فابيوس يحمل الى طهران ثلاثة اسماء «توافقية» للرئاسة

تؤكد مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وفي اشارة الى مدى اهتمام بلاده بملف الانتخابات الرئاسية في لبنان تعمَد في لقائه امس مع الاعلاميين الاشارة الى انه سيزور لبنان خلال الاشهر المقبلة، وذلك عشية توجه وزير الخارجية لوران فابيوس الى طهران واضعا “رئاسة لبنان” بندا اساسيا في جدول اعمال محادثاته الثلاثية الابعاد: اعادة بناء جدار الثقة مع ايران، جس نبضها في ما يتصل برغبتها بدخول المجتمع الدولي وتلمس مدى استعدادها لبدء مرحلة التسويات السياسية لأزمات منطقة الشرق الاوسط من بوابة تسهيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

وتكشف ان فابيوس يحمل معه لائحة تضم ثلاثة اسماء لمرشحين توافقيين مقبولين من جميع الفرقاء السياسيين في لبنان لعرضها على المسؤولين الايرانيين كاطار لحل الازمة الرئاسية وهو في ضوء الجواب الذي يسمعه يتأكد ما اذا كانت طهران جاهزة للدخول في المرحلة الثانية السياسية بعد توقيع الاتفاق النووي تقنيا، فاذا سمع الرد نفسه الذي سمعه مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية سابقا جان فرنسوا جيرو باحالته الى حزب الله في لبنان تتظهر انذاك طبيعة النيات الايرانية غير المندفعة نحو الاستعداد للتعاون اما اذا سمع كلاما آخر وتغييرا في اللهجة ازاء مقاربة الملف الرئاسي اللبناني فستكون الامال الفرنسية انذاك أكبر بامكان ولوج مرحلة التسويات في الشرق الاوسط.

ايران

وتشير في هذا السياق الى ان فرنسا تبذل جهدا كبيرا من اجل تمرير ” الاستحقاق ” في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي مستفيدة من الاجواء “الرطبة” والمرونة السياسية التي تبدت في جولة وزير الخارجية محمد جواد ظريف على بعض دول الخليج على رغم انها لم تشمل المملكة العربية السعودية، ومتجاوزة المواقف المتشنجة بين طهران وجدة من بوابة الوضع في البحرين.

وتوضح ان الضغط الغربي على ايران لم يرق بعد الى مستوى الطلب اليها تسهيل الحلول في المنطقة حتى انه يصح القول ان هذا التعاطي يتسم بشيء من التساهل او التراخي خلافا للتوجه العربي والخليجي تحديدا، بضرورة الانتقال سريعا من مرحلة الاتفاق التقني الى السياسي وقطع الطريق على مزيد من التوظيف الايراني لاوراق المنطقة الملتهبة امنيا وسياسيا ومن بينها لبنان بعدما لامس عدّاد الشغور الرئاسي عاما وثلاثة أشهر بفعل ما وصفته ب”أمر عمليات” ايراني ينفذه الحلفاء في الداخل تحت عناوين مختلفة .

وتشير المصادر الى ان الدبلوماسية الايرانية المعروفة بالالتفاف على مواقفها، ليست في وارد بيع اوراقها مجانا وتقديم تنازلات من دون ان تقبض الثمن السياسي وتحصّل مكاسب ما يدفع الى توقع عدم تسهيل الحلول في بلدان الشرق الاوسط التي تشهد ازمات، اقله على المدى القريب، الا اذا مارست الدول الغربية ضغطا معينا في اتجاه التنازلات الايرانية مقابل تسويات معينة.

وفي هذا المجال، تقول مصادر في قوى 14 اذار ان مواقف حزب الله الاخيرة تضمنت ازدواجية في المعايير والمواقف برزت بوضوح في خطاب الامين العام السيد حسن نصرالله بين تأكيد دعم حكومة الرئيس تمام سلام من جهة ومساندة حليفه النائب ميشال عون في مطالبه وشروطه من جهة ثانية، واكدت بما لا يرقى اليه شك ان مكونات 8 اذار تلعب ورقة ايرانية تؤمّن لطهران دخول المرحلة الثانية بعد النووي عبر مقايضة الاوراق وتدعيم موقفها في المفاوضات السياسية حول ازمات المنطقة من دون تقديم تنازلات.

السابق
عرض جديّ من «عرسال»: جرودنا مستعدّة لاستقبال نفايات بيروت
التالي
المنشد علي بركات للسيّد حسن: «صار ديننا عباية وشقّة فخمة ورانجات»