هل لوّح نصر الله والأسد لإيران: «نحن تحملّنا لأجلك الكثير»

السيد حسن وبشار الاسد
هل هي مصادفة أن يتناول "مسؤولان كبيران" لدى "الأمة" الإيرانية، هما الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مسألة الدعم الإيراني المادي والسياسي والمعنوي لهما بُعيد الاتفاق النووي الإيراني مع دول البريكس؟ وهل كانا يؤجلان إطلاق هذين التصريحين خوفا من تأجيل توقيع الاتفاق؟ أم أنهما الآن يلفتا نظر طهران لئلا تتخلّى عنهما. فـ"نحن الذين تحملّنا لأجلك الكثير لتنالي ما تريدين"!

أكدّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، خلال احتفال لمؤسسة “الشهيد”، أنّ “إيران لن تتخلى عن حزب الله بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الكبرى، وأن طهران لم تبع حلفاءها كما فعلت الولايات المتحدة”. وأضاف أن “الهاجس الكبير في المنطقة اليوم هو حول ما إذا كان سيؤدي هذا الاتفاق إلى تقوية المقاومة وتعزيزها”. وتابع: “نأخذ المال من إيران، ونحن نحصل على هذا الدعم، ونفتخر بهذا الأمر”.

http://www.youtube.com/watch?v=F4bKZKpNmBA

هذا الكلام ليس جديداً على حزب الله أو نصرالله، إذ يتكرّر منذ فترة غير بعيدة، بطريقة صريحة وواضحة وعلنيّة، خصوصاً بعد إعلان حلف واضح سمّي “محورالممانعة”، وبعد كسر الجرة بين حزب الله والمحيط العربي، وتحديداً بعد إعلان حزب الله موقفه من الأحداث اليمنية وقبلها البحرينية وقبلها السورية.. أي قبيل خمس سنوات من الآن. وبعد انتهاء الحروب العربية ضد اسرائيل التي احتجنا فيها كلبنانيين إلى العلاقات العربية البينيّة من أجل الإعمار والإنماء، ودفع العرب البدل المالي لمواجهة الصهاينة مقابل دفعنا ضريبة الدم وحدنا.

اللافت هو كلام الرئيس السوري بشار الأسد قبل يومين، الذي أعلن أيضاً وبصراحة دعم إيران له، إضافة الى دعم المقاومة اللبنانية، أي “حزب الله” من دون أن يسمّيه. وإن لم يصل الوقت الذي يُعلن خلاله الأمر المعلوم جدًا، اي إسم “حزب الله” صراحة وجهارا. والنظام السوري لم يذكر يوماً إسم “المقاومة الاسلامية” رغم كلّ نجاحاتها، في وسائل الإعلام الرسمية، بل أصرّ ولا يزال مصرّاً، على تسميتها بـ”المقاومة اللبنانية”، على عكس ما يهوى حزب الله طبعًا ويريد. والذي يؤدي لبنانيا الى الفهم الخاطئ للمصطلح، وهو مرتبط داخليا بحزب “القوات اللبنانية” حصراً.

وقد اعتبر الأسد أنّ “إيران قدمت الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي، فساهمت في تعزيز صمود شعبنا ومناعته، انطلاقاً من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس كما يحاولون التسويق، بل هي معركة محور متكامل”. كما أشار إلى أنّ “إيران قدمت خبراتها العسكرية حصراً في سوريا، أما حزب الله فقد قاتل إلى جانب الجيش السوري”.

ولم ينس أن يذكرّنا بأنّه رئيس دولة لها سيادتها فشدّد على أنّه “رغم الدور الفعال لإخواننا في المقاومة اللبنانية (كذا)، لا يمكن لأي صديق أو شقيق غير سوري أن يدافع عن وطننا نيابة عنا”.

هذه الاضاءة الصريحة على دور إيران يؤكد على ان الإشارة الى نجاحات ايران في المنطقة عبر حليفيها القويين أدى الى الدعم المتبادل والى النجاح المُبهر ميدانيا وسياسيا.

فهل إشارة الأسد هي تذكير؟ أم لفت نظر الإيرانيين؟ أم هو تحويل نظر الغرب الى مقولة “نحن هنا”، تحديداً بعد تداول معلومات عن الإستغناء الغربي عن قرار “إسقاط الاسد”، وقراره “الإنسانوي” بالعفو العام الشامل؟

حزب الله والأسد.. اليدان الضاربتان في إقليم الشام التابع لإيران القوية والجديدة.. فهل يمكن القول إنّ سبب  تشابه خطابيهما، “حزب الله والأسد”، في إطلالتيهما، هو الفرحة أم التذكير ام التلويح؟

السابق
خطف سوري في عرسال
التالي
المتظاهرون عادوا إلى رياض الصلح في انتظار المزيد من الوفود للانطلاق نحو الأحياء