الى الحوار الجدي مع التيار الوطني الحر بعدما اعطاه وعودا لم يف بها”، وتقول لـ”المركزية” إما ان المعلومات التي نقلت الى السيد نصرالله عن لقاء الرئيس سعد الحريري مع النائب ميشال عون غير دقيقة او محرّفة، واما انه يعرف حقيقتها ويحاول حرفها. فالرئيس الحريري لم يقدم اي وعد للعماد عون، وموقفه واضح في ما يتصل بملفي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش منذ اللحظة الاولى: لا فيتو على اي مرشح للرئاسة والمطلوب التوافق في الشارع المسيحي لكن لا تعيين لقائد الجيش قبل انتخاب رئيس الجمهورية.

وتبعا لذلك، تقول الاوساط ان محاولة تصوير الخلاف على انه بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل في غير محله ان في رئاسة الجمهورية او في قيادة الجيش، فالحل في الملفين ليس لدى المستقبل بل لدى سائر الاطراف بما فيها حزب الله الذي يعرف تماما من يعرقل الانتخابات الرئاسية ويرمي الكرة في ملعب المستقبل ومن خلفها المملكة العربية السعودية لاشاحة النظر عن الحقائق. وتضيف: حتى لو سلمنا جدلا بان العرقلة ناتجة عن المستقبل فاضعف الايمان والحال هذه، ان يوجه الحزب نوابه ونواب تكتل التغيير والاصلاح الى المجلس النيابي ليؤمّنوا نصاب الجلسات الرئاسية وينتخبوا رئيسا ليضعوا حدا للعرقلة المفترضة.

وتشير الى ان حقوق المسيحيين ليست لدى تيار المستقبل انما لدى الاخرين، وليحاور التيار من يسلبه هذه الحقوق، موضحة ان المقصود من كلام السيد نصرالله الايحاء بأن المشكلة الاساسية في البلاد ليست بين المستقبل وحزب الله انما بين المسيحيين والسنة وهذا مجاف للحقيقة . ولاحظت ان كل ما يجري على الساحة الداخلية راهنا هدفه الايحاء بان “البلد مش ماشي” للدفع نحو قلب النظام والصيغة وكل ذلك بايحاء اقليمي.

وتتساءل المصادر اذا كان حزب الله حريصا الى هذه الدرجة على الحوار الداخلي بين الاطراف كافة كما قال السيد نصرالله في خطابه يوم السبت الماضي، فلماذا لا يبادر هو الى التحاور مع الاطراف الاخرى كالقوات اللبنانية مثلا، ام انه يعطي التوجيهات ويضع نفسه خارج المعادلة واللعبة السياسية الداخلية؟

تيار المستقبل وحزب الله

وتوضح اوساط 14 اذار ان العماد عون لم يساعد نفسه على الوصول الى بعبدا، مع انه يعرف الطريق تمام المعرفة، من خلال المبادرة الى تمييز فريقه السياسي عن حزب الله والوقوف على مسافة معينة منه لا سيما في ما يتصل بمشاركته في الحرب في سوريا، لا بل سلك الدرب المعاكس تماما فجدد تحالفه مع الحزب وثبت موقعه في المحور الايراني وبرّر مشاركته في الحرب السورية بتغليفها بالمصلحة الوطنية، في حين ان الحزب لم ينتهج مسار الدفاع عن عون، حتى انه بقي اشهرا طوالا من دون ان يسميه مرشحه للرئاسة، ولم يؤيده في خطواته الاعتراضية في الشارع بحجة انه لم يطلب اليه المشاركة كما لم يوافقه في مواقفه من مصير حكومة الرئيس تمام سلام التي يتمسك بوجودها ولا بالنسبة الى ملف التعيينات العسكرية، اذ يؤكد الحزب وفق ما ينقل عنه كما سائر مكونات 8 اذار انه ضد الفراغ اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على القادة الامنيين وتاليا مع التمديد للموجودين حتى ايجاد البديل. وتكشف الاوساط ان عون تحدث امام بعض زواره عن ان حلفاءه تخلوا عنه في وقت كان يفترض بهم مساندته لا سيما بعدما تم توقيع الاتفاق النووي الايراني.

السابق
أميرة الرُّوم (4/4): السيستاني والمحسني والحيدري كذّبوا قصّة «مليكة»
التالي
واشنطن – طهران: اتفاق نووي وتحديث لدور شرطي المنطقة الإيراني